.4.

153 11 1
                                    


منذ ان سُلبَ سانتينو من احضانِ الحرية ورُميَ في احضان تلك
القيود استمر بسبِّ ولعن القدر الذي بصق عليه هيدا وجنونها.

وما برح عن ذلك حتي وجد زوجته تطل عليه ناعسة بالكاد تفتح عيناها، فهي سهرت
طوال الليل تعاني من الارق ثم نامت بعمق تكفل بحجب كل ما حدث عنها ولكن سرعان

ما تملكها الجحوظ علي حالة زوجها، هرولت اليه لتحاول فك وثاقه مُتسائلة
بلهفة: إلهي ماذا حدث، من الذي قيدكَ بذلك الشكل وأين الفتاتان؟.

" لم يحدث شيء عزيزتي باولا، سوي ان ابنتكِ الساقطة كانت تمثل علي العفة
وهي تضع عينيها علي صيدة كبيرة وتظن انها وضعت قدمها ايضًا فوق رقبتي

ولكن لا، اقسم لكِ أنني سأجعلكِ مشرفة علي مراسم جنازتها
حينما تحتويها قبضتي مجددًا، واعدُكِ انه قريبًا.. قريبًا جدًا " كان الغل يمليء

قلب سانتينو بشدة، وطوال حديثه لم تتخلي عيناه عن الشرود الذي يكني ما
بجبعة مخيلته والذي كان العديد من المشاهد المأسوية بطلتها هيدا، وذلك لم

يخفي عن اعين باولا التي كانت تقطع عقدة الحبل بالسكين، وحين انتهت انتصب
سانتينو واقفًا بغضب عارم ويكاد صوت حسيس نيرانه مسموعًا، وما ان اقترب

من الباب المفتوح مسبقًا حتي يخرج اعاقه جسد فارع وضخم جعله يرتد للداخل
مجددًا حتي اتضحت الرؤية ودخلَ لوجير عقب العملاق صاحب الحلّة السوداء

وكذلك توافد رجال لوجير لتمتليء الصالة حدِ التخمة..

خطي لوجير ليجلس علي أريكة عشوائية واضعًا قدم فوق اختها، اخرج الماريجوانا
ثم اشعلها وكل ذلك كان يمر برتابة وبطيء كافيان لجعل سانتينو يموت رعبًا

و آه من سخرية القدر..

بعد أن احتسي لوجير كفايته من كأس الصمت قال بهدوء : ما بكَ سانتينو تبدو شاحبًا؟،
اعلم انكَ يومًا بعد يومٍ يحتل ضعفِ الكبر بدنكَ السمين ولكن ذلك ليس عذرًا لكي تتأخر

عن اتفاقنا ساعتين كاملتين، ولكنّي كريمًا كما تعلم لذلك وفرت عليكَ المسافة واتيت

لآخذ قطتي بنفسي، أين باقة الزهور الحُلوة؟

" اختطفت مني غدرًا سيدي، ولكنّي اعدُكَ أنني سآتي بها خلال الساعات الأربعة
وعشرين القادمة ارجوكَ امنحني فرصة اخري " نطق سانتينو بعويل بعد مدة من الصمت

Warmer| حتـي النهايـةWhere stories live. Discover now