تَوقف الوقت، وسَكنت الأرض وكأنها ما عادت تدور، وكأن الكونبأكمله تعهد الصمت وخَلَفت تِلك الرصاصة عهدها ليصبح صداها كل
ما هو مسموع بالنسبة إلي ريكاردو وكريستوفر في أفق الكون الفسيح، واللذان
تم مباغتتهما بذلك الصوت الكريه وهما بصدد دخول القصر؛ هرول الإثنان نحو المنزلثُم عبرا مَنزَل القبو ليجدا الباب مَفتوح ويقف علي عتبته ميخيل والذي
لا يزال يرفع سلاحه بوجه جامد، دفعه ريكاردو ودَخل الغرفة سرعان ما
صُعق مِن رؤيته لهيدا بهذا الشكل، مُعذبَة ومعلقة بهذه الطريقة المُهينَة!،وما جعل قلبه يتوقف عن النبض للحظة هو رؤية الدماء الرطبة تغطي
وجهها والقليل من رقبتها وصدرها الشبه عاري، وتمددت أمامها جثة امرأة ما
والدماء تنتشر حولها بغزارة، لم يبالي لها ريكاردو وهرول ناحية هيدا بخطواتٍسريعة واعين مهزوزة، رَفع رأسها بخفة ليجدها فاقدة للوعي.
" هما بخير سيدي، لقد اتيتُ بالوقت المناسب! " قالها ميخيل بخجل من نفسه
ولكن ريكاردو لم تكن حواسه قيد العمل بتلك اللحظة، هو رَكز فقط علي تحريرهيدا من تلكَ الأغلال الحديدية القاسية وبالفعل نجح، حَملها وكم كانت هزيلة
وضعيفة بين ذراعيه، وأما عن كريستوفر فهو أسرع ناحية روزيلا التي كانيرتكز جسدها علي الحائط مجردة من وعيها ايضًا، وما إن لمسها لسعته برودة
جسدها وأصابه تباطؤ أنفاسها بالجنون، أسرع هو الآخر بحملها وخرجبها من تلك الغرفة الضيقة سرعان ما أخذ المسعفون الفتاتين وبدأوا بفعل
الاجرائات الأولية لهما، وايضًا حمل المسعفون جثة باولا بعد أن غلفوهابحقيبة الجثث السوداء، ذَهب كريستوفر مع الفتاتين إلي أقرب مستشفي
وبَقي ريكاردو حتي يعتقل لوجير بنفسه، وما إن أصبح ريكاردو أمام ذلكالمسخ ابرحه ضربًا وكان الآخر عاجز مكبل، ابعده ميخيل بصعوبة بالغة
عنه حيث وقف حائلًا بينه وبين لوجير وقال: أرجوكَ سيدي اهدأ!، لنزجه
بالسجن اولًا ثم افعل به ما تشاء، أرجوكَ!كان ريكاردو يتنفس بعصبية وينظر إلي وجه ذلك الحقير الذي تورم ونزف بشدة،
وبالنهاية سحبه ريكاردو كالشاه إلي تلكَ السيارة السوداء العالية ورماه بعنف في
الخلفية، وساقَ هو إلي المَقر بسرعة وهمية رفقة ميخيل إلي أن وصل وسلّمهبنفسه وكان حريصًا بأن يحضر التحقيق منذ مهدِه ولم ينسِ ابدًا
توجيه التهم التي تتعلق بالفتاتين إليه ومسائلته عليها قانونيًا!
____________________
YOU ARE READING
Warmer| حتـي النهايـة
Romanceبماذا تُقدر ثروة من لا يملك سوي الحُب؟ وهل تَكفي لشراء الحرية ام الحرية أثمن مِن ان تقدر بالمشاعر؟ -سأعرض عليكِ صفقة رابحة، ألا وهي خسارة نفسكِ.