الحلقة الثالثة والعشرون

31 3 2
                                    

قصر الرئاسة...

الرئيس يجتمع مع مستشاره الأمني..كان يقول:

-عايز إحتفالية القضاء على الإرهاب تبقى في معادها

-العملية يا فندم أقصاها أسبوعين..علشان نتأكد بنسبة100% عدم وجود أي خلايا إرهابية..فأكيد الإحتفالية في ميعادها

-العدو اتشتت لأن ده مش وقت احتفال وفي نفس الوقت اعتبر دي فرصة..

-فعلا..الفضل لوزير الدفاع الجديد

هز الرئيس رأسه بعدم اقتناع فيما قال لنفسه:

"كان الفريق شاهين من أكفأ القادة...إصرار الحزب على وجود شخص مدني في وزارة الدفاع خلانا نخسر العقل المدبر الحقيقي للعمليات دي"

قطع أفكاره مستشاره الذي وضع أمامه عدة أوراق وقال:

-ده تقرير بعدد اللاجئين في مصر آخر خمس سنين..قريب فيه جلسة في البرلمان هتناقش مشروع قرار ترحيل نسبة منهم..أغلبهم من دول عربية

-ليه مش بيدفعوا الضرايب؟

-أغلبهم بيدفعوا الضرايب..بس المشكلة مش اقتصادية..المشكلة بالنسبة للكتلة القومية اللي واخده الأغلبية دلوقتي واللي منها حزبنا انهم بيأثروا على ثقافتنا المصرية بالسلب وبينشروا ثقافتهم في المقابل...

خلع الرئيس نظارته وبدا عليه الإرهاق وقال بصوت مبحوح:

-طيب اتفضل انت دلوقتي

خرج مستشار الأمن القومي وترك الرئيس تهجم عليه أفكاره....

تمدد أكثر على كرسيه المريح ليتذكر لمحات من حياته...انه (مجدي الباشا) ابن عائلة الباشا وأحد أثرى وأقوى العائلات لكنها لم تبرع في المجال السياسي بل برعت في التجارة الداخلية وسيطرت على سوق الأغذية...لكن برز منها ذلك الشاب ذو الطموح السياسي فلم يبخل عليه أبواه أو أجداده بل رأوا فيه مجدا جديدا لعائلتهم..أنفقوا عليه الملايين..التحق بأفضل الجامعات العالمية وأخذ أرفع الشهادات..عندما عاد شهد ثورات عديدة لكن أسرته لم تسمح له بالمشاركة في أي منهاوهو لم يكن يحتاج السماح من عدمه فلم يكن ثوريا بطبعه...لكنه كان يؤمن بالديموقراطية والرأي الآخر..وهو ما استغله ليظهر كشخص مصلح بعد فترة فوضى...غير مساعدة عائلته النافذة له ليصبح ضيفا دائما في البرامج الحوارية ولتصبح صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي الأكثر متابعة بين الشباب..وهذا ما جعله شخصية سياسية بارزة وما قوى موقفه هو مساندته للثوار...كل هذا دفعه للترشح في الانتخابات المبكرة...ليفوز بأغلبية ضد منافسه..ويفوز برئاسة الجمهورية..كان وقتها في الثامنة والثلاثين وكان أصغر من يتولى الحكم..الان هو في منتصف الاربعينات..ولم يكمل بعد فترته الأولى..لكن تحمل مسؤولية دولة جعله يشعر بأنه على أعتاب الشيخوخة...

الروح المصرية (الجيل الجديد من الفراعنة)Where stories live. Discover now