9

91 7 0
                                    

مشى من عندها متجه لسيارته بعد ما مسكها بيدها اللي توجعها .. ابوها يانايف ! مالقيت الا طاري ابوها؟ اصعب مواضيعها ولو دريت باللي مرت فيه اول من يدفن ابوها انت ! حتى الكلام يطلع منها بصعوبة بس هذي لميس يلي اعتدنا عليها جبل صامد مهما هبت فيه الريح ولا يمكن تسكت وتضعف مهما كانت مهزومة من داخلها وخصوصًا قدام اعدائها !
صرخة وراه بصوت عالي متجاهلة السيارات اللي حولها والكل : الاحلام الوردية بتصير سوداء على حياتك يابن فواز ! لا تنسى كلامي

عند ياسر
حرك سيارته يوصلها بعد ماتطمنت على امه واخوانه الصغار ووقف قدام باب بيت مرام ورفع رأسه يشوف ابوها واقف .. هذي مرام اللي تركتها امها من عمر ثمان سنوات ، عاشت مع ابوها وحيده دون اخوان وخوات ماكان عندها غير راما ولميس اللي عوضوها عن الدنيا ومافيها ، صارو اخوانهم اخوانها وامهاتهم امهات لها وخصوصًا هناء ( ام لميس ) تعجز عن وصف لطافتها وحنانها معاها ! ماعمرها حست معاها بالفرق بينها وبين لميس دايم تحسسها بالأمومة حتى يوم تدهورت حالة ابوها الصحية ما وقف معاها بالأيام والليالي غير هناء ، نزلت مع ياسر اللي تقدم يسلم عليه ونطق : شلونك يبه بشرني عنك ؟
ابو مرام ( حمد ) : بخير ياجعلك للخير وشلون ماصير بخير وقدامي هالوجه الحسن ، وين لميس عنكم ؟
ياسر ببتسامة : تشرف بيتك بكرة ان شاء الله هانت يبه
حمد : الله يرجعها سالمه كونها بخير يكفيني
ابعد عن باب البيت وهو يترك مكان لدخول : تعال تقهوى معانا
مسك كفه وهو يبوسها بحب : دامت يايبه ، اجيك بكرة ان شاءالله بالغنايم الحين امي واخواني ينتظروني بالبيت..
ربت على كتفه : حياك انت وغنايمك البيت بيتكم روح فتح الله دروب الخير لك .. لا تطول على اهلك
ركب سيارته بعد ما ودع حمد راجع للبيت وقلبه معاه ، كل ما يشوفه تدهور حالته اكثر من قبل خايف عليه وعلى شعور مرام اللي ما بقى لها احد من بعده وهي مثل اخته واكثر! كبروا وتربوا مع بعض وياما كان حمد الابو له بكل لحظه ما يكون عبدالرحمن موجود فيها .. مع ان عبدالرحمن شخص مهتم جدًا بعياله ومستقبلهم وكل ما يخصهم عكس شخصيته الخارجه لكم وقذارته ومبتغاه ..

عند عاصفتنا ~
وصلوا البيت وطول طريقة انظاره عليها ، يفكر بقوتها .. من وين لها كل هالقوة والصمود على ان اللي حصل لها مو بسيط ابدًا ؟ يحاول يحلل شخصيتها بقدر الامكان لكنها صندوق مغلق عجز يفهم عنها شي .. ليه بارده وقاسيه اتجاه الكل ؟ وبنفس الوقت حيويه واجتماعية وجريئه اكثر من اللازم ؟ ليه هالقد غريبه ؟ شلون قادره تجمع مابين صفات الاسود والابيض؟ جزء منها مشرق لدرجة يقدر يضيء العالم اجمع ! وجزء منها مظلم اكثر من اللازم .. يغرق الشخص بداخله وخالي من اي نقطة بيضاء !
شدت فضوله وجدًا ، وده يكتشفها ويعرف عنها اكثر وده توضح له هو لحاله بس ، هو مو غيره ! لكن هيهات لميس توضح له نقطه من بحرها ! وطبعًا كاعادته جلس يقنع نفسه ان يلي سواه مو غيره ولا مشاعر وحتى لو كانت غيره فـ هي غيرة ولد عم على بنت عمه اللي هي شرفه ويربط بينهم اسم وعائلة!
اما بالنسبة لعاصفته فـ ما خمدت ابدًا والعكس تمامًا
اما لميس كانت ترميه بنظرات الكُره .. ما توقعت ولا 1٪ يضربها من جرحها العميق ، ولو يدري نايف كم ضعفت لميس بعد كلماته اللي رماها بدون حساب كان تمنى الموت لنفسه ويمكن الاسوء ..
شبو الحيرة بقلب جدهم هل نظراتهم نظرات حُب او نظرات كره وحقد ؟ وش صار بينهم وش اللي يخفونه ؟ مهما حاول يسولف ويتكلم معهم متماسكين بسكوتهم وهدوئهم ونظراتهم ،  تصرفاتهم لبعض جدًا غريبه لكن مازال يشوف ان الوحيدة اللي ممكن تطلع نايف من حالته وعقدته يلي دامت سنوات .. هي بدر ارضهم وسماهم لميس الفريدة ! بأقل من اسبوعين شاف النقاط المشتركة الي تجمع لميس ونايف وشاف قد ايش شخصياتهم تجذب بعض لحد ما زاد ايمانه اكثر فيهم

لأنك جئت في الوقت الذي كُنت أرفضُ فيه الحُب ، أحببتكَ أكثر Where stories live. Discover now