اقتباس

33 2 13
                                    


الساعة التاسعة صباحا..مشفى عام..محافظة الجيزة

لم يكن حديث (مروان) ل(صبحي) مجرد كلاما...ففي الساعة التاسعة تماما كان (مروان) في المشفى بجوار (صبحي)...
ساعة واحدة بالضبط!

-انت ناوي على ايه دلوقتي يا (صبحي)؟

-هنقلها من هنا...وهشوف موضوع الدكتور النفسي ده...

-انا معاك لو اي حاجة احتجتها...

-مش عارف اودي جمايلك فين يا (مروان)..

-جمايل ايه؟ أنا بردلك جمايلك القديمة...

صمتا للحظة...قال (مروان):
-هي صاحية؟ ممكن اشوفها؟

-اه ممكن هي صاحية...يارب تتكلم...

دخلا لغرفتها بهدوء....لم تلاحظهما....
كانت صامتة تماما....

دموعها تجري بغزارة...

لم يختلف شئ منذ زيارته لها من أسبوع
سوى انه تم نقلها لغرفة عادية....

تنحنح (مروان) ليعلمها بأنه داخل غرفتها...
(صبحي) قال:
-عمك (مروان) جاي يطمن عليكي يا (سمر)...

نظرت نحوهم لم تستطع رؤيتهم جيدا بسبب الدموع المتراكمة....

مروان؟! هذا الاسم يبدوا مألوفا....

يجلس (مروان) على كرسي بجوارها...في
حين أخرج (صبحي) منديلا ومسح دموع إبنته...وجلس بجانبها....

تكلم (مروان) بهدوء:
-عاملة ايه يا (سمر)؟

ما ان تحدث حتى ميزت ذلك الصوت الحاد الممطوط الذي يشد على الكلمات...هل هذا منقذها الخفي؟!
دقات قلبها ترتفع.....
نظرت نحوه بصعوبة...بالكاد تراه...

أضاف وقد شعر بالشفقة لأنها تبكي:
-مش لازم تتكلمي...انا مش عاوز اتعبك...
المهم انك قومتي بالسلامة...

انه صوته!....نعم هو صوته! 

ذلك الصوت الذي تعلقت به سنوات دون أن تعلم من يملكه...

يا الله! كيف لأمنيتها ان تتحقق بتلك السهولة....

يبدوا أن ابواب السماء مفتوحة الان..

فقد غمغمت بهدوء وتعب:
-أنا كويسة....

والدها متجهم كالعادة...

 أما (مروان) فقد قطب حاجبيه بإهتمام وقال:
-حمد الله على سلامتك يا بنتي...

تأكدت الان تماما ان هذا هو صديق والدها ومنقذها الخفي...ردت بخفوت:

-الله يسلمك..

الان جفت دموعها...تستطيع النظر اليه....تظن انه في عمر والدها...الا انه بدا أنيقا...

نظر نحوها ليقول وهو يتأمل عينيها الرماديتين اللامعتين من اثر البكاء:
-مش عاوزك تبكي تاني...عاوزك قوية..

هزت رأسها بالايجاب...

قال والدها:
-بصي يا (سمر)...هنقلك بعد أسبوع على مستشفى تانية احسن من دي...

نظرت نحو والدها ترى اهتمامه لأول مرة:
-هو انا امتى هشيل الجبس ده؟

نظر (صبحي) ل(مروان) الذي يبدوا انه يشجعه على مصارحة ابنته...قال بهدوء:
-لسة يا (سمر)...انتي محتاجة عمليات تانية علشان تقدري تتحركي...

اتسعت عيناها بهلع وقالت:
-ايه؟عمليات تاني؟

هدأها (مروان) قائلا:
-متخافيش...مش عمليات خطيرة....بس ده ضروري علشان ترجعي زي الاول...

بدا عليها الاسى...لم تأخذ شيئا من تلك المحاولة سوى المزيد من الالم...

نظر لها (مروان) بأعينه العسلية النافذة وقال:
-قوليلي ايه اللي حصل معاكي يا (سمر)؟

ابتلعت ريقها...ما به؟ نظراته غير مريحة..وكأنه يجبرها على قول الحقيقة...

قال (صبحي) سريعا:
-قالتلي انها اتكعبلت من فوق السطوح...

هز (مروان) رأسه بفهم منزعجا من داخله من تدخل (صبحي)...لكنه ظل ينظر اليها متفحصا تعابير وجهها...ابعدت نظرها عنه...

ما هذا؟ الا يصدقها؟ لما تلك النظرة المخيفة؟

    يتبع.....

                                              *******************************


#الروح_المصرية

#الجيل_الجديد_من_الفراعنة

#قاتل_لأجل_هويتك


الروح المصرية (الجيل الجديد من الفراعنة)Where stories live. Discover now