.8.

115 8 2
                                    


تَابع ريكاردو انفعال إيروس بإسلوبه المعتاد، الهدوء.

وبعد لحظة راكدة، فقط كل ما فعله ريكاردو هو الإبتسام، علي الرغم من غياب الداعي!
نَظر له إيروس بجدية كبيرة ينتظر الإجابة لسؤاله الذي لم يُجاب بعد، فَكَّ ريكاردو

ذراعاه المعقودة واراح إحداهما فوق سطح المكتب، وقرر ريكاردو اخيرًا الإكتفاء
بذلك القدر من الهدوء العاصف وتحدث قائلًا: أتعلم سيد إيروس روديون..

أنا افضل دائمًا الخصوصية، بل اقدسها؛ ولكن في تلك الحالة سأتخلي عنها
ولمرة واحدة فقط، أجابة سؤالكَ هي 'لا' ، ماريا بالنسبة لي ليست سوي صديقة

طفولتي التي أهتم لأمرها وأقدم لها روحي اذا كلفني الأمر، ولكنّي ما زلتُ احتفظُ
بقلبي، وايضًا لا تقلق لا افكر في الإنجرافِ لها مستقبلًا، هل انتَ راضٍ الآن؟

تَفاجأ إيروس حينما حدّثه ريكاردو باليونانية بتلكَ البراعة ثُم تفاجأ مِن حقيقة مشاعره
لماريا، لقد توقع إيروس انه سيغادر اليونان ليذهب في مُهمة مرهقة للدفاع عن حبه

ولكن ريكاردو انهي المعركة قبل بدايتها!

بقيت معالم إيروس مبهمة المشاعر لمدة ثوانٍ بعد صمتِ ريكاردو،
لينطق اخيرًا بعد أن لملم شتاته: كُنتُ اظُن انها تَهمكَ!

رَفع ريكاردو حاجِبه الأيسر ليقول مستنكرًا: انها بالفعل تهمني!،
ولكن ليست بنفس الطريقة التي تُهمّكَ بها.

تَنهد إيروس بعمق، وكأنه كان فاقدًا لأنفاسه طوال تلك الدقائق الفائتة والآن استعادها،

ليبتسم بوِدية إلي ريكاردو ثم مَدَّ كفه تلكَ المرة بمصافحة صداقة ليقول: اشكركَ
كثيرًا ريكاردو، واريدُ حقًا أن نُصبح صديقين بالمستقبل القريب.

صافحه ريكاردو ليبتسم له بترحيب تلكَ المرة وقال: لا داعِ للشكر يا رجل،
وحظًا موفقًا مع تلكَ العنيدة ماريا، ولكن احذركَ أن تَفكر بإحزانها فقط،

وقتها سيتوجب عليكَ مواجهتي اولًا!

قهقه إيروس ليهمس بملامح درامية: لا تخف علي ماريا منّي،
يا رجل يجب عليكَ أن تَخف عليّ منها، إنها ماريا بالنهاية!

شاركه ريكاردو القهقهات وهو يفكر بأن ماريا قَد تكون محظوظة
لوقوعِ رجل مثل إيروس بحبها، ولكنه قرر أن يتأكد من ذلك بنفسه

وبطرقهِ الخاصة!

ومن جهة اخري تزاحمت الغرفة بأفكار إيروس عن خطوته التالية
بإيقاع ماريا في شِباكه، يعلم أن طريقه لها شائك ولكنه ليس بالضعيف ابدًا.

Warmer| حتـي النهايـةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن