"أهرَب مِن قلبِـي أرُوح علىٰ فِين!" البارت التاسِع.

8 3 0
                                    


إيمان: مين القمر دي يَـ آدم يا حبيبي، مش هَتعرفنا عليها ؟!
آدم: ااا.. مَ.. دي ...
"فِضل يتلفظ بِـحرُوف مش مفهُومة زي الطِفل اللِ لسَّه بيتعلِّم الكلام وإحنا المفرُوض نقوم بِـدُور الأم اللِ بتحاوِّل تترجِم كلام ابنها وتفهَمُه."
غزل: دي أمل يَـ إيمي ..زميلة آدم في الشُغل، أكيد جايَّه عشان تحتفِل معانا وكده.
"معرفتش أسيبُه واقِع في الموقف ده ومش عارف يتكلِم ولا يقول إيه، فَ كان لازم أتصرف وأنقذُه أنا وأساعدُه وأتناسىٰ وأتجاهل كُتلة المشاعر المُختلطة الغريبة اللِ جُوايا - اللِ مش وقتُه ولا معادُه لِـتفسيرهَا - وأرُوح أسلِّم عليها بِـإبتسامة عريضة بعد مَ قلت كده، وأخُدها من إيدهَا أدخلهَا جُوه بعيدًا عن نظرات الجميع اللِ إخترقتهَا ..فَ أضطر أشوف إيدهَا وهيَّ في إيدُه عن قُرب وبِـوضُوح أكتر.

وبما إنها متعرفش حد غِيري هِنا، بعد مَ دخلِت معايا بِـهدُوء وسلاسة ..نفثت عن توتُرهَا وخضِّتهَا وفضلِت توصِف هيَّ قد إيه حسِّت بِـراحة وهدُوء وسلام وطمأنينة بعد مَ قلت الكلمتين دُول وسلِّمت عليها وأخدتها معايا ودخلنَا.
إنتشلتهَا من الموقِف المُحرج اللِ حطَّهَا فِيه وسيبتُه معاهُم برّا، هوَّ يوضحلهُم.. يبررلهُم، هُما يفهِمُوه ..يشرحولُّه، يعملُوا اللِ يعملُوه سوا ويسيبُوني أنا أمشِي عشان أفهم نُوعيَّة الحرب اللِ بتحصل دلوقتِ جُوه دماغي وإيه دوافِعهَا!

معنديش فكرة عن الكلام اللِ إتقال أو الحديث اللِ دار بينُه وبينهُم عشان كل الموجودين يرجعُوا يتعاملوا عادي ويضحكُوا ويهزرُوا مع اللِ حواليهُم ويتداولُوا الأطباق والمشرُوبات كأن شيئًا لم يكُن، المُهم إن الوضع بقىٰ مُستقِر والحال على مَا يُرام، وياسمين وأحلام دخلُوا يخفِفُوا من وطأة الموقِف اللِ أنا فِيه ..وأنا شايفة علامات الإستفهام بتشع من نظراتهُم، كام دقيقة وآدم جّه وراهُم لإدراكُه إن الوضع مش لطيف، فَ قعد في مكان مجاوِّر ليها وقال لها.."
آدم: أنا أسِف إني حطيتِك في الموقِف ده يا أمل.
أمل: محصلش حاجة يا آدم ولا يهمَك.
آدم: لأ مكنش ينفع اللِ حصل ده بِـأي حال من الأحوَّال.
أمل: بس إنتَ معملتِش كده مُتعمِد ..غزل فهمتنِي إنها كانت بتحضّرلَك مُفاجأة، يعني مكُنتش تعرف.
"فَ بصِّلي وهو بيقول.."
آدم: مَ هي لو كانت قالتلِي مكنش كل ده مُمكن يحصَل، مش عارف معرَّفتنِيش ليه!
"واللهِ! رُوحت بصيتلُه وأنا رافعه حاجبي.. وكده أو كده مكُنتش هرُد دلوقتِ، بس أمل طلعت أذكىٰ منُه وقالتلُه.."
أمل: يعني لو كانت قالتلَك كانت هتبقىٰ مُفاجأة إزاي ؟!
"وياسمين مقدرتش تسكُت أكتر من كده وحاولت تتكلِم بِـهدُوء خرج منها على شكل إنفعال وهيَّ بتقول لُه.."
ياسمين: هيَّ غلطانة يعني إنها فكرت وجهِزت وخططِت وتعبِت عشان تعمل لَك حاجة حِلوة وتفاجأك !!
"لمّا لقيت الجو بقىٰ مشحُون ومتكهرب وفي شدّ وجذب هيحصل دلوقتِ، بصيت لِـ أحلام وأنا بقول لها بِـصُوت مسمُوع.."
غزل: أحلام ..أمل ماخدتش تورتة!
"ووجهت كلامي ليها وأنا ببُصلها وأسال.."
غزل: ڤانيلا ولا شوكولاته يَـ أمل؟
أمل: ولا أي حاجة واللهِ.
غزل: لأ مينفعش أكيد.
أمل: أنا مليش في الـ desserts أوي أصلًا، متتعبيش نفسِك.
غزل: تعب إيه بس يَـ بنتي! وبعدين دي قطعة صُغيرة يعني مش التورتة كُلها.
"إبتسمت فَ قولتلها.."
غزل: إحنا مُعظمنا كَـ بنات بنمُوت في الشوكولاته ..بتحبِّيها صح؟
"هزِّت راسها بِـمعنى أه وهيَّ بتضحك، فَ بصيت لِـ أحلام وقولتلهَا.."
غزل: هاتِ بِـالشوكولاته لِـ أمل لوسمحتِ يَـ أحلام.
"فَ لقيتهُم هُما الإتنين - أحلام وياسمين - بيبصُولي بِـغيظ اللِ هو أنتِ بتعملي إيه!! برأتلهُم وأنا بقول.."
غزل: يلَّا!
"كُنا قاعدين بنتكلِم في اللاشيء ..آدم بيحاوِّل يلطَّف الجو بعد الموقف اللِ حصل عشان أمل متضايِّقش ولا تحِس بِـنُوع من أنواع الإحراج والتطفُل، وأنا بحاوِّل أليِّن الكلام اللِ بيتحدف في النُص، بس في وسط الكلام ياسمين رمِت جُملة معرفتِش أعدِّلهَا لا من فُوق ولا من تحت، أمل كانت بتكلِمنا عن عيلتهَا وإخواتها ..أهو أي موضُوع نِقاش وتحاور بدل مَ نبقىٰ قاعدين في عَزا، راحت ياسمين سألتهَا.."
ياسمين: وهُما عارفين إن إنتِ هِنا دلوقتِ؟
أمل: آه، كلِّمت ماما وقولتلهَا إني هتأخر بعد الشركة علشان مع آدم.
"كنت هسأل سؤال أحلام سألتُه."
أحلام: هي مامتِك تعرف آدم؟
أمل: أيوه ..جت الشركة مرة قبل كده وإتعرفُوا على بعض هناك.
"وكمِّلت وهي بتبصلُه.."
أمل: وكلِّمتهَا في التليفون قبل كده تقريبًا؟
"حرك راسُه مُؤيدًا لِـكلامها، ياسمين تسكُت بقىٰ بعد مَ عرفنا إن مامتها معندهاش مانِع إن بنتها تخرُج مع واحد عشان كلِّمها في التليفون؟ أبدًا واللهِ، سألتها سؤال تاني بِـنبرة صُوت وطريقة ملهاش غير معنى واحد.."
ياسمين: يعني مامتِك عارفة إنُه جابِك معاه البيت وإنِّك عندُه دلوقتِ ؟!
"يَـ شيخة ده أنا إتكسفت ..ده آدم ذات نفسُه إتكسَف يَـ ياسمين!!
ياسمين شخصيَّة مُندفعة جدًا وجريئة ومبتفلترش كلامها، مبتعرفش تمثِل فعلًا لو مش طايقه الشخص اللِ قدامها، لو مبتحبهُوش مُمكن ترُوح تقول لُه في وشُه، لو مش عايزة تتعامِل مع حد لِـسببٍ ما هتقول لُه إنُه عندُه عيُوب كذا وكذا من غير تجميل ولا مُجاملات ولا حتَّى إنتقاء لِـ الكلِمات، معندهاش ثقافة تزيِّين الكلام ولا وضع في الإعتبار مشاعِر الطرف الأخر وإنها بتتعامِل مع إنسان مش مع ضُفدع ..ده حتى الضُفدع أكيد عندُه مشاعِر وبيحِس ولازم تحسِبلُه حِساب بردو، بتقذف الكلام ولا تُبالي بجد مش هزار، لكن على الرُغم من كل ده فَ هي طيِّبة جدًا ونقيَّه أوي من جُواها ومش بتكِنّ أي نوع من أنواع الحِقد أو الحسد أو الغييـرة لِحد وإحتماليَّة إنها تبقى زعلانة من شخص أو جُواها مشاعر سلبيَّة تجاهُه ..فَ ده إحتمال نادِر وضعيف لإنها طول الوقت تقريبًا بتظهِر ضِيقها أو غضبهَا وعصبيتهَا من الشخص ده في نفس الدقيقة والموقِف.. فَ مبيكُونش في مجال لِـ الزعل بعدين.

"أهرَب مِن قلبِـي أرُوح علىٰ فِيـن!"Where stories live. Discover now