إيطاليا..
مَدينة نشأت بالحِس الفنّي وبأناملِ المبدعين في كافةٍ المجالات، وهُنا وتحديدًا في
العاصمة روما وامام نافورة تريفي يقع ذلك المَطعم الفاخر، حيث يمارس الطهاة فنهمبإحترافية داخله، ولكن إذا ذهبنا الي آخر بقعة بداخله سَنجد فتاتين يافعتين لم تتجاوزا
عقدهما الثاني بعد إحداهما تُمارس فنٌ من نوع آخر علي ذلك الكوم الهائل من مختلفالصحون وتنظفهم واحدة تلو الآخري.. إنها هِيدا، المُحاربة.
أما الآخيرة تجلس في زاوية قريبة علي ذلك الكرسي الخشبي الصغير الذي وضع
خصيصًا لها، وبينما تَقوم هيدا بعملها باتت تراقبها بهدوئها المعتاد،انها روزيلا الصغيرةكما تدعوها هيدا، علي الرغم من انهما في العمر ذاته بصفتهما توأم غير متماثل لكن
كانت روزيلا دائما تثير عاطفة الأمومة لدي هيدا، وهكذا كرست هيدا حياتها لحمايةروزيلا الصغيرة، كون روزيلا فتاة هادئة وإنطوائية تكره الجميع و تحب هيدا.
وذلك ما كان يدفع هيدا نحو هاوية التضحية دائمًا بلا كلل أو ملل،
يكفيها أن صغيرتها تشعر بالراحة و السلام ليعمّ السلام فؤادها ايضًا..ولان روزيلا لا يمكنها الانفصال عن هيدا كانت دائما تصطحبها إلي عملها جزئي الدوام.
____________________
بعد عدة ساعات انهت هيدا عملها لتجفف كفيها الصغيران وساعديها، تنهدت بتعب وهي تمسح جبينها المتعرق بظهر كفها وهي تبعد خصلاتها القصيرة التي تلاصقت بفعلِ حبيبات
العرق؛ ناظرت صغيرتها بأعينها ذات اللونِ الأخضر المائل للرمادي وهي تبتسم بود
لتقابلها الاخري بأعينها التي اتخذت من لونِ خضرة الأشجار العاتية لونًا لها بعبوس لطيفاقتربت منها هيدا بينما انخفضت لمستواها حتي تُقابل وجه الصغيرة العابس؛ وضعت كفها علي وجنة الاخري بحنو متسائلة في قلق " لماذا ملاكي عابس، هل تشعرين بالضجر؟"
نفت روزيلا تسائُل اختها بينما نزعت كفها الذي يحيط وجنتها بهدوء واخذت تدلكه وهي تسقط كل اهتمامها عليه و كذلك نظرها " لما تعمل هيدا طوال الوقت، انا اكره ذلك "
ابتسمت هيدا بإتساع علي تلك الصغيرة لتُقبل وجنتها بخفة " وهيدا ايضًا
تكره ذلك روزي ولكن الأهم من كل ذلك اننا بخير و معًا أليس كذلك؟ "
YOU ARE READING
Warmer| حتـي النهايـة
Romanceبماذا تُقدر ثروة من لا يملك سوي الحُب؟ وهل تَكفي لشراء الحرية ام الحرية أثمن مِن ان تقدر بالمشاعر؟ -سأعرض عليكِ صفقة رابحة، ألا وهي خسارة نفسكِ.