الحلقة الواحدة والعشرون

22 2 0
                                    


ستشرق شمسنا اليوم أو غدا أو بعد قرن...ستشرق حتما...

_____________________________________

الساعة التاسعة صباحا...مبنى البرلمان المصري...

جدل واسع تحول لشجار بعد قطع البث التلفزيوني عن الجلسة العامة والتي كانت تناقش قانون الأسرة ولكن عندما تطرق بعض النواب لمسألة الحرية الشخصية وخصوصا حرية الميول ال***ية..قطع البث فجأة واندلعت المشاجرة..وبدأت التساؤلات من اوقف البث؟ خصوصا ان من كان يتكلم هو مسؤول كبير في الحزب الحاكم...

النواب المحافظون شرحت صدورهم للغاية فهذا يعني أن أجهزة الدولة غير راضية عن تلك التطورات التي تطال المجتمع..وكان هجومهم شرسا على الحزب الحاكم وخرج أحدهم بتصريح صحفي مثير:

"اللي بيحصل هو مؤامرة على مجتمعنا..احنا مش أمريكا"

و هكذا فهم تصريحه على أنه اتهام للكتلة الليبرالية بالتأمر ضد الدولة...واشتعلت الحرب الاعلامية بين الكتلتين فيما صرح أحد النواب الليبراليين قائلا بحدة:

"هي دي الديموقراطية اللي بقالنا سنين بنبنيها؟ تنتهي بالتعتيم على الشعب ومصادرة الاراء!"

رئيس الجمهورية كان على الحياد رغم ان من تم منعه هو قيادي في حزبه وذلك لأنه ليس ليبراليا متطرفا...لذا فكانت تصريحاته تدعو للتهدئة ولا تعبر عن موقف واضح وقوي –وهذا هو الحال دائما-

ولكن لنعد للسؤال الأساسي..من أوقف البث؟

هذا ما سأله الرئيس لمساعديه فهو –بالتأكيد- لم يأمر أحدا بقطع البث لكنه علم أن أول من قطع البث عنه هو القنوات الحكومية ثم تبعتها القنوات الخاصة..ولم يعلموا حتى من فعل هذا او من اصدر الامر..بدا هذا غريبا بالنسبة لدولة تحولت للديموقراطية

لكن المهم هو أنه علم من قطع البث...

**************************

عمارة المعادي...منزل كمال عبد الجليل

يدوي صراخ الاطفال الذين يلعبون البلاي ستيشن المهزوم يصيح غاضبا والفائز يصيح فرحا!..ضوضاء فظيعة تسبب بها الثلاثي (شهاب) و(شادي) و(رامي) بينما كانت (ولاء) جالسة بينهم تساوي أظافرها بالمبرد وتستمع للموسيقى..مديحة كانت تحسد زوجها الذي خرج –ويا للعجب- مع أصدقاؤه القدامى..أما هي فكانت تتحمل تلك الضوضاء يصعب عليها من شدة حنانها أن تصرخ بهم ليتوقفوا..تشعر بالارهاق فهي تعمل وحيدة تقريبا في المنزل وتتحمل ذوق كل شخص في الطعام فتطبخ أكثر من صنف فقط لترضي أطفالها..الوحيد الذي يمنعها بصرامة من تدليلهم هو حافظ...يشعر بما تعانيه رغم انشغاله عنهم..تذكرته قلقه من تأخره فهو منذ ثلاث سنوات لم يغب هكذا عن المنزل..الا اذا!..نفضت تلك الفكرة عن رأسها..بالتأكيد لا! حافظ لن يكذب عليها كل تلك السنوات..هو لم ينقل ليخدم في سيناء..المهمات سرية نعم لكنه ماكان ليخفي عليها شيئا خطيرا كهذا هي متأكدة تماما..!    

الروح المصرية (الجيل الجديد من الفراعنة)Onde histórias criam vida. Descubra agora