.6.

149 9 4
                                    

الـهُدوء؛

تِلك الكلمة كانت وصف شامل عن الحال بداخل أحد السيارات الخاصة بريكاردو،

كان يقودها مُنذ ما يكثر عن نصف ساعة متجهًا نحو ماتيرا والتي تبعُد عن روما بعدة ساعات، وكان هو الوحيد الذي أجبر علي الإستيقاظ بينهم، فكان كريستوفر غارقًا

في النوم بجانبه، وبالخلف كانت هيدا تنام جالسة، آخذة روزيلا داخل احضانها وتضع
رأسها فوق رأس اختها الذي كان يستقر علي كتفها؛ إبتسم ريكاردو بسخرية تزامنًا مع

تمرير نَظرة عابرة للنائم بجانبه والذي كان يشخر بخفوت ليعاود التركيز علي طريقه

وهو يتمتم مع نفسه : ينام كَخنزير برّي بأول ساعات النهار ثم يكتبَ الدواوين
عن معاناته والأرق ليلًا، ويريد من يحكي له القصص حتي ينام، وغد.
____________________

كَشر كريستوفر ملامحه الحادة بإنزعاج وفرّق جفنيه بتمهل؛ استغرق منه الأمر برهة

حتي تلبسه الإستيعاب من جديد بعد قضاء عدة ساعات نائمًا ليعتدل في جلسته
ثم نظر بجانبه ليجد الأكبر لم ينفك عن قيادة تلك السيارة العالية بهدوء.

" أري أن الأميرة استيقظت دون الحاجة للقُبل " غمغم ريكاردو ساخرًا ولم يزح
نظره عن الطريق ليمسح كريستوفر وجهه بكسل مجيبًا : إذا كنتَ متلهفًا لتقبيلي

بتلك الدرجة التي تجعلكَ تختلق الأعذار فأنا لا أمانع،
يا عزيزي ما يهمني اولًا واخيرًا تليبة رغباتَكَ بكل سرور.

" رَغبتي الحقيقية تكمن في ارسالُكَ بعيدًا عن اي رقعة لعينة قد تشملني كريس "

تجاهل كريستوفر هراء ريكاردو ليسأل وعيناه تكتشف
محتوي الطريق عبر النافذة الامامية العريضة: هل أصبحنا في ماتيرا؟

همهم ريكاردو كإجابة ثم أضاف: تَبقت نصف ساعة فقط بيننا وبين المَنزل.

كلما قاد ريكاردو في دهاليز المدينة وخصوصًا تلكَ الطرق المؤدية الي البيت
يصبح الطريق أشد خضرة مِن عينيّ روزيلا، وأخيرًا صَفّ ريكاردو سيارته أمام

منزل والديه المستقل، فهُنا في تلكَ المنطقة كانت جميع المنازل مستقلة
مكونة من طابقين يعتليهما سَقيفة تتخذ رأس المثلث شكلًا لها، كانت منازل

متوسطة الحَجم اختلفت في روائح الطعام المنبعثة منها ولكنّها لم تختلف
في هالة الدفئ المحيطة بها من الداخل كإحاطة الورود المتباينة لها من الخارج.

Warmer| حتـي النهايـةWhere stories live. Discover now