21

303 13 6
                                    

نطقت هناء بنبرة هادئة :لميس .. خليك معاي شوي، بكلمك بموضوع
دخلت غرفتها واقفلت الباب وتوجهت لابعد ركن بغرفتها تجلس فيه وتحتضن نفسها وتطلق تناهديها والدمع حبيس عيونها !
همست لميس من حست بحالتها وضيق انفاسها : هناي؟
كانت معتاده تنادي امها بهالمسمى بكل لحظة تشعر فيها بضيق، كأنها توضح لها انها صديقتها وشريكة اسرارها قبل تكون بنتها
نطقت هناء بنبرتها المبحوحه واللي توضح انها على وشك الانهيار: عندي لك خبر
همست لميس باستغراب : اشبك؟
نزلت دمعتها وابتسمت بهدوء: اظن اني حامل!
اتسعت عيونها بذهول وغطت ثغرها تخفي شهقتها الخارجة دليل صدمتها ووقع الخبر عليها : ماما، تمزحين؟
مسحت دموعها بهدوء واكملت: صار لي فتره اشك، لكن ما قدرت اتشجع واشوف
نزلت راسها لحضنها وبكت بحرقه على حالها : بينتهي كل شي يا لميس! انـ..انا ما اقدر اكمل معاه..مـ..ما اقدر اعيش معاناة ثانية معاه
سكتت لثواني واكملت: طفل جديد معناه عذاب وسكوت جديد! ماني مستعده يالميس!
سحبت الكرسي اللي يتوسط البلكونه وجلست عليه بضيق: استهدي بالله يا اُمي! انتِ جالسه تتكلمين عن شي مو مؤكد للحين .. لا تفقدين الامل وتعذبين حالك, واساسًا هذي نعمة نحمد الله عليها، ما يصير تجزعين بهالشكل
مسحت هناء دموعها بضعف ونطقت ببحة صوتها : ماصبرت كل هالسنين الا عشانكم .. عبالي بيتغير شي، عبالي بتحلو الحياة بوجودكم، عبالي بيغير من نفسه عشان عياله، لكن ما تغير شي .. تدرين انه هددني ما احاكيك بشي يخصنا؟ ومن حاكيته اني ودي ازورك رفض وهدد اخوانك ما يجيبون لك طاري ولا يفكرون يزورونك .. ما ادري شفيه ما كأنك كنتي بنته ومدللته، والحين لو عرف اني حامل بيستعمل هالشي ضدي! كل ما قلت هانت تسكرت بوجهي اكثر
تنهدت وهي فاهمه قصده من هالحظر اللي مسويه عليهم، لجل تنحد هي وترجع لهم لوحدها ويروق له الجو
نطقت بكل حنية: حكيني الحين، وش اللي ودك فيه وتبينه؟ وانا بكون اول من يدعمك فيه، بس لا يضيق خاطرك تكفين!
ابتسمت بهدوء ومسحت بقايا دموعها ومن كانت بتنطق ارتعش داخلها وخارجها من طرقات عبدالرحمن القاسية على الباب: لـ..لميس.. وصل بعدين احاكيك
سكرت الجوال وخرجت التناهيد المختبئة بصدرها، تذكر بالفترة الماضية وقبل ينكشف كل شي كيف كانت امها تفكر بالبُعد وبالانفصال لان الحياة مع عبدالرحمن لا تُطاق.. لكن بكل مره يحضر شي يخليها تأجل الفكرة لوقت ثاني، ورغم انها اكثر شخص داعم للفكرة الا انها ما ودها تترك اخوانها يعيشون محتارين بين اب .. وام "مثل حياتها بالوقت الحالي"

بصباح اول يوم دوام~
متوسط حديقة العم خالد كعادته من سنوات طويلة يشاركهم فطور الصباح لأول دوام  .. لكن هاليوم كان استثنائي وبعيد كل البُعد عن حاله بالسنوات الماضية
ابتسم بهدوء لهمس الواقفة بجانبه بمريولها المدرسي وبجانبها الاخر لجين بعبايتها
التفت له امير بابتسامة: مو قلت لك يانايف؟ مالها بيت يضفها اربع وعشرين ساعه متكيه معنا
هز رأسه بالرفض بنفس ابتسامته: بيت عمها وحلالها.. ولا ناوي تحرّم علينا حلال عمي؟
ضحك ماجد والتفت لهمس: لك محامي اليوم استاذة همس
ابتسمت بثقه واستندت بيدها على لجين: عبالك ما وراي احد؟
اعترضت ابتسامة خالد وخرج عن سكوته: اي بالله وراك عزوه.. ما عليك من امير البيت بيتك وان ما وسعك البيت توسعك عيوننا
ضحك امير بعلو صوته: عيونك لحالك يابوي.. معليش هذي ما تدخل عيوني
واكمل بينه وبين نفسه " تدخل قلبي "
التفتت همس لنايف من وقوفه متجاهلته ومتجاهله حكيه
ابتسم لها نايف بحنية: تبين توصيله يابنت العم؟
غمزت له بنفس الابتسامة: معاها كوفي؟
هز رأسه بهدوء: اللي ودك فيه
وقفت معاه تلبس عبايتها والتفت لخالد: عن اذنك ياعمي
وقفت اجوان الهادئه من بداية حضورهم، او بالاصح.. من لحظة الحدث الاخير لها : انا بطلع لدوامي.. همس شوفي لميس معاك
شهقت همس دليل نسيانها : نسيتها.. نايف يصير ناخذ لميس معنا؟
احتدت نظراته والتفت ناحية خالد ورفع خالد اكتافه بهدوء
شد على قبضة يده وكأنه يحاول يعدل نبرة صوته: نتكلم ياعمي؟
وقف خالد واتجهوا للصالة الداخلية وهنا احتدت نبرة نايف وقست: وش يعني هذا ؟ تقضي ليلها كله بالمستشفى والصباح على طول دوام؟ هذي الراحة المطلوبة واللي مأكدينها عليك وعليها ياعمي؟ قول هي مُهمله ومالها اهتمام .. انت شلون سامح لها؟
رفع كفه على كتف نايف: اهدى يانايف.. ودّها تشوف الوضع هناك وتقيمه وانا بعيني شفت انها بخير وماله داعي نضغط عليها اكثر، لعل دوامها اليوم يغير من نفسيتها شوي .. وانت اكثر شخص وصيت على العامل النفسي لها !
نزل كف خالد من كتفه ومسح على جبينه محاولة للهدوء: ما يصير ياعمي! وهي بهالحالة وبهاليوم بالذات ما يصير! لولا قدر الله حصل لها شي هناك؟
هز رأسه بالرفض: صل على النبي .. مايصير الا اللي كاتبه ربك!
كان بيكمل عتابه القاسي لعمه .. وكانت بتكبر عاصفته ويصعب خمودها .. وكان قلبه مُستقر بين ضلوعه .. وكانت عيونه محتدّه للحد اللي تجرح فيها يلي امامها
كلها "كان" لكن الحاضر مُختلف جدًا، وحاله ما يُسمى حال من الاساس من اللحظة يلي لمح فيها طرف تلك الحجازية .. ما امتنعت عيونه عن هالشوف، ولا صدت نظراته عن تفاصيلها، ولا كان بمقدور احد قطع سيل النظرات الحاصل
تناسى تمامًا وجود ابوها بجانبه .. وتناسى تمامًا انها بنت عمه .. عيونه ما تلمح الا "محبوبته الحجازية"
اعترضت بطولها في قلبه للحد اللي شعر فيه ان قلبه ما يتسع لمكانه، ولا الضلوع قادره لحمله وحمايته!
انتهت قسوة عتابه .. وخمدت عاصفته قبل ابتدائها .. ولا لعيونه نصيب من الحدّه يلي كانت مستحلتها من دقائق
تقف على رأس الدرج بمريولها الضيق القصير والمرتفع عن الطول المطلوب
ناشره حريرها على اكتافها وهاربه بعض الخُصل منه لتحتضن ملامحها الناعمة
ورغم انها رافعه جزء من شعرها للاعلى الا ان كثافته ابدًا ما قلت، ولا تناقص جمال شعرها انما تزايد!
تزين ملامحها ادوات المكياج القليلة واللي نادرًا يكون لها الحظ تنوضع على ملامحها .. وخصوصًا امام عيال عمامها
نازله لهم بمشيتها الواثقه .. ويلي تمتلي شموخ كعادتها
ترتب اطراف شعرها الناعم بكف .. وبالكف الأخرى تحمل حقيبتها الرمادية
ورغم كُل الجمال والانوثه اللي تحتويها الا انه يحلف ان مُسماها تغير في قلبه من "محبوبته" لـ "طفلته" لشدة براءة ملامحها ونعومتها بهاللحظة!
وعى من سرحانه فيها على صوت خطواتها المُقتربة منهم وعلى علو صوت ترحيب خالد الحار لها
وضع كفه على كتفها بابتسامة: حيّ الله حبيبة ابوها، شلونك اليوم عسى حالك احسن؟
هزت رأسها بابتسامة وعيونها تنتقل بخجل بين نَايف وابوها كونها تفاجئت بوجوده .. وخجلانه اكثر من مظهرها امامه بالمريول!
ابتسم لها خالد: البسي عباتك، نايف اللي بيوصلكم
هزت رأسها والتفتت عيونها عليه لكن سرعان ما صد عنها واسرع بخطواته لسيارته متجاهل نداء ماجد ونظرات الباقين .. كل اللي بباله يهرب من بين ملامحها ويرمي على قلبه الصمود!
غمض عيونه من استقر جسده داخل سيارته وتحسس قلبه اللي من علو صوت نبضاته شك انه يوصل لهم "ولها بالاخص"
اسرفت في حاله بطلتها بس! اجل شلون لو عزفت له عذب الحكاوي من ثغرها؟ شلون لو اروت ضمّى قلبه بقربها؟
تسائل بينه وبين حاله .. هالكمال من يشبه؟
نطق وتناهيده تسابقه: بهالكون مالها شبيه الا عذوبة المّا .. امّا الفضا ما شبهت الا اجمل اقماره!
يتمنى ويكرر ياليت ماله خفوق .. او ياليت الخفوق يسع كثرتها بداخله
ياليتها ما تسرف بحاله! او ياليت بعد كُل هالاسراف قُرب يروّي ضمّى روحه
هالحُب ما عاده حُب! .. غرام وهيام وشي من كثرته وعُمقه مالقى له مُسمى لحد الان!
صحى من سرحانه فيها للمره المليون على دخول همس للسيارة وما عدت ثواني الا شهدت سيارته حضورها وركوبها خلفه تمامًا
ورغم انه يكره ركوبهم معاه بالخلف او ركوبها هي بالاصح لكنه ما علق على الموضوع وحرك سيارته ناحية اقرب كوفي من مدرستهم
كان ملاحظ صمتها وتعليقاتها المُختصرة على حكاوي همس يلي ما انتهت
كانت عينه تعانده وترتفع لانعكاسها وتستقر على عيونها المرسومة! ..

لأنك جئت في الوقت الذي كُنت أرفضُ فيه الحُب ، أحببتكَ أكثر Tempat cerita menjadi hidup. Temukan sekarang