.10.

109 9 1
                                    


كان الوضع مُحير بالنسبة لِهيدا، جزء منها يُعنّف الآخر علي تعاطفها بمن تُدعي والدتها!

تُخبر ذاتها بأنه يفترض عليها كرهها، إذًا لماذا تتمني عناق منها بكل مرة تراها بها؟،

تخبر ذاتها بأنه يفترض عليها عدم التعاطف معها او الوثوق بها، إذًا لماذا قُبض قلبها
حينما علمت بأنها مريضة؟..لماذا وافقت علي تحقيق آخر أمنية لها ونَست تلك

الليالي البائسة التي تَمنت بها فقط نظرة..نظرة منها بها عاطفة!

الفرائض صعبة، كالحقيقة الكاذبة، جميعها كذبة كانت تحاول هيدا أن تختبئ
خلفها حتي لا تنتظر شيء مجددًا ممن تدعي والدتها، ولكن بداخلها لم تستطع

ردع قلبها عن الإنتظار!

قد تكون حزينة حد الغضب من والدتها ولكن لا تكرهها، وبإمكان عناق
صغير من والدتها تمزيق غلاف الكره الوهمي الذي تختبئ داخله هيدا.

ولَعل الأيام تحمل بين طياتها مشهدًا بتلكَ الروعة بين الأم وابنتها..
ولَعلها لا تحمل سوي المزيد من آلام أبدية الأمد وجروح لا تُشفي.

____________________

بَعد ان املت باولا الزمان والمكان لهيدا اغلقت الأخيرة الخط بقلبٍ ثقيل،
تنهدت بشرود ثم وضعت سماعة الهاتف؛ سألت كات بقلق بعد أن لاحظت

شحوب هيدا: هل هذه حقًا والدتكِ؟

اومأت لها هيدا ثم زفرت بسخط، حتي انها نسيت وجود كات بالأساس.

" مِن أين لها برقم الهاتف، وكيف علمت انكِ هنا بالأصل؟ " سألت كات بتعجب
لتنتبه اخيرًا هيدا لتلكَ النقطة، ولم تصل إلي إجابة مقنعة، ولكنها قالت

بإرهاق: لا أعلم كات، وارجوكِ لا تخبري أحد بتلك المكالمة..لا أحد كات.
ثم تركت كات وصعدت ناحية غرفتها تريد الاختلاء بذاتها، حتي أن روزيلا

اخذها كريستوفر في مَوعِد..لذلك بقيت هيدا وأفكارها فقط.

____________________

كشرت ماريا النائمة ملامحها بإنزعاج من رنين هاتفها المتواصل،
فتحت الخط وهي لا تزال مغمضة الأعين لتقول ببطء وضجر: ألا يمكنكَ

الأنتظار حتي استيقظ أيها المتصل؟!

" للأسف لا يمكنني، لا يجب أن افوّت صوتكِ الناعس دون أن أسمعه "
تَرجم عقلها فورًا هوية صاحب تلكَ النبرة المزعجة بالنسبة لها،

Warmer| حتـي النهايـةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن