"رأسـا على عـقـب"

273 13 6
                                    

أقدارنا كُتبت لنا حتى وإن لم نفهم المغزى الحقيقي منها أو حكمة الله بها، ثق بأنها الأفضل دائمًا.

_ بابا مصيبة!
= في اي يا مي مصيبة اي؟
قالت بخوف: الحق الحيوانة نزلت الصور على السوشيال ميديا.
= لا بجد كدا كتير، البت دي تخطت كل الحدود، أنا رايح لأخوها شركته يشوف حل معاها؟
خرج الحسيني من المنزل مسرعًا قاصد شركة حازم، سيفعل به الكثير، كما هو يحب أخته بهذا القدر وينتقم لها، فلا أحد أحب لديه من ابنته.
__________________________________________

في تلك الفيلا.
يقف يُحادث أخته.
_ عملت اي يعني يا حازم دي بنت قليلة الأدب وعايزة اللي يربيها وكل اللي أنت عملته مجاش بفايدة، ولسه مع خطيبها وهتكتب الكتاب قريب، يعني هي تفرح وتعيش حياتها وأنا أفضل كدا مش عارفه أمشي وسط صحابي؟
= تعاليلي، تعاليلي وقوليلي وأنا هتصرف تتصرفي من دماغك لي؟
_ ما أنت حاولت ومحصلش حاجة فقلت أتصرف أنا.
= يا آية أنا مشغول، عملت اللي أنتِ عايزاه وحاولت أبعدها عن خطيبها عشان تتربى، بس معرفش أنه هيكمل معاها، أنا أكيد مش هفضل مراقبها يعني، وبعدين أنا متأكد إن دي مش فكرتك، مين اللي قالك تعملي كدا يا آية؟
اصفر وجهها خوفًا وكأن صاعقة نزلت عليها ثم قالت بتوتر: محدش قالي حاجة يا حازم دي فكرتي أنا.
نظر لها بشك ثم قال: ماشي يا آية همشي وراكِ، بس لازم تعرفي أن باللي حضرتك عملتيه دا خليتي واحدة زي مي ليها حق عندك.
_ يعني اي ليها حق عندي؟ دي ضربتني بالقلم في نص الجامعة، تستاهل اللي حصلها، وبعدين أنت هتسيبها تأذيني؟
= أكيد لأ مستحيل أسمح لها تقربلك بس كدا أنتِ اللي هتعتذري لأنك شوهتي سمعة بنت، ودا غلط يا آية إلا السمعة.
_ أعتذر لمين؟ للبيئة دي؟ لا مستحيل طبعًا.
صاح بها غاضبًا: اعترفي إنك غلطتي بقى، دلوقتي لو عمر خطيبها جالي الشركة هقوله اي؟ مضطر أعتذرله وانتِ اللي حطتيني في الموقف ده يا آية، أنا قلت مليون مرة متتصرفيش من دماغك.
_ تعتذر له لي؟ دا بدل ما يشكرنا إننا بنربي له خطيبته اللي محدش قادر عليها دي، تستاهل كل اللي بيحصلها عشان تتعلم متجيش جنبي تاني.
بنفس نبرة الغضب: مش عشان إنتِ أختي فدا معناه إني أبررلك مواقفك الغلط.
_ هي لسه شافت غلط دي البداية بس، أنا هجيبها تحت رجلي، تعتذر لي قدام الكلية كلها.
نظر لها بشك ثم ضيق عينيه يتفحص ملامحها التي لا تبشر بالخير أبدًا: يعني اي دي البداية بس انتِ عملتي اي تاني؟
نظرت له بجمود ولم تنطق بحرف، فصاح هو بصوته كله: انطقي.
قالت ببرود وهدوء تام كأنها لم تفعل شيء وهي تنظر في عينيه: خليت واحد بتاع سوشيال ينزل الصورة على كل المواقع.
اعتصر قبضة يده بعنف، يُغلق عينيه يحاول التحكم في غضبه ثم أردف بغضب مكتوم: كلميه بسرعة يوقف كل حاجة، ومينزلش حاجة.
_ مش هينفع هي نزلت خلاص.
ضرب كفيه ببعضهما بيأس: انتِ طبيعية؟ متأكدة إنك عملتي كدا من دماغك؟ انتِ بتحطيني في وضع صعب متخيلة دا ولا لأ؟
صاحت غاضبة: بقولك ضربتني بالقلم!
أجابها سريعًا: حقها وأقل من حقها.
صُدمت آية من رده لم تكن تتوقع هذا أبدًا.
قالت بصدمة: حقها؟ حقها إنها تضرب أختك وسط الجامعة كلها؟
= اطلعي فوق يا آية، بسرعة قبل ما أضربك أنا.
رمقته بنظرة حادة، ثم صعدت إلى غرفتها، أما هو فيفكر في حل لتلك المشكلة، ولم يجد حل غير الهروب.
________________________________________

"لم يعد قلبـي سجيـنًا"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن