18

93 7 0
                                    

صد بنظراته عنها بضيق وزعل: دقو عليهم وخلوهم يتكرمون وينزلون لنا بالأرض! واكسروا الباب على نايف وجيبوه لي! ولميس بعد
عقد خالد حواجبه بضحكه: وشبك يُبه وش سوو لك نايف ولميس بعد؟
التفت له بحده: ما يردون على اتصالاتي! نبي نمشي لديارنا وهذول بسابع نومه
ابتسمت اجوان ومسحت على كتفه بلطف: ابشر ياجدي الحين اجيبهم لك كلهم ولا تزعل..

بالمطار ~
جلسوا بعد ما اخذوا اطول محاضرة  من الجد هايف ، الكل يضحك ومستانس رغم الشتايم اللي طلعت منه عليهم ، عدى لميس! اللي جلست بمقعد الانتظار وبعيد كل البُعد عنهم، السماعة بأذنيها على اعلى صوت والغضب للحين متمكن منها ! غاضبة من المشاعر الغريبة اللي تجهلها، غاضبه من نايف ومن ضعفها بكل مره امامه! وبعيدًا عن نايف متضايقة من الوضع اللي انحطت فيه، متضايقه من حياتها ومن كل اللي يحصل لها، ولا شي حاليًا والان مثل ما تبي .. ولا شي مثل ما خططت له، وهذا ما يرضي لميس وطبعها ! كيف تفشل مخططاتها كيف تبقى وسط هالحيره كيف؟ حالها وكل اللي يحصل جدًا مغضبها !
وبالجهة الاخرى نايف يلي ما يختلف عن حالتها ابدًا عدى إنه لجأ للدخان واهلك نفسه فيه، رفع جواله بغرابة من شاف اتصال ياسر عليه! من متى بينه وبين ياسر تواصل؟
رد بهدوء ووصله صوت ياسر المتلهف : سلام يانايف
عقد حواجبه : ارحب .. هلا وعليكم السلام
ياسر : بغيت اسألك عن لميس، وصلني علم انها زارت المستشفى اليوم معك، ولي ساعه ونص اتصل عليها ما ترد، ولا ودي اقلق عمي خالد .. هي بخير صار معاها شي؟
ناظر فيها من بعيد، بالرغم من قوة وعُمق علاقتها مع ياسر ما ردت؟ لهدرجة وصل فيها الغضب والضيق؟
غمض عيونها ونطق بهدوء: طلعنا نراجع حالتها، تطمن بخير وما يمسها ضرر، بس تلقاها انشغلت مع البنات وجوالها مخلص شحنه
تنهد براحه: زين، كم باقي لكم؟
رفع رأسه على صوت المناداه: الحين بنطلع
دخل فيصل واحتضن اكتافه بعفويه: مين تحاكي؟
ياسر: نايف
اقترب من الجوال اكثر بمحاوله للأستماع : اسأله كيف حالها؟ ليه ما ترد على اتصالاتي انا بعد!
همس ياسر له : اصبر يافيصل
اكمل ياسر لنايف : اذا كانت لميس حولك خليني اكلمها
غمض عيونه بضيق وغضب من داهم مسامعه صوت فيصل، يسأل عنها وتشغل باله وهالشي ما يرضيه! ماله حق يشغل باله فيها ابدًا ماله حق! التفت لها، ما تناظر له حتى! مستحيل يكلمها بعد موقف اليوم ولجل فيصل بعد ؟!
نطق بسرعة: طلعت مع البنات، اللي عندك ضروري؟
ابتسم ياسر بضيق: لا خلاص .. مشكور يا نايف ما قصرت
قفل المكالمة والتفت لجده اللي ينده عليه اشر له بهدوء واخذ جواله واتبعهم بخطواته..

وقت الوصول~
من لحظة وصولهم على اراضي نجد العذية هلّ السّرور على قلوبهم واستهلت ملامحهم فرح ..
حتى فواز اللي ما تنرسم على ملامحه الابتسامة طالما هو جمب خالد اليوم ابتسم واتبعت ابتسامته ضحكاته الهادية على هبال سعد والباقين من عرفوا ان اليوم ما بيمر من دون وليمة الجد هايف، ومن يلومهم في حُب الديار وبالاخص الفارقة ..  " نجد العذية " ؟
من بين كل هالقلوب المسروره اتجهت لجانب ابوها بهدوء ومشاعر عميقه تستحلها، كل ما ودها بهاللحظة الاختفاء! تختفي حتى عن نفسها وعن مشاعرها، تختفي عن دنيا آلمتها : ما ودي انضم معاكم على العشاء ، ابغى البيت!
عقد حواجبه ونطق بحنية: ما دخل بطنك شي من امس لين متى يابنتي؟ بعدين ما عرفتي هايف وقسوة زعله وشرهاته! خلي دربنا واحد
شدت على يدينها ورفعت نظراتها له: ما تهمني شرهات احد هالحين! ابغى ارتاح بالبيت رجعني!
تنهد بأسى وهز رأسه بالرضى: السواق برا المطار ينتظرنا من ساعة عساس نرجع معه، اطلعي له وانتبهي لنفسك ترا ما بالبيوت احد!
هزت رأسها بمجامله وسحبت شنطها وطلعت من المطار ومن وصلت البيت دخلت ورمت عبايتها بأهمال وصعدت لغرفتها بتعب، لها كم يوم ما نامت والارق اتعبها جدًا !
دخلت واخذت لها شور ومدت سجادتها ومن انتهت من صلاتها فاضت الدعوات من قلبها ! نصف منها صدّر تمني ، ونصف رجاء ، ونصف دعوات مظلوم ، والنصف الاخر تركته لاحبابها .. افرغت قلبها وشكت همها للي اعطاها القوة على مواجهة هالدنيا وامورها ! انتهت وكلها يقين انها مو وحيدة مع اوجاعها وبس، معها العزيز القدير  والسند الوحيد اللي تسلم نفسها له وهي واثقه ثقة عمياء! ومهما طالت وكثرت همومها خلفها حكمة عظيمة تجهلها..
رمت نفسها على السرير محاوله للنوم، لكن ويين وهالليله بالذات جافاها النوم وتركها تسهر الليل ونجومه، غمضت عيونها بقسوة وهي ودها تبكي من الارق اللي ذبحها .. ذكرت كلام نايف وقت قالها ان غضبها وضيقها وزعلها كلها تسبب لها الارق والتعب الزايد! يا هالمعاناة اللي ما تنتهي يا لميس ..
تنهدت ونطقت ببحة صوتها وهي تقوم تبدّل ملابسها : يادنيا وسعي صدرك علينا !
لبست توب احمر عاري الاكتاف ويظهر اجزاء بطنها من الاسفل مع جنز ، وتركت شعرها الطويل مسدول على اكتافها ولا اهتمت لملابسها اللي كشفت مفاتن جسدها بما ان مافي احد ببيوت آل ناصر ، طلعت من بيت خالد لبيت جدها وتحديدًا السطح اللي يجمعها بنايف، جلست بنص الحديقة المُشتركه بينهم واطلقت تنهيداتها، ما كان ودها تكون هنا ابدًا لكن قررت تواجه هالليل الطويل بمعازيفها والاهم بعيد عن الكُل!

لأنك جئت في الوقت الذي كُنت أرفضُ فيه الحُب ، أحببتكَ أكثر Dove le storie prendono vita. Scoprilo ora