4

125 7 0
                                    

عند لميس :
حزن الدنيا بعيونها ، مافي مكان يوسعها تمنت الوحده لاول مره بحياتها .. وفعلاً نزلت للبدروم تختلي بنفسها وجلست تضم نفسها وبين كفوفها كوب قهوة وبعيونها دموعها اللامعه ، دخل عليها امير وحس بدموعها اللي تخبيها وجلس جنبها
امير بهدوء : ادري انك متضايقه وودك تبكين وهاربه من الكل بس مايضر لو جلست معك شوي صح؟
لميس ابتسمت على حنيته اللي تذكرها بياسر : مايضر
امير مسك يدها : اجل حكيني
لميس ببتسامه : عن ايش بضبط ؟
امير وهو يمسح على يدها : اهلك اخوانك عنك
لميس : اخواني ؟!
امير : ليه رحتي بدون ما تودعينهم وش صار بينكم ؟
لميس : ماصار شي .. بس ما قدرت اشوف الضعف والحزن بعيونهم وقررت الانسحاب على الصامت
امير بعدم تصديق : بس كذا ؟؟ طيب هم يحبوك طيبيبن معك ولا شفتي منهم شي ؟
لميس بابتسامه تنفي كلامه : يووه مافي اطيب من اخواني معاي! حنية وحب العالم تلقاه فيهم ، ولا بعمري شفت شي شين منهم صح اننا نتخاصم ونتضارب مثل اي اخوان بس ما عمرهم اذوني ولا قالو لي الشينه وعلاقتنا كانت عظيمه مره والكل يتكلم عن علاقتنا القريبه بعايلتنا
امير ببتسامه : حلو! وامك ؟
لميس : ومن مين تتوقع اخواني ماخذين ذي الطيبه ؟ اكيد من امي..حتى بغلطي تحن علي تدري؟ ماعمري حسيت ابدًا انها امي كانت لي اخت وصاحبه اكثر من ام ، انا وهي قريبات لدرجه ما تتخيلها بس فرقتنا هالظروف ..  ولأن امي عانت بحياتها كثير ما لقت سند غيري ولا لقيت سند غيرها طحنا مع بعض ووقفنا مع بعض فضل امي ما ينتسى مهما صار
امير : وليش ما تكلمينها مادامكم بهالقرابه ؟
لميس : لأنها نقطة الضعف الاكبر .. اكبرر من كل شي!  هي يلي بحركه وكلمه منها ترفعني لسابع سماء وترجعني لقاع الارض
امير : طيب تكلمتي عنهم كلهم وابوك اللي رباك ما اشتقتي له ؟
هنا جات اللحظه اللي ترجع للميس ماضيها المؤلم وترجعها لأقسى شعور في قلبها .. حست بقشعريره من تذكرت لمساته وحركاته الغريبه يلي ماكانت تفهمها لين ما كبرت ، لمست جسمها وقامت والرجفه مستمره فيها
امير بخوف من حالها كونه اول مره يشوفها كذا : فيك شي ؟!! خلاص مو لازم تجاوبين اجلسي
قرب لها مويه وبدا يشربها ويمسح على راسها : لميس شفيك ؟
لميس : مافيني شي
امير : ليش خفتي من طاري ابوك ؟
لميس هزت راسها بخوف من انه يفهم: ماخفت .. علاقتي بابوي علاقه عاديه وحلوه مثل اي اب وبنته مايقصر علي بشيء
ابتسم امير لها : احس علاقتكم كانت قويه وخصوصًا لانك البنت الوحيده ودايمًا الاب يحب البنت اكثر من العيال فما بالك اذا كانت وحيدته ؟
لميس بمجامله : اي كان يحبني مرهه
وكملت بداخلها : حبني حب قذر مثل قذارته! ما عاملني معاملة بنت له حتى باليوم اللي عرف فيه اني مو بنته استمر بنيته الوصخه مارده شي لا عياله ولا زوجته ولا سمعته بين الناس وبكل برود هددني؟ هدد بنته الوحيده! استمر برغباته وسكتني طول ذي السنوات بمغريات مثل ايباد ؟ لاب ؟ غرفه جديده ؟ سفريه خارج البلد ؟ وخصوصًا لانه كان عنده امكانيه ماديه واخواني المساكين ماشكو ابدًا وبقت نيتهم نظيفه وقالوا شي طبيعي في النهايه بنته الوحيده وكل ما بغو شي جوني وقالو لي ابوي يحبك اكثر منا وما يرد لك طلب! اي ما يرد لي طلب عشان انفذ رغباته بصمت وعشان يسحبني اكثرر لنفسه بنيه وصخه !
قاطع تفكيرها امير : شفيك كشرتي وين راح بالك ؟
لميس : ولا شي تذكرت لما سافرنا وخربت سفريتنا بس
امير : اي سولفي لي يوم جيتي هنا وش اكثر شي انصدمتي منه ؟
لميس : امم صراحه مافي شي غير انكم كنتم اكبر مني
امير باستغراب : ليه ؟ مو حلو انك تكوني اخر العنقود ؟
لميس : لا مو عن .. بس انا تعودت اكون الكبيره في البيت والمسؤلية كلها علي من بعد امي ، من كنت بعمر 6 سنوات وانا يعاملوني معاملة الكبيره اللي ماسكه البيت .. صح كنت مدلعه لاني البنت الوحيده بس كانت علي مسؤلية كبيره والكل يثق فيني كبرت وانا متعلمه اكون مسؤله عن نفسي وعن اخواني وما اخيب ثقة احد فيني
امير : يعني زي اجوان من ماتت امي الله يرحمها وهي كل شي فوق راسها
لميس : الله يرحمها
امير بتغيير للموضوع : طيب شرايك نطلع انا وانتِ اليوم؟  نتقهوى ولا نتعشى مع بعض
لميس ببتسامه : خليها بعدين احسن الحين مالي خلق شي
امير : طيب بجيب عشاء لك من برا لا تعترضين ابدًا !
لميس ضحكت : طيب خلاص
امير مسك خدودها وباسها : ايوا كذا اضحكي يزين الضحكه ياناس ياجعلها دايمه .. يلا بروح بسرعه واجيك وطلع من عندها ..

لأنك جئت في الوقت الذي كُنت أرفضُ فيه الحُب ، أحببتكَ أكثر Where stories live. Discover now