الحلقة الرابعة

57 5 2
                                    

كان (نادي) يتكلم مع صديقه(محمد) قائلا:
-انا مش رايح المدرسة انهاردة..ايوة... طبعا ماما عملتلي حوار...قالت لبابا وعمو وخالو..وبصراحة مش عارف أعد قالت لمين تاني...
-بصراحة..هي مزوداها شوية..
-شويتين مش شويه...بس فكك..امتى هتروحوا السايبر؟
-على الساعة تمانية باليل كده...
-قشطة..انا معاكم...
-تمام..
و أغلقا الهاتف في نفس التوقيت..
                         ***
في منزل (كمال عبد الجليل)
كانوا متحلقين حول مائدة الافطار..الاب يقرأ الجريدة الصباحية بجانبه (حافظ) وبجانب (حافظ) (ولاء)ومن الناحية الاخري الام...في حين كان بقية الاولاد يستعدون للذهاب للمدرسة..فهم يذهبون في حوالي الساعة الحادية عشرة لأنهم فترة مسائية...
نظر (كمال) نحو (ولاء) وقال بحدة:
-وانتي معندكيش كليتك تروحيها؟
ارتبكت للحظة ثم ردت بهدوء و تهذيب:أصلي واخده اجازة علشان تعبانة.
رد والدها بعصبية: ما انا شايفك زي الفل اهو!
ارتبكت للحظة قبل أن يضع (حافظ) يده على جبهتها ويقول بجدية:
-ايه ده؟ حرارتك مرتفعة أوي يا (ولاء) تحبي اوديكي للدكتور؟
ابتسمت وقد كانت على وشك الضحك وقالت:لأ أنا خدت خافض للحرارة!
نظر لهم والدهم بشك وهز رأسه وتجاهلهم..
(حافظ) همس ل(ولاء) ضاحكا:
-زوغي براحتك..ها..
أما (مديحة) فقالت موجهه كلامها لحافظ:
-ايه يا (حافظ) اللي بنسمعه ده..هو فيه صحيح فراعنة لسة عايشين؟
رد (حافظ) بهدوء:
-هي مجرد نظرية..بس كل حاجة جايزة..
-يا ابني..مش عارفة..اخواتك كل كرتونهم بقى فراعنة..حتى المسلسلات والافلام..بيقولوا انهم مستخبيين وسطينا..بس مش هو احنا فراعنة برده..؟
ابتسم بغموض و قال:شايفك مهتمة اوي بالموضوع ده...
ابتسمت ابتسامة خجولة قليلا وقالت:
-انا عايزة اعرف يا ابني!
عاد لجديته وهو يقول:
-طبعا...احنا فراعنة بس بالوراثة...اما هما فالابحاث بتقول انهم شايلين تراث اجدادنا وعلومهم...ده الفرق الوحيد...
كانت تحدق به وتسمع بإهتمام ثم قالت بتأكيد لكلامه:
-ايوه انا بقول كده برده..
ابتسم بحنان وهو يتناول منها ساندويتشا..كم هي طيبة!
أما (ولاء) فكان يبدوا أنه لا يهمها الحديث كثيرا...فبدأت تعبث بهاتفها..نهض والدهم ليرتاح ونهضت والدته تعد الشاي..
نقر (حافظ) على كتف أخته وقال بمرح:
-ايه يا (لولو) مالك مشغولة في ايه؟
ضحكت عندما انتبهت له و قالت:
-لأ ولا حاجة دي صاحبتي..
اغلقت الهاتف لتحادثه:
-عارف يا (حافظ)..على الرغم من اني معايا صحاب بس دايما حاسة اني وحدي..انت الوحيد اللي بتفهمني وبتتكلم معايا..ومن حظي انك دايما مشغول!
-عارف يا (ولاء)..بس غصب عني...الأيام اللي جاية هتلاقيني جنبك على طول...
قالت بمشاغبة:أوعدني!
ضحك ثم ابتسم بثقة وقال:بوعدك...
                          ***
في أحد النوادي المشهورة بمدينة لندن...
-انتوا لسة مستنينهم يعملوا اللي هما عايزينه؟كل حاجة هتضيع من ايدينا بسببكوا..
قالها بغضب جحيمي..ليرد معاونه:
-احنا قولنا نستنى اوامرك
رد بحدة:اوامري؟!و انا اديتكوا أوامري من زمان وقلتلكوا على اللى عايزين يعملوه...
وقلت لباقي رؤساء التنظيمات...المصريين ناويين على حاجة..اهم هيعلنوا الدمج..واحنا نايمين على ودانا...
و فين وكيلنا في مصر..ها؟
-مبعتش التقرير النهائي...طلب اننا نصبر عليه...
رد وقد ازداد غضبه:
-(عوني) الكلب..عارف لو لعب كده ولا كده..اقتلوه فورا
ثم اردف قائلا:واحنا مستنينه ليه؟عندنا مئات الوكلاء غيره..
رد مساعده:بس هو اخطرهم..وهو اللي قدر يكسب ثقة الصفوة هناك..
قاطعه بغضب:
-مليش دعوة بكل ده..تجبلي (عوني) ده انهاردة قبل بكرة.. وتنبه على وكلائنا يزودوا شغلهم الايام دي ولو محصلش..
ابتسم ابتسامة شيطانية وقال:
-اعتبر نفسك ميت..
اختفت فجأة ابتسامته و اتسعت عيناه بشر وجنون وصاح:اعتبروا نفسكم كلكم ميتين!
هز رأسه بخوف..ماباله؟هو بالتأكيد سينفذ اوامره!
لكنه ذكر نفسه بأنه يتعامل مع الشيطان...شخصيا...
                                 ***
في قصر الإتحادية...
يجلس الرئيس مع مدير المخابرات العامة يتناقشون كيف يمكن أن يبدأ الاعلان عن الدمج؟كيف يمكن أن يتقبل الناس ذلك؟صحيح ان احفاد الملوك هم هم المصريون ولكن دوما سيشعرون بالإختلاف...والسبب انهم انعزلوا لقرون في صحاري مصر..لكنهم لم يعيشوا حياة البدو الرحل..أسسوا قرىً..وأختاروا زعماء..وعاشوا كأي شعب متحضر...لكنهم أخفوا أنفسهم بتقنية ما...بمجال ما مخفي حول قراهم ..ولكن في الاخير تم الوصول إليهم..والاتفاق معهم على الظهور...
تحدث مدير المخابرات:
-أكتر حاجة ممكن تقوي الدمج هي المصاهرة..
رد الرئيس:بس المصاهرة هتاخد وقت أكيد
-طبعا..وعلشان كده لازم نحرص انهم يحسوا انهم زينا..لازم نقدمهم للناس من خلال الفن..وصناعة نجوم منهم..يعبروا عن الناس ويكونوا محبوبين..
-فكرة كويسة..برده موضوع أزيائهم الفرعونية ده قالقني..في المقابلة الجاية ليك معاهم..خليهم يلبسوا زي اي حد في مصر...مش عايزين الناس تحس انهم مختلفين ولو شكليا..ولما الناس من كل الطبقات والفئات تتعود عليهم و يبقوا من نسيج المجتمع..يبقوا يلبسوا ويعملوا اللي عايزينه
-تمام يا فندم
نظر مدير المخابرات لساعته فقال الرئيس: معاد اجتماعك مع زعيمهم؟
-ايوة يا فندم
-طيب خلاص اتفضل علشان متتأخرش..
-تمام يا فندم
خرج و ركب سيارته ليقابل ذلك الزعيم...
                          ***
في إحدى قرى الجيزة..في منزل ريفي..
تدخل امرأة أربعينية على زوجها الراقد على السرير..يطفئ الراديو..فتضع صينية الطعام بجانبه وتهم بالرحيل..
ولكنه يوقفها قائلا: استني يا (إحسان)..
التفتت له وردت:عايز ايه يا (صبحي)؟ورايا طبيخ هيتحرق..
صرخ غاضبا:ما يولع الطبيخ!
ارتجفت من ردة فعله وقالت:
-خلاص..خلاص
-أخويا جاي يوم السبت اللي جاي وجايب مراته وعياله...اعملي حسابك على عزومة كبيرة
-حاضر!
تأملها للحظة وقال:
-أومال فين (سمر)؟
شوحت بيدها وقالت:
-هتكون فين يعني! بتكنس البيت..
-ريحيها شوية يا (إحسان)..بتشغليها كتير وهي ماعندهاش اخوات بنات يساعدوها..
-حاضر..بس ايه الحنية اللي هلت عليك دي يا (صبحي)؟! من امتى وانت بتسأل على بتك يعني؟!
نظر لها بغضب وقال:
غوري منوشي دلوق يا (إحسان)..
-طيب..طيب..يا ساتر..!
خرجت و أغلقت الباب خلفها...
                        ***
بعدما خرجت من غرفة زوجها أخذت تغمغم بغضب:
-يادي أخوه...يادي العزومة..هو أنا ناقصة؟!
ذهبت للمطبخ وأطمئنت على الطعام..
نادت بصوت عالي:
-بت يا (سمر)..خلصتي كنس؟
جاءها رد بصوت خفيض:
-أيوه خلصت..
ردت والدتها بغضب:
-طب عَلي صوتك ياختي...أنا رايحة أرتاح..خشي شوفي الطبيخ..
جاءت لتقف أمام والدتها وتقول بتعب:
-حاضر
كانت ضئيلة الحجم...قصيرة القامة..شاحبة الوجه.. رغم جمال عينيها الرماديتان الواسعتان  الا انها ذابلة..
و يبدوا انها لا تهتم بنفسها..فالشعيرات التي بين حاجبيها كثيفة رغم ان حاجبيها ليسا كثيفين...وشعرها الاسود مجعد و غير مسرح... و ملابسها رثة و متسخة..
أضافت:هو عمي (كمال) هيزورنا؟
حملقت بها والدتها و فجأة أمسكت بزراعها وقالت بشراسة:
-بتتصنتي علينا يا بت؟
تأوهت بشدة وقالت بسرعة:
-لأ والله..أنا كنت بكنس الصالة فسمعت بالصدفة...سبيني والنبي..
تركتها وهي تنظر لها نظرات شر وترقب
-تبقي تعمليها تاني...هطين عيشتك...
ثم أضافت:أيوة هيزورونا يوم السبت الجاي
ثم نظرت لها بإزدراء من أعلى لأسفل وقالت:تبقي تشوفي خلقتك دي..علشان متفضحيناش قدام الناس..
ردت (سمر) بصوت مهزوز:
-مش عارفة..أعمل إيه يعني؟
-يعني بصي يا حبيبتي كده في المراية...وشوفي ناقصك إيه..مش عامية إنتي!
هزت رأسها موافقة فدفعتها من كتفها و ذهبت و تركتها وحيدة..دموعها تنهمر وتغرق وجهها بصمت وألم....
                        ***
في الحلقات القادمة...
                       ***
-يعني هو لازم نروح العزومة دي..ما سدقنا اتلمينا مع بعض!
                      ***
-قواعد اللعبة بتتغير...وأنا بلاعبكم زي ما انتوا بتلعبوا..والشاطر يكسب في الاخر...
                      ***
-شر عظيم في إنتظارنا...أنا شوفته!

الروح المصرية (الجيل الجديد من الفراعنة)Onde histórias criam vida. Descubra agora