١٢ . المًقنّع

2K 121 97
                                    

< قِراءة ممتعة 💗>

غرفة بيضاء... و قطرةُ ماءٍ مالح اخرى من الاعلى ترتطم بجراح الظهر الطازجة، تليها آهةٌ تكادُ تنزلِق من شفاهه المتشققة.

جسدٌ هزيل تلوّن بمختلفِ الكدمات و الجراح و الحروق يتلوى على الارض؛ سلسلةٌ من المعدن الثقيل تقيد قدميه و يدَه... ريثما الاخرى المبتورة لاتزال طورَ الشفاء.

لم يعُد ايزاك قادرًا على تحمّل هذا اللون اللعين... و لا صوت ارتطام قطرات المياه بجسدهِ... الصوت يقوده الى الجنون.

لم يعُد قادراً، سيفجّره الالم.

صريرُ باب الحديد الثقيلِ و هو يُفتح جعلَ رعشةً تسيرُ على طول عموده الفقري... و هناك صوت انكسار جزمته العسكرية الصلبة على البلاطِ الدامي تزامنَ مع انغلاق الباب.

وضعَ طبقًا بلاستيكيّا يحوي بقايا طعامٍ منتهية الصلاحية امامه، و دفعها اليه بقدمه باحتقار... حرّك ايزاك يده بقواه المتبقية و دفع الصحن بعنفٍ كي ينسكب على الارض و على جزمته.

كان يتضوّر جوعاً، مُنهكًا من الالم، و قبل اسبوعٍ كان ايزاك ينهال كالحيوان الجريح على الطعام حتى لو كان خبزًا عفنا من الجوع...

لكنه الان استسلم، و اختارَ الموتَ بدلَ التوسل للحياة.

حين يموت سنتهي الالم و الذل، فكر ايزاك و هو يجبر نفسه على مقاومة حبال الحياة المتهتّكة التي يقدمها له صاحب القناع.

بنهاية الامر، هو يعرف كيف هي الامور، و من المستحيل ان ينجو.

طوى صاحب القناعِ ذراعيه على صدره و هو يتنهد بمللٍ...

" لما الغضب ايزاك؟ زارا كانت أكثر صبراً منك "

تمتمَ بضجرٍ عبر مغيّر الصوت الذي يحتوي عليه قناعه ... قرفص الى مستوى ايزاك الذي رفع وجهه المحتدّ بالسخط اليه.

ابتسم من خلف القناع بسخرية، احبّ كيفَ يمتلئ وجهه الملون بالموت بالغضب كلّما ذكر سيرة شقيقته الصغيرة.

رفع صاحب القناع عن كمّه كي يكشِف عن الندبة العميقة بساعده الايسر.
" انظُر كم هي جميلة هذه الندبة... انها من شقيقتك اللطيفة "

قال بنبرةٍ طفولية، ثم استند بفكه على يده و هو يهتف كصبي واقع بالحب.

"   رأيتها ليلة البارحة، كانت تبدو جميلة جدا بفستانها الابيض...  "

Empty Crown | تاجٌ فَارِغWhere stories live. Discover now