13

84 9 0
                                    



"حسايف الحُزن يغشى وجهك الطاهر "

ميل رأسه وتأمل ملامح وجهها الفاتنه حتى بتعبها .. حرام هالحزن يكون بملامحها ! دمعها العالق مابين اهدابها وشفايفها الراجفة رغم امتلائها وبشرتها المصفره رغم بياضها .. كلها حرام تكون بملاك مثل لميس ! ليه الأحزان تغيم على حياتها ؟ ليه شخصيتها قاسية وباردة ومظلمه امامهم ؟ ليه كل هذا رغم الروح الحلوه اللي يشوفها فيها ؟ كل هذي تساؤلات نايف لنفسه وعيونه معلقه بعيونها ! لفت انظاره كفوفها يلي تشابكت ببعضها تحاول تخفي رجفتها .. احتضن كفوفها بهدوء ورجع يتأمل ملامحها يلي مهما اطال النظر فيها ما يروريّ صيامه اللي دام سنين ! : حكيني .. من معنيك باحلامك ؟
تأملت ملامح وجهه وشافت فضوله وهزت رأسها بالرفض : مجرد كابوس ارعبني
ضيق عيناه بقرب : بتقنعيني ان هالونبه جات من مجرد كابوس ؟
اقتربت منه وداهمته انفاسها الهاديه وماصار يفصل بينهم غير شعره .. سمعت نبضه المتضارب بوسط ضجة المشاعر وعيونه اللي مافارقت اهداب عينها وملامحها وشعره الساقط على جبينه بشكل مغري ، رفعت شعره عن جبينه بأناملها وتعمدت تلامس ملامحه بنفس اللحظه وهمست بوسط تقاربهم : لو ظل على عينك بيعميك ..
ما سمحت له يبدي اي ردة فعل من ابتعدت بسرعه : يلا نمشي
اما نايف ؟ وش ينقال عن نايف وهو اعتلى صوت نبضه وضيع حروفه وهام بمشاعره وحُبه وكأنها تسحبه لها كل ما نوى البُعد .. قدرت بهاللحظه تضيع كل علومه وجذبته لها بكل نقطه فيها ! ما كان يتحمل يصد امام نظراتها وافعالها من بعيد فما بالكم بقربها ولمساتها وانفاسها ؟ كثيرة على قلبك يابن فواز ..
ابتعد بسرعة يحاول ينظم انفاسه المرتبكة اللي هامت ودارت وذابت عند لميس ..
تأملت ارتباكه وابتسمت على حصول اللي تبغاه ، ماكان قربها منه الا تشويش لذهنه لجل ينسى موضوع تعبها وكابوسها ويبطل يسأل ويعبث فيه ولو هالفتره بس : نمشي ؟
هز رأسه بالإيجاب بتوتر : غطي وجهك ونمشي ..
وسعت عيونها بصدمة من استوعبت انها كاشفه امام انظاره ! رفعت مرآة السيارة ووقعت انظارها على ملامح وجهها المُتعبة ولفت له بتطلع غضبها فيه لكن سبقها من هرب من جانبها وابتعد عن السيارة ولميس تركض وراه بغضب : كاشف عن وجهي ياحيوان !
ضحك والتفت لها : والله اضطريت بس هدي اعصابك خلينا نتفاهم !
تنرفزت وضربت رجلها على الارض بطفولية وزعل : ما نتفاهم ما نتفاهم ..
غمز لها بضحكه يستفزها ويبعدها عن جو التعب : بس والله طالعه حلوه يعني مو شينه !
تنرفزت اكثر وتقدمت تضربه على كل مكان تطيح عينها عليه وتحت ضحكاته لأنه ما كان يشوف ضربها الا ضرب طفولي ما يحس فيه حتى ، ضحك من كل قلبه وهو يوقفها عن ضربه ويمسكها من يدينها : :لميس ياخي خلينا نتفاهم شوي
لميس وهي تحاول تبعد كفوفها عن كفوفه : حيوان مافي شي نتفاهم عليه ليه تخليني اكشف قدامك !
ضحك بسخريه وجديّه : لا تحسسيني انها اول مره اشوفك
عضت على شفايفها بغضب وضربته برجلها بقوه مما ادى لابتعاده مُتئلم : ما يخصك .. هي اول مره ، ولا ثاني مره ولا ثالث مره ، ما يحق لك !
سكتت للحظه من لاحظة سكوته واقتربت منه بخوف وعلى وجهه ملامح الهدوء وكأنه غايب عن الوعي .. هزته بخوف : اصحى ابو سبع ارواح ما يصير لك شي
خافت اكثر من طال سكوته ورفعت رأسه وتحته صخر وخافت اكثر لكن شافت ضحكته المكتومه وضربته للمره الثانيه : وع كريه كريه تنرفز وما تنبلع!
تركته لوحده وركبت السيارة ولبست نقابها والتفتت له يركب بمكان السائق ويضحك عليها : تتغطين عساس بنسى ملامحك الحين ؟
عضت على شفايفها بقهر : ما يخصك .. حقير
ضحك والتف لها يتأمل زعلها وطفولتها وكأنه يرى امامه لميس مختلفة تمامًا ! بعيدًا عن قوة شخصيتها وصرامتها وبرودها واختصارها حتى بالكلمات .. حبّها اكثر بعفويتها وضحكتها وحتى طفولتها وبراءتها امامه : كنتِ محتاجه تتنفسين .. اضطريت افتحه لك
التفتت له : مين قالك اني محتاجه اتنفس ؟
نايف بجدية : انا دكتور يالميس .. واعرف من حالك
بوزت بزعل : برضو ما يحق لك !
حرك السيارة واكمل طريقة والتفت لزعلها المُستمر : هيا عاد ابتسمي ؟
لميس : ما عاد بها ابتسامة
ابتسم من لمح سماء المنطقة تمطر وغشى نوافذهم الضباب وزادت برودة المنطقة .. وما كان من لميس الا الهدوء والتأمل ولمحة الحزن بعيونها تدل على الذكريات اللي دارت ببالها .. طرت فكره بباله وشلون يرسم البسمة على ملامح وجهها الفاتن ؟ رفع صوت مسجل السيارة وهو يضع لها اغنية ماجد المهندس على دلعها ( لولو ) يلي سمعه من عمته وهي تندهّ لها قبل رجوعها ، ويغني مع كلمات الاغنية اللي ماكانت تقصد غيرها .. التفتت له وهي تشوفه يرسم دلعها على نافذته وبجانبه قلب وابتسامة مثل ابتسامة شفاته اللي ارتسمت بملامحه وغنى مع كلمات الاغنية من لمح بيدها اسوارة من اللولو :
انتِ لولو قبل ما يزينك لولو ..
وانتِ شي من الحقيقة والخيال !
ابتسمت باتساع وقامت من مكانها واقتربت من نافذته ترسم قلب بجانب قلبه .. اما هو زاد توتره من داهمته ريحتها واصبحت وكأنها بحضنه ! التفتت له ببتسامتها بعد ما رسمت القلب وابتعدت بسرعه من لاحظت قربهم الشديد من بعض ..نطقت بتوتر :حلوه الاغنية .. وحلو صوتك فيها
ابتسم نايف : رضيتي ؟
هزت رأسها بالايجاب بضحكه هاديه سلبت عقله .. وبادلها الابتسامة يتنهد وينطق بداخله:
ورجعت أراضيها وأهدّي روعها لين ضْحكت
‏الله لا يغضب عليّ وشلون هالدمعة تهون ؟

لأنك جئت في الوقت الذي كُنت أرفضُ فيه الحُب ، أحببتكَ أكثر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن