الحلقة السادسة

38 5 1
                                    

في منزل (صبحي عبد الجليل)...مازال (صبحي) و(كمال) يتحدثان بعد الغداء ..كان (صبحي) يقول:
-انا وافقت على خطوبة(سمر) على  (المعداوي) علشان البت عدت ١٨ سنة ومجالهاش عرسان
رد (كمال) بتعجب:
-بس (شندويلي المعداوي) أكبر منها بتلاتين سنة!غير انه بيطلق ويتجوز كل شوية يعني بيلعب ببنات الناس! ازاي تديه بنتك؟
رد بحسرة:
-ما انا لو كنت في ظروف تاني مكنتش جوزتها الجوازة دي..بس هتقعد من غير جواز يعني؟!
-وهي موافقة؟
رد (صبحي) بغضب:
-جرى ايه يا (كمال)؟من امتى والبنات ليها رأي في الحاجات دي؟ انا ابوها وعارف مصلحتها أكتر منها...
هز (كمال رأسه) وارتشف من الشاي الموضوع أمامه..ثم قال:
-طب ولو اتطلقت؟هتعمل ايه؟ انت هتجوزها واحد سمعته سابقاه..
-مش هيفكر يطلقها...أنا هكتّبه وصولات أمانه ومؤخر يقسم ضهره..
رد (كمال) ساخرا:
-ابقى قابلني لو خدت منه حق ولا باطل!
ده ناصب على أكبرها راس في البلد!
قال (صبحي) بنفاد صبر:
-خلاص سيبنا من السيرة دي بقى يا (كمال)..
(كمال) بلامبالاة:اللي تشوفه!
وأكمل ارتشاف من الشاي...بالفعل لقد فقد أخوه عقله!
كان (حافظ) يحادث والدته في الصالة ثم دخل الصالون...قال (صبحي) موجها كلامه لحافظ:
-انت مش ناوي تفرحنا بيك يا حضرة الظابط؟
رد حافظ بدبلوماسية:
-ان شاء الله..
اما (رأفت) فكان ينظر بسخرية لهم جميعا..
ابتسم (صبحي) وقال:
-عاد لو اتأخرت انت و(سليم) هنعملكم الفرح مع بعض...
ابتسم (كمال) بسخرية..فهو يعلم أن (حافظ) يكره تعليقات عمه..اما (حافظ) فرد بنفس الديبلوماسية:
-مظنش (سليم) هيتأخر..هو مش راجع قريب؟
ها قد غير مجرى الحديث الى (سليم)!
ياله من داهية!هكذا قال والده في نفسه...
رد (صبحي) بتأثر:
-يا رب يا ابني يرجع بالسلامة وأفرح بيه
                        ***
كان (حافظ) و (رأفت) يجلسان كلا بجانب الاخر بعيدا عن والدهم وعمهم..دخل (رامي) وقال بإبتسامة بلهاء:وحشتوني يا أحلا اصحاب!
ابتسم (رأفت) ساخرا..و تكلم (حافظ):
-جاي بأنهي مصيبة؟
همس في أذنه:
-لا مصيبة ولا حاجة...روحت اتكلمت مع البت (سمر)...
قطب (حافظ) حاجبيه وقال بشك:
-وقولتلها ايه؟
همس بخبث ضاحكا:
-قولتلها انك بتحبها و عايز تتجوزها!
رد (حافظ) مصدوما:
-لأ...أكيد معملتش كده!
رد (رامي) بلامبالاة:
-هتشوف! لو روحت كلمتها هتلاقيها في نص هدومها ووشها زي الطماطم!
رد بإنزعاج:
-عارف لو عملت كده بجد يا (رامي)..مش هرحمك..
(رامي) بفضول:
-ليه بتكرهها؟!
-أسكت يا زفت..خلي ليلتك تعدي على خير!
                         ***
انتهت الزيارة و أوشكوا على الذهاب..احتضن (صبحي) (كمال) و قال:
-ربنا يقدرني و أردلك الزيارة..
-ربنا يديك الصحة يا (صبحي)..
ثم سلم على (حافظ) و (رأفت)..
(ولاء) و(شادي) كانا يقفان بعيدا..أما (رامي) فسلم على (سمر) قائلا:
-إحنا صحاب خلاص..
ابتسمت و ردت:
-اه صح..صحاب!
(شهاب) أضاف بمرح:
-يااه بتصاحب بنات على آخر الزمن يا (رامي)؟!
ثم صافحها ضاحكا وقال:
-بس معنديش مانع لو كانوا حلوين!
اتسعت عينيها..تخشى ان يسمعهم والدها فتضطر للتبرير!
في الاخير ودعت (احسان) (مديحة) وهي تقول كاذبة بأسلوبها المصطنع:
-تبقي متحريمناش من طلتك الحلوة..
ردت (مديحة) بعدم إرتياح:
-إن شاء الله..
ركبوا السيارة...
و انطلقوا نحو القاهرة الجديدة...
                         ***
دخلت والدة (نادي) غرفته التي لم تكن مرتبة وصاحت:
-سايق العوج ومبتسمعش الكلام... آخره اللي بتعمله ايه يا (نادي)؟
لم يسمعها فقد كان يضع سماعات الأذن فتوجهت نحوه بعصبية لتخلع سماعاته!
اندهش من فعلتها وقال:
-فيه حاجة يا ماما؟
ضحكت بعصبية وقالت بغضب:
-لأ..فيه اني من الصبح بكلمك وانت مش دريان..
-آه..آسف مخدتش بالي..
-طيب باباك عاوزك..
-حاضر..
                        ***
خرج (نادي) للصالة كان والده جالسا وأمامه اللابتوب الخاص به ما ان راى ابنه حتى اغلق اللابتوب وتنحنح قائلا:
-اقعد يا (نادي)..عاوز اتكلم معاك شوية..
جلس والتفت لوالده..ورد:
-فيه حاجة يا بابا؟
-بص يا (نادي)..مامتك بتشتكي منك وبتقول انك مبتسمعش الكلام..وانا عايز اشوف ردك...
تفاجئ من ردة فعل والده الهادئة للغاية..فرد بهدوء:
-انا بس حاسس اني مش لاقي نفسي في اي حاجة ماما حطاني فيها..انا مبحبش الرياضة و مبحبش المذاكرة..ازاي عيزاني أبقى الاول على الجمهورية في السباحة ولا الاول على المدرسة؟
كان والده يستمع له بهدوء ثم قال:
-يعني مش عاوز تكمل في السباحة؟
-لأ بصراحة ومش عايزها تضغط عليا في المذاكرة مش لازم ابقي زي (نديم) علشان تحبوني
-طبعا يا (نادي)..كل واحد فيكم ليه شخصية مستقلة و احنا بنحبكم انتوا الاتنين..
-بس ماما بتقارني ب(نديم) دايما..يبقى هي بتحبه اكتر مني
ابتسم والده قائلا:
-بصراحة.. (نديم) مش مثالي بطبعه..لولا انها عملت معاه اللي بتعمله معاك كان بقى غير كده خالص...هي بتقول كده علشان هو بقى زي ما هي عايزة...
-يعني لو انا مش زي ما ماما عايزة..مش هتحبني؟!
-أكيد لأ..انت ابنها في الأخير...بص يا نادي أنا شايف انك مش غلطان...و من حقك يكون ليك اختياراتك..و برده مع احترامك لتوجيهات مامتك..
حياتك هتبقى متوازنة...
(نادي) في سره بسخرية:
"هي دي توجيهات! ده تحكم!"
قال لوالده:
-طبعا يا بابا...
-انت كبرت يا (نادي) ولازم تعتمد على نفسك في حاجات كتير..وعلشان كده أنا هديك الحرية..وياريت تستخدمها صح..
-شكرا يا بابا..
ان شاء الله مش هخيب ظنك...
                        ***
في المدينة المخفية
في أحد صحاري مصر..
كان (تي) يمشي ليلا في أطراف المدينة..وصل للمقابر..إتجه لقبر والده..قرأ له الفاتحة ودعى له بالرحمة...تذكر ما قالته والدته عندما سألها عن ظروف ولادته...
flash back/عودة بالزمن...

كانت تزور قبر زوجها..لم يمضي على وفاته سوى شهر واحد..كان يعتصرها الحزن على رفيق عمرها الذي لم يرى مولودهما الاول وللأسف الأخير...
أخذت تبكي وتبكي و قريباتها يحاولون تهدئتها..فجأة علا صراخها..لم يفهموا في البداية ما يجري ولكن احداهن تنبهت وقالت بفزع:
-الحقوها يا جماعة!دي في الشهر التاسع يمكن تكون بتولد!
يبدوا فعلا أنها كانت تلد فلقد جلست على الأرض بإنهاك..و كان يبدوا عليها الألم... ارتفع الصراخ بشدةو فجأة ...تمت عملية الولادة...بجانب القبر..
يوجد المولود الصغير...
هادئ.. ساكن ..وكأن الحياة سحبت منه..
لم تصدق والدته ماحدث في حين أسرع بقية النسوة بعمل اللازم لها وللصغير الذي اطمئنوا عليه و تعجبوا لصمته الغريب...
back/عودة
قالت له والدته أنها لن تنسى هذا اليوم أبدا..فقد شعرت أنه قد أخذ روح أبيه الذي ولد بجانب قبره...
خرج من المقابر...ليتمشى في ضوء القمر..
                         ***
تمت!

         

الروح المصرية (الجيل الجديد من الفراعنة)Where stories live. Discover now