.12.

102 7 1
                                    

غَامت رؤية روزيلا أثر دموعها، كانت تُعاني من تسارعِ انفاسِها وتصارع أفكارها؛
وبداخِلها أنكرت بشدة وآبت تصديق ذلك الرجل الغريب، هيدا لم تتخلي عنها

يومًا، هو كاذب وهيدا صادقة؛
بل العالم بأكمله ضلالٌ وهيدا هي البيّنة الوحيدة بالنسبة لها!

تحجرت بأرضها وهي تَنظر إلي لوجير بعينين دامعة ليحتضنها هو
يَلثُم عبق خصلاتِ شعرها التي بلونِ الرمال الندية ونَثر قُبلة اعلي شعرها

مغمضًا بلذةٍ وقال بهدوء: كوني مطيعة واعدُكِ أنني سأجعلكِ ملكة
مكللة برعايتي، واموالي، العالم بأكمله سأضعه أسفل قدميكِ.

لم يتوقف عن نَثرِ قبلاته التي انتقلت إلي جانِب شعرها، ولكنه
افاقَ من نشوته حينما دَفعته في حين غفلة بكل قوتها وهي

تصرخ بهستيريا رافضة لما يقوله بالرغم من انها لا تفهمه ولا
تفهم مقصده، هي لا تفهم سوي أنها لن تري هيدا مجددًا : لا أريد،
أنا لا أريد سوي هيدا، أنا أريد الذهاب لها، أنا أريد هيدا.

لم تعُد قادرة علي الوقوف لتنهار جالسة فوق الأرض المُغطاة بالسجاد
الفاخر وخَبأت وجهها الباكي وراء كفيها، أما عن لوجير فهو جَفل

من ثورتها المباغتة فهو قد ظن أنها اقتنعت بكذبته، ولكن يبدو
أن تلك المجنونة سترهقه فعلًا!؛ مَسح هو علي طَرف فمه بخشونة

ونفاذِ صبر وقال بنبرة كانت تحذيرية قاسية: هل تبكين لأجل من
تَركتكِ مُشردة!، هل تشتاقين لتلكَ التي تخلصت منكِ كالقمامة!
تِلكَ هي الحقيقة، شئتِأم ابيتِ لا مكان لهيدا ولا لأية مخلوق بحياتكِ
سواي هل تسمعين؟

ثم أولاها ظهره وخرج من الغرفة وهو يحكم اغلاقِ سجنه عليها،
فهي إن لم تتقبل الآن ربما ستتقبل غدًا او بعدِ غد وتصبح ملكه؛
هكذا كان يفكر لوجير ولكنه لا يعلم أن عِنّد تلك الصغيرة واسع المدي!

ما يجعله لا يأخذها غصبًا أنه لا يفضل ذلكَ الشكل من العلاقات،
مُتعته لا تَكمن في التهذيب والإخضاع، لا يفضل العُنف والسادية في
علاقاته السريرية ولكنه يتبع ذلكَ النهج خارج غرفة نومه بكل بساطة!

وقد يكون ذلكَ من حُسنِ حظ روزيلا الصغيرة، ولكنه لا ينوي التمسُك
بصبره عليها طويلًا، فإن لم تطولها جمرات جحيمه علي سرير ناعم
ستطولها بغرفة قذرة كذلكَ القبو الذي تشرب به هيدا العذاب جرعات؛

وبالحديثِ عن هيدا التي تَشوه جلدها الناعم أثر عنف ذلك الحقير
عليها، كانت مُتهالكة وتحتضر بهدوء كالغرق بأعماقِ المحيط دون
فرصة لإخراج صرخة خوف!

Warmer| حتـي النهايـةWhere stories live. Discover now