.20.

102 5 13
                                    


أينَ الوِجهة القادمة؟، وأينَ المَرسي!

يَقضي المرء نِصف عمره بالتساؤل وقِلّة من المحظوظين مَن يَجدون الإجابـة!،
ولكن..هل تُخالج الراحة قلب المرء حينها؟؛ قال الحُكماء قديمًا أن المَعرفة قد
تقتل صاحِبها، قَد يكون العدل صفة لا تتسم بها الحياة.. ولكنها متقلبة لا تتسم
بالثبات أيضًا.

قَد تحمل لكَ يومًا بأحداثٍ مُبكية، ولكنها قَد تَهِبكَ ساعة ضَحك تُداوي آلام يوم!؛
قَد يكون الصَبر هو المغزي، تُعلمنا إياه الحياة بالتَرغيب أو حتي التَرهيب!

صَبرًا لنحيا يومًا آخر بالرغم مِن مَوت أرواحنا مِرارًا، صبرًا لِنأمل ونَطمح ونؤمن
بالرغم مِن إنطفاء شُعلة رغبتنا، وصبرًا لِنبحث عَن السعادة والحب حتي
وإن كان لا سبيل لهما.

وإن إخترتَ أي إنسان بعشوائية وسألته: ما هي المُعاناة؟
بالتأكيد ستختلف الإجابات، ولكن المُعاناة الحقيقية أن تَحيا طويلًا دون إدراك الصبر!

وبإسقاط الأمر علي الصغيرة هيدا، فهي كانت مِمَّن أدركوا الصبر باكِرًا!
تَقِفَ بمنتصف ذلكَ المَبني وبِحزم تُوجِه العُمّال رِفقة إيروس وماريا، فَذلك

هو اليوم الثالِث علي التوالي مِن الإستعدادات والتَجهيز لإفتتاح ذلك
المصنع الصغير، قَد تم الإنتهاء من طِلائه بالفعل وها هم يعملون علي
تنظيم الآلات المُتخصصة بالنَسج والتطريز وما شابه إلخ..

" هل بإمكانكَ تَحريكها إلي اليسار قليلًا؟ "

" لا، لا تضعه هُنا يا سيد، ضعها هُناك من فضلكَ "

" هل يُمكنكَ مساعدتي بِرفع تِلكَ؟ "

وكثير مِن التعليقات كانت تلقيها هيدا بجدية، تدور هنا وهناك كالنحلة لا تهدأ

ألا يذكركم الأمر بمشهد مشابه؟، أجل..حتي هيدا تذكرت ذلك الحِين؛ حين
كانت تعمل بذلك الملهي وسط حُثالة الناس وأقذرهم، كانت تدور أيضًا ولكن
لخدمة بعض الحقراء السُكاري، ولكنها إبتسمت!، إبتسمت بِرضا لِما أوصلها

إليه صبرها، ربما كانت تعاني من بعضِ عدم الثقة بالنفس وربما كانت
تُحقر نفسها ولكنها اليوم لا تفعل!، اليوم تشعر بأنها تستحق التقدير،
أنها تستحق مِن حلاوة الأقدار كلها، وأنها تستحق الكمال ولن ترضي
بالنواقص مجددًا!

وبذلك الأمر يرجع الفضل الكبير لريكاردو، السيد ريكاردو كلارك ذلك المجنون
الذي كان يأتي في الثانية فجرًا ليحتسي القهوة في زاوية بعيدة داخل ملهي ليلي؛

Warmer| حتـي النهايـةTempat cerita menjadi hidup. Temukan sekarang