.21.

197 10 9
                                    

أينَ تري نَفسكَ بعد عددًا مِن السنوات؟!

مَن مِنّا لم يُصادف ذلك السؤال يومًا!، رُبما كان بإحدي المدونات الإلكترونية
أو حتي قَد طُرح عليكم بأحدي مُقابلات العمل التي تنتهي بالرفض المُتوقع؛

ولكن..

حتي وإن كُنتَ تتنبأ بهيئة مُستقبلك بعد عدة سنوات، يؤسفني أن أُخبركَ
أن القَدر سيذهلكَ في كل مرة، سَيتفنن بإظهاركَ كالأحمق أمام نفسك،
وأنكَ أعجز بكثير مِن إستشفافه.

وعلي مَدار الأحداث حِكايتنا الكثيرة، السعيدة والحزينة، الوردية والرمادية،
الأمدية والسرمدية؛ تَفنن القدر بشدة لتحويل مصائر أبطال تِلك الحِكاية الطويلة!،

فَبدون أن أثيرُ صدمتكم..أجل لقد مَرت سبعة سنوات عليهم!،
سَبعة سنوات كانت كافية لإختلاف الكثير بحياة كل فرد بهم.

ولكن لم تتغاير بهجتهم وتشبثهم بالسعادة حتي وإن كانت كالسمكة الزلقة.

" أسرع يا دافيد، هكذا سنتأخر! " بسرعة وإستعجال قالت مارلا وهي تطرق
باب المرحاض، ليصيح دافيد الذي كان يستحم بأنه شارف علي الإنتهاء.

تركته مارلا وخرجت لتمر علي غُرفة كات، طرقت الباب ودخلت لِتجد
ميليا تضع آخر لمساتها علي وجه إيفا، فهي إنتهت من كات منذ فترة!

كات التي تبدلت مِن مراهقة إلي شابة رائعة الجمال، فتاة أحلام جميع
من بجامعتها لِشدة جاذبيتها!، ولكنها لا تبالي لهم وهم لا يسعهم سوي
سرقة النظرات مِنها فقط، فهي فتاة إيغور الهمجي بالنهاية!

وأجل، قَد تمّت خِطبتها هي وإيغور أخيرًا، لا يمكنني وصف سعادته وقتها!
أما هي، لا يمكنها أن تكون فتاة غيره أساسًا..تلك الصغيرة كانت تَكبر ويكبر
حبه بقلبها دون توقف.

أما عن إيفا؟، فهي الآن صحافية بمجال الرياضة تحت التدريب، ولكنها
لم تكن محظوظة مثل كات..فهيكتور منذ أن تخرج وقَد سافر بعيدًا لتحقيق
حلمه، هي لا تراه سوي مرتين بالعام تقريبًا، ولكنه دائمًا ما يراسلها ويهاتفها

دائمًا ما يحكي لها عن يومياته وتبادله أيضًا، ولكن ذلك لا يُسَكّن شوقها له..
هي لا تزال بِنظره صديقته الأروع، في حين أن خافقها لا يربكه سِواه؛

ولكن ما يملأ فراغ غيابه حقًا كات التي أصبحت أكثر من صديقتها وونيستها
وبالتأكيد ميليا التي تُناديها إيف بكل حُب ' أمي ' لفرط حنانها عليها.

" هيا يا ميليا، بحق الرب أمامنا نصف ساعة فقط للتحرك! " بنفس النبرة قالت
مارلا لتبتسم لها ميليا قائلة: لا تقلقي مارلا كِدنا ننتهي، تأكدي من تجهز أحفادكِ
الصغار فقط.

Warmer| حتـي النهايـةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن