.2.

179 12 2
                                    


بزوغ الفجر و إنجلاء الليل

سُنَّة مِن سُنَنِ الحياة والتي لا يُمكن إنكارها او تغييرها، حَيثُ تأتي آشعة الشمس
القاهرة لِما يحمله الليل من ظلمة مُقيدة لجميع الشياطين، حَيث ان النور وسَط غير

مُلائم لما تحمله أفعالهم من بشاعة وحَيث انهم يختبئون الي ان تَغرب الشمس وجنودها
ليعاودوا الظهور مجددًا ، ليحيكوا الخطيئة في ادنس اثوابها حتي يرتدوها مجددًا

وهكذا الحال في ذلك الملهي حيث أُفرِغ من الشياطين و أُغلِقت أبوابه في تمامِ السادسة صبَاحًا، وكذلك انتهت هيدا من التنظيف مع البقية العاملين لتتجه الي المَنزل حيث اقلها

سانتينو في طريقه، هو يتكرم عليها بإيصالها ذهابًا وعودة؛ نبيلٌ جدًا ذلك السانتينو..

____________________

دخلت هيدا غُرفتها المشتركة فور ان وصلت للمنزل كي تَطمئِن
علي توأمتها ولكنها وجدتها كما تركتها منذ عدة ساعات؛ نائمة..

روزيلا تنام ساعاتٍ طويلة قد تصل إلي الأربعة عشر ساعة دون فاصل حتي، في البداية
كان ذلك يثير فزع هيدا ولكن بمرور الوقت كانت هيدا تُطمئن ذاتها حين تستيقظ روزي

بأن روزي فتاة كسولة لا أكثر، لا تمتلك ما يكفي لتفقد صحة
اختها لذلك ليس أمامها سوي طمأنة ذاتها حتي ولو بالأكاذيب..

صحيح انها تعمل صباحًا وتُؤجَر علي ذلك ولكن إذا حاولت أخذ بعض الأموال دون
علم زوج والدتها عاجلًا ام آجلًا سيعلم وسيعابقها بروزيلا كعادته، آخر مرة حاولت

فعل ذلك لشراء بعض الحلوي لروزيلا علِم ذلك الحقير، وفي تلك الليلة عَنف سانتينو هيدا
ولم يسمح لروزيلا بالنوم معها في الغرفة ذاتها حيث حبس كلًا منهما في غرفة منفصلة

وعلي ذكر الإنفصال فقد قضت روزيلا تلك الليلة تبكي وتصرخ مطالبة بـهيدا
اما عن هيدا فكانت تبكي بصمتٍ بقلبٍ يتمزق مع كل نداء تصدره اختها وهي تحاول فتح

ذلك الباب اللعين واخذها بين ذراعيها كما تفعل دائمًا ، وكانت أسوء لحظاتها حين توقفت
روزيلا عن ندائها وعم السكون المخيف، وحينها اخذت هيدا دور اختها حيث جُرحت

حنجرتها من الصريخ بإسم صغيرتها، وفي الصباح اطلق سانتينو صراح الفتاتين وهو
يبتسم بشماتة نحو هيدا لتركض الاخري صوب غرفة اختها بقلبٍ متضخم واتضح أن

روزيلا كانت فاقدة لوعيها من الضغط النفسي والخوف الذي تعرضت له..

ومنذ وقتها هي لا تأخذ فلسًا من تلك النقود، هي علمت ان سانتينو يعرف المدير معرفة شخصية والمدير يعطيه تقرير مفصل عن أجرها..ولذلكَ عرض عليها مُديرها ان يعطيها

Warmer| حتـي النهايـةWhere stories live. Discover now