"أهرَب مِن قلبِـي أرُوح علىٰ فِيـن!"البارت السابِع عشر.

6 4 0
                                    

ياسمين: غزل.. لو مش هتقدري بلاش تعملي كده، لو مش عايزة متجيش معايا وملكيش دعوة بِـحاجة أنا هتصرف.
غزل: معرُوف إن أخت العريس هيَّ اللِ بتقدِّم الشَبكة، وآدم مأكدلِي إننا أخوات.. ليه عايزة تحرمينِي من صلاحيات الحق الوحيد اللِ إدَهُوني؟!
"تنهدت وسكتت، قومت وقفت ومشيت معاها وسط نظرات إستغراب كُل اللِ على الترابيزة، اللِ لسّه مش فاهمين أنا مُقدِمه على إيه!

وقفنا في ناحية آدم، كنت أنا الطرف الأقرب ليه موقِعًا، وأمل هتبقى الأقرب موقعًا ومكانةً وعلميًا وعمليًا وكل حاجة بعد مَ أمدِلُه إيدي بِـالدِبله اللِ هيحطُها في صابعها .. نفس الدِبله اللِ حلمت ليالي بِـشكلها في إيدِي.
كُل مَ كان بيدخلّها في صابِعها أكتر كُل مَ سكينة باردة تغرز في قلبي أكتر وأكتر، من شَهر وأنا بتخيِّل المشهد ده.. بعيدُه وأكررُه كل يوم في دماغي عشان أكون إعتدت عليه ووقوعُه يبقى أخف وطأة على قلبي.. لكن ولا مرة .. ولا مرة تخيَّلت إنُه هيكُون صعب أوي كده، ولا مرة جه في بالي إن القلُوب وقت كسرها بتصدر صُوت غير لما سمعتُه دلوقتِ ..التخيُّل كان حاجة والواقِع حاجة تانية خالص.
وقفتِي دي غلط.. كان المفرُوض أنا اللِ مكانها يَـ آدم، إيدك اللِ مسكت إيدي مكنش ينفع تلمِس إيد بعد إيدي .. مكنش ينفع واللهِ.

لِحد مَ أحاول أنقذ نفسِي من بحر أفكاري ... ياسمين كانت بتدِّي باقي الشَبكة لِـ آدم عشان يلبِّسها لِـ أمل، وقبل مَ شِدة الأمواج تسحبنِي وأغرق.. كُنا وصلنا لِـ المرحلة الأخيرة والأقسىٰ والأسوأ على الإطلاق .
وجع إنُه يحُط دبلتُه في إيد واحدة غيري ده وجع، ووجع إن واحدة غيري تمسِك إيدُه وتحُط دِبلة بِـإسمها في إيدُه مُعلِنه قدام الكُل إنُه بتاعها ويخُصها والدِبله دي إشارة حمراء واضحة وصريحة تُحذِر من إقتراب أي أنثىٰ منُه لإنُه غير مُتاح غير ليها ..فَ ده وجع وألم ونار وعذاب مُختلف تمامًا.
بعد مَ مديتلها إيدي بِـالدِبله مُكرهه ومُجبرة وبعضي يذبل على كُلي، مِسكت إيد ياسمين وضغطت عليها من غير مَ حد يلاحِظ وأنا واقفه بتفرج عليهُم بِـحُزن الدُنيا كلُه وهيَّ بتحُط دِبلتها في إيدُه، دِمعة فلتِت منِّي داريتها بسرعة وأنا بتمنّالهُم الخير والسعادة والحياة الأبديَّه مع بعض."

"كُنت عامله حسابِي إني هاخُد تليفوني من على الترابيزة وأرُوح أنزوِّي في أي مكان بعيد عن أعيُن الناس، لكن أحلام عطلتنِي عن مُخططاتِي وهيَّ بتسألنِي.."
أحلام: ليه عملتِ كده؟
غزل: كان لازم أعمل كده علشاني.
أحلام: ده مش علاج .. أنتِ كده مش بتعالجِي نفسِك، أنتِ بتقسي عليها وتعذبيها أكتر، ماسكه في شوية إزاز مكسَّر وعمّاله تجرّحِي فيها، حبستِ دمُوعِك ودرايتِ عيُونِك وسايبه رُوحِك بتنزِف، كإن مكنش كفاية عليكِ قلبِك اللِ بيجهض أول حُب ليه فَ رُوحتِ تشُوفي إيه تاني مُمكن يوجع وتعمليه!
غزل: أنا رايحه أجيب مَيه.
"إستغليت فرصة إن المَيه اللِ على الترابيزة خِلصت ورُوحت لِـ البار الصُغير اللِ في القاعة وأنا أصلًا مش عطشانة، ولو عطشانة فَ مش عايزة أرُوح هِناك لإن الشخص اللِ واقِف فِيه مشالش عينُه عليا من أول مَ دخلت وده بِـشهادة كذا حد مش من وهم خيالي، ومع ذلك إضطريت أرُوح زي مَ قلت لِـ أحلام لإن غصب عني هتضطر أمُر عليه وأنا مُتجهه لِـ بلكُونة القاعة.
لما وصلت هناك لقيت نُوح، سألنِي.."
نوح: عايزة حاجة؟
"رَديت بِـتوتُر إلى حدٍ ما.."
غزل: آه، عايزة مَيه.
"فَ بص لِـ الولد اللِ واقف وقال لُه.."
نوح: إزازة مَيه لوسمحت.
"ومعرفش هوَّ خد بالُه من نظرات الولد ليّا اللِ أنا تجاهلتها ولا إيه عشان يبُصلي ويقول لي.."
نوح: طيب رُوحي وأنا هجيبهالِك.
غزل: بس أنا رايحه البلكونة اللِ هناك دي.
"وشاورت عليها وأنا بتكلِّم."
نوح: هجيلهالِك هِناك.
"كمِّل وسأل.."
نوح: عايزة حاجة تانية غير المَيه؟!
"هزيت راسي يمين وشمال بِـمعنى لأ، وقولتلُه.."
غزل: مَيه بس.
"ولإني فعلًا مكُنتش حابّه وقفتِي قدام الولد ده، سمعت كلامُه ومشيت.
بعد كام خطوة تليفوني وقع منِّي، جييتُه من على الأرض وأنا مِستغربه إزاي وقع؟ بصيت لِـ إيدي اللِ بتترعش بِـشكل أقوى من المُعتاد فَ فهمت، تنهدت بِـيأس وطِلعت تاني أجيب من شنطتِي دوا الأعصاب اللِ إفتكرت إني ماخدتهُوش بقالي كذا يُوم.

"أهرَب مِن قلبِـي أرُوح علىٰ فِيـن!"Where stories live. Discover now