.18.

132 5 5
                                    

رذاذ عِطرًا سُكّري الرائحة،
بعضًا من البُودرة خُوخية اللونِ،
أحمر شفاه وردي به حُمرة طفيفة الأثر،
والعَديد مِن المجوهرات هادئة البريق ونَاعمة الطابع.

تِلك كانت الأجواء في غُرفة ميليا والتي كانت تشمل كلّ البنات؛

فَهي دعتهنّ بحماس للإستعداد إلي موعدهنّ الجماعي، وبمساعدة الخالة ميليا
تجهزت الفتيات بشكل خُرافي، حيث أصبحت كل واحدة منهن بارزة بشكل يُناسبها.

إختارت هيدا إطلالة بسيطة الشاكلة، فقط بنطال قماشي قَمحي اللون وقَميص مُماثل
ولكنه كان أغمق بقليل، وفوقه إرتدت بلوفر مُخطط بتدرجاتِ المحيط ورِماله، صوفي الخَامة بدون أكمام، تَشكل جَيبه بهيئة مُثلثية كبيرة عِند الصَدر تُبرز القميص مِن اسفلها.

وقررت مِيليا للصغيرة روزيلا أن ترتاد أحد الفساتين التي فصلتها مارلا لها،
كَان فُستانًا وَردي قصته بسيطة وأنيقة، به نَقشة بيضاء رقيقة، حرصت ميليا
أن تُرفق جاكيت قَصير الطول ووشاح لإطلالة الصغيرة لانها تَبرد بسرعة.

بينما إنتقت ماريا إحدي فساتينها جريئة الطلّة، كان فُستانًا فيروزي ناعم القِماشة
يعانق خَصرها الدقيق بحميمية حَتي ساقيها، غَضت الطرف عن برودة الطقس
ولم تهتم سوي بمظهرها فقط، كعادتها.

وأخيرًا بتسليطِ الأضواء علي كات فهي لبست تنورة مِن خامة الجينز تُغطي
ما قبل رسغ قدمها، وفوقها إرتدت ثوب نعناعي صوفي طُرّز عليه شرائح ليمون بارزة.

" أُريدُ أن أضع أحمر شفاه يا أمي " تذمرت كات لترمقها ميليا والتي كانت
مشغولة بتجديل خصلات روزيلا بهيئة سُنبلة أنيقة، ثم قالت بهدوء وحزم

" لا تعني لا يا كاترينا، بعد بلوغكِ الثامنة عشر افعلي ما يحلو لكِ "
كَتفت كات الحانقة ذراعيها بسخط وجَلست ترمقهم بضجر، لما يجب
عليها أن تكون أصغر فتيات العائلة؟

" أنتهيتُ، ما رأيكنّ؟ " بصراخ حماسي قالت ماريا وهي تَدور
حول نفسها لِتتيح لهن التقييم من كافة الزوايا.

" برّاقة كعادتكِ ماري، ولكن ألن تبردي؟ " علقت ميليا لتنفي ماريا
قائلة: سآخذ ذلكَ المِعطف الفرو معي، ثم أن أحضان إيرو موجودة إذا بردت.

قهقهت ميليا بقلة حيلة علي تلكَ الفتاة الميؤوس منها،
" ماريا!، بربكِ الغرفة بها أطفال! " قالت هيدا بإعتراض

لتنظر لها ماريا بسخرية قائلة: أي أطفال تتحدثين عنهم هيدا؟،
هل تلكَ المشعوذة الصغيرة أم روزي التي تتجهز لموعدها مع 'بابي ريس'.

Warmer| حتـي النهايـةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن