19

103 3 0
                                    


ابتسم بحنية: ومن قالك ان مازن يصارعه؟ كلها رصاصة تطلع ويسابق خطواته عشان يشوفك!
نزلت رأسها بخجل اختلط بين دموعها : بس ابيه يطلع بخير
دقايق قليلة وخرج لهم الدكتور وملامحه يحتلها الجمود، اعتلى صوت بكائها اكثر من شافت ملامحه يلي عجزت عن تفسيرها، الافكار تاخذها لكل سوء وقلبها العاشق يعلن التعازي في داخله!
التفت لها نايف ورجع يلتفت للدكتور: لا تعطينا غير البشارة!
انمحى الجمود من ملامحه وابتسم بهدوء: الحمد لله وحده، قدرنا نتجاوز المرحله الخطره لكن بيكون تحت المراقبة مؤقتًا بسبب فقدانه للدم!
رفع عينه للأعلى وهو يسمح لنفسه بالزفير ويكرر حمده وشكره لله اللي ما خيب ظنه!
وقفت لجين ببتسامة باكية: صدق؟ يعني ما مات؟ خلاص بخير؟
التفت لها: بخير يالجين امسحي دموعك
مسحت دموعها بسرعه وتشبثت بثوبه: ابي اشوفه!
سحبها للسيارة ببتسامة لكن عيونه تمثل الحده: صبري قلبك يابنت لا يلعب به الحُب!
واكمل بجدية وهو يركب السيارة منهي الموضوع: مافي شوفه الا بكره، جدي ينتظر تبرير للي صاير

ما كانت الا دقائق ووصل لقصور آل ناصر، نزل وخطوايه تتجه نحو حراس الامن يشدد عليهم ويكرر توصياته
مسحت على ملامحها المُتعبه وهمست لنايف: ما ودي اقابل احد
التفت لها بحنية: بطلع للسطح تركي ولميس هناك ودك تجين معي؟
هزت رأسها بهدوء وطلعت معاه من الجهه الخلفية ومن دخل وصوت ضحكاتها يحيّ روحه، يواسي جروحه، ويرسل الهنا على قلبه، تأملها للحظات من بعيد "فاتنة" وجاكيته يلي يكبرها حجمًا زادها فتنه، غمازتها بكل ضحكة تصدر منها تُوضح وتُحفر بقلب هالعاشق، مسح على ملامحه بسرعه والتفت للجين اللي تناظر وقوفه بغرابه، تقدم والتفت له تركي
تركي بضحكاته: هلا بأبو الشباب هلا باللي يرمي مصايبه علي!
التفت للميس يتفقدها بهدوء: هلابك
ناظرته وسرعان ما التفتت للي وراه تمسح دموعها وفزت بخوف: لجين!
اسرعت بخطواتها وتجاوزت نايف وهي تلمها لحضنها بخوف: وش منزل دموعك يالجين؟
خرجت شهقاتها وهي تشد على حضن اختها: مـ..ـا سمعت ضحكته الا بالنادر يالميس
عقدت حواجبها: ضحكت مين؟ وش صاير ياعيوني؟
لجين بين دموعها : ضحك لي عشان ما اخاف وانسى جرحه
ابتعدت عن لميس وهي ترفع يدها لها بانهيار: حنانّي بدمه!
شهقت وعيونها على بقايا الدم بيد لجين والتفت لنايف بخوف: دم مين!! وش صاير
تنهد نايف واقترب منهم: لجين الولد حيّ وبخير ماله داعي الدموع!
لميس بحدّه: قلت شصاير!!
فز تركي من مكانه بخوف : على من الاذى هالمره؟
نايف بهدوء : مازن
زاد بكاء لجين ورجعت تحتضن اختها بضعف : كـ..كان بيموت بين يديني، حماني بس ماقدرت احميه
مسحت على ظهر لجين بحنية وابتعدت وهي تقبّل خدها : بس نايف يقول انه بخير؟ ما بيترك لك الدنيا ويخليك يالُجين، امسحي دموعك وسمّي بالله، ما يصير الا المكتوب وكل مكتوب خير ، ما بتكونين ارحم من الله عليه!
لجين بصوتها الباكي: ابـي اشوفه، نايف ما تركني اشوفه
تنهد نايف وابتسمت لميس بحنيه: تثقين باختك؟ ارتاحي الحين لا يشوفك بدموعك وتتعبينه اكثر! وعد من يطلع الصباح اخذك له انا بنفسي ولا احد يقدر يمنعك!
رجعت تحتضنها بابتسامه: صبري قلبك لا تضعفين وتضعفينه معاك!
همست لجين ببحه: احبه!
لميس بحنيه بادلتها الهمس: يبادلك الشعور!
ابتعدت عنها واكملت: ودك ننزل للبيت ولا تنامين هنا؟
تركي بصوت هادي: خليها ترتاح هنا
هزت رأسها ومن جات تدخلها غرفتها تقدم تركي يرافقها بابتسامته الحنونه وانسحبوا لغرفة لميس المجاورة، التفتت لميس لنايف ونظراته متركزه بالارض والواضح انه غارق بفكره، تأملته لثواني وعيونها تتعمق بملامحه، ودّت لو تتحسسها، تمسح عليها وتبعد التعب عنها، تسرق من ضحكاتها النادره وترسلها له، تقبّلها وتكسيها سرور وامان!
التفت لها باستغراب وببتسامة: مضيعه حاجه بوجهي؟
نطقت وهي تبادله الابتسامة الهادية: مضيعة سنيني، اقدر الاقيها؟
اقترب منها وعيونه على ثغرها : ما اعرف، نجرب؟
التفتت على ضحكات تركي ونطقت بارتباك: برجع للبيت
تركي بضحكه: اوديك ياعيوني لا نتعب حبيبنا نايف!
التفت له نايف بحدّه: انا اوديها ارتاح وخلك مع لجين!
عفس تركي ملامحه بتمثيل للزعل: صاير تخليني كثيير! شوف ترا اخرتها ارجع لدياري الحبيبه واتركك!
ابتعد عنهم شوي ورمى نفسه على الكرسي:واحد يدق يهددني والثاني يخليني اقابل الجدران! انا عارف نهايتي المصحة النفسية!
ضحكت لميس ورفعت يدها ترسل له قُبلة من ثغرها الباسم: بطل دراما وانتبه للجين
التفت نايف لها متجاهل تركي: مشينا يلا!
سحبت قيتارها وجوالها وهي تطلع معاه تحت شتائم تركي لهم
همس بشبه حدّه بعد ما ابتعدوا وبداخله شعور غريب يجتاحه رغم خلو المكان من حوله: قفلي الجاكيت من فوق!
رفعت يدها تقفل الجزء الكاشف لنحرها بارتباك: اذا وصلت برجعه لك
همس بهدوء يعاكس داخله: خليه معاك
التفتت له وعيونها تراقبه بتأمل: ما بتقولي شصاير؟
هز رأسه بهدوء: كل خير
سكت شوي من سمع صوت انفاسها الثقيلة والتفت لها بجدية : انفاسك صايرة تضيق يابنت خالد؟
تنهدت بصوت مسموع وشتت نظراته: لا نرجع لنفس الموضوع!
اكمل بضيق: ما عديته عشان ارجع له! ما بتركك تنهين دنياك قدامي وارضى!
همست بخفوت: انتهت من مُده وما عطت لرضى احد بال
سحب كفها حتى اصطدمت بصدره العريض وهو اللي سمع كل كلمة خرجت من ثغرها بضيق : وانا نايف بن فواز ماني بـ احد! وان كان انتهت مثل ما تقولين ما شي يعجز علي! ارجع وابنيها لك يابنت خالد .. ما رضيت يزورك السوء وشلون عاد الموت!
رفعت عينها بارتباك من قُربه: لا تتعدى الحدود يابن فواز!
وضع عينه بنص عينها وسحبها له اكثر بحدّه: ان كان مرضك حدودك اعذريني يابنت الحجاز .. بتعداها مره ومرتين وثلاث!
سحبت يدها وقربت منه بحدّه تشابهه: بتكلم ابوي واخواني؟ بتهددني؟ سو اللي تسويه! لو اجتمعو امة محمد كلها ما تعالجت ولا خضعت لك!
شد على شفايفه بقهر: بكل مره تاخذين الموضوع من باب العناد! حياتك يابنت الحجاز حياتك!
صرخت بقهر يماثل قهره بهاللحظة: حياتي انتهت من قبل خمس سنيييين! مالي حياة بهالكون ولا ابّيها ! لا تتدخل بموضوع مرضي!
ناظرها لثواني بصمت عجز عن تفسيره ونطق بهدوء: ان كان ما يرضيك تدخّلي يرضيك تدخّل هايف!
انلجمت من صوت أتى من خلفها بكامل بحته: وش تدخلني فيه يابن فواز!
التفتت لهايف بخوف وربكة ادت لارتعاش جسمها كله: ولا شـ.ـي
اقترب منها بحدّه وعكازه يرتعش بوسط كفه: تحكون لي ولا اطلع الحكي بطريقتي!
شتت نايف انظاره نحو البوابه مغير الموضوع: الامن هـ..
قاطعه هايف بحدّه ما لمحتها لميس من لحظة وصولها لاراضيهم: لا تغير الموضوع يانايف! وش اللي فيها؟
بلعت ريقها واصطنعت الابتسامة وانفاسها تضيق: فاهم غلـ..ـط ياجدي
ضرب بعكازه بحدّه ونبضات قلبه بهاللحظة تسابق الخيل بوسط مضمارها ! وتسابق الريح بين كل هبّة وهبّة! وتسابق العشق يلي اندلع بين هالقلبين: سمعت اللي كفاني لكن ودي اسمعه منكم، فهموني ان كان فهمت غلط ودلوني على الصحيح! قولوا كله مرض مثل النسيم يمر ويروح! لا تتعبوني بصمتكم وانا قادر اعرف الحقيقة كلها !
فتحت بداية الجاكيت وقلبها يضيييق ولا يوسعها وسع هالدنيا ، يدها على قلبها تحاول تاخذ انفاسها لكن هذي هي الدنيا مثل كل مره تبني صدودها في وجهي!
اقترب نايف وسنده من يده وببحت صوته: يبه، اجلس وبحكيك كل شي
التفتت له بخوف وعيونها عليه حتى ابتعد عنها بخطوات واجلس هايف اللي ضاقت روحه وانهد حيله!
من كان بينطق نايف اسرعت بخطواتها وجلست على ركبتيها امامه ورفعت جاكيت نايف عن كفوفها حتى بانت الرعشه!
احتضن كفوفها وعيونه تلمع لأول مره من مدة طوييلة ، لمعة الحزن والضيق والعجز! اللمعة اللي زارته بأخر ايام زوجته المتوفية، اللمعة اللي زارته بوقت معرفته بالسرطان اللي استحل جسد خالد قبل سنوات! نفس اللمعة تزوره الان بمعرفة مرضها المجهول، فهم انها رعشة مرضها ورفع عينه لنايف وهو ينتظر منه كلمه وسرعان ما خرجت تنهيدة من جوف نايف وعيونه عليها : حكيه يابنت خالد كان عندك القوة؟
رفعت عينها له بنظرة غريبة اخترقت شعور نايف " انهدت قوتي ،تلاشت قدام اللي اشوفه واعانيه، ما اخفيت هالمرض من فراغ! ما اخفيته الا لجل ما المح هالنظرة بعيونهم، هالنبرة بصوتهم، وهالتعب باجسادهم! احبهم ومن حُبي اخفيت روحي المُعتمه عنهم، لجل ما ينتشر ظلامي ويمحي ضيهم! تطلب مني الحين يانايف احكيه؟ انا حتى حروفي خارت قواها بهاللحظة!"
نزلت رأسها على كفوفه المحتضنة كفوفها وقبّلته بحُب: جدي
انزل رأسه وقبّل رأسها ورفعه له: قولي يابنت الحجاز؟ قولي ياضيّ دنياه؟
ابتسمت بخفوت: ماله دوا ياجدي، زارني من سنوات وما رضى يتركني، لين قبلت فيه وبوجوده، رضيت ووالله اني بأتم الرضى فيه، ما بقى من العمر كثر ما مضى ياجدي ،رضيت والله يعوضني في نفسي خير!
نزلت الدمعة راكضه ومطلقه سراحها على وجنتيه! انهارت قواه ورفع عينه مستنجد بنايف اللي صاد عنهم وشاد على قلبه بين يدينه "تموت؟ هو محبوبتي تموت!" ياقسوة كلامها على قلبه
رجع نظره لها وببحة صوته: تفقدين الامل بربك يابنت الحجاز؟ تتركين الدنيا وترفعين راية الاستسلام؟ ما خبرتك كذا !
ابتسمت بهدوء وعيونها عليه: فقدت الامل بظروفي، بدنياي مو بربي! ما رفعة راية الاستسلام رفعة راية السلام والراحه لقلبي لا اكثر!
التفت لها بحدة وقهر استحل قلبه وعاصفته دارت للمره المليون بوجودها : كذابـة! اعلنتي خضوعك للدنيا ولكن عنادك مازال موجود لكلام اللي يتبعك من ايام! حكيييه؟ قولي له شلون ركضت وراك وصديتيني! شلون تهربتي بكل مره! حكييه عن طيحتك بالمستشفى! حكيه عن رجفة يدك وسط اهلك! حكييه عن كذبك على اخوك! جباااانـه وبتبقين جباااانـه!!!
رجف قلبها وعيونها تشهد هالغضب بسببها لاول مره منه، قاطع فكرها صوت جدها المبحوح: ارفق يانايف!
قامت من مكانها وببحه: لا اتركه..
رفع صوته اكثر من هول قهره عليها : ايييه اتركني! صمتك ذبحني يابنت خالد!! مثل ما عرفت كل شي يحق له يعرف كل شي!
اكمل بسخرية: لعل اللي ما اقنعت فيه حضرتك يقنعك فيه بن ناصر!
وقف هايف وقلبه على يده يقاوم كل اوجاعه لكن هالمره هو بنفسه خارت قواه ومن اقتربت لحظة وقوعه سابق نايف خطواته وسنده بسرعه تحت صرخة لميس
رفعه وهو يطبطب على ملامحه: هايف! عاند ظروفك ياهايف!
سحبت علبة المويه اللي كانت معها لكن خانتها رجفة يدها وطاحت منها، مسحت على وجهها بتوتر وداخلها يفيض بالدعوات، من جات ما شافته بهالحال والحين يزوره التعب بأسبابها !
عاندت حالها للمره المليون واحنت جسدها وسحبت العلبة تبلل ملامحه يلي كستها التجاعيد ومن فتح عينه لها حتى اطلقت تنهيدة حبستها بجوفها يلي امتلى من ضيق الايام! حضنه نايف وهو يشد عليه بكل قواه اللي بقت في جسده المُهلك
همس بكل بتعب: لو وصلك ضرر ما بقى شي يسندني للدنيا ياهايف!
صدت عنهم وهي جاهله ما يهمس فيه وسرعان ما رفعت يدها تمحي الدمعة اللي عاندتها ونزلت! ووشلون ما تنزل وهي تشهد هلى ضيق احبابها؟ التفت له بابتسامة من سمعته ينادي بلقبها "بنت الحجاز " : لبيه ياعيونها
هايف بتعب: بسمع منك!
تقوست ابتسامتها وهي تمنع نفسها عن البكي وهالحال ما خفى ابدًا عن عيون نايف: بحكيك بس ارتاح انا طالبة وجهك السمح!
هز رأسه بالرضى وهو متأكد لو سمع كلمة ثانية عن مرضها بتكون نهايته طريح فراش بأحد المستشفيات!

لأنك جئت في الوقت الذي كُنت أرفضُ فيه الحُب ، أحببتكَ أكثر Donde viven las historias. Descúbrelo ahora