"أهرَب مِن قلبِـي أرُوح علىٰ فِيـن!" البارت العشرون

43 4 0
                                    

غزل: تاخُد تصوَّرني ؟!
"إبتسم وأخد تليفوني يصوَّرنِي بيه، الأحسن إنُه يصورني ويسكُت لإنُه مش فاهم إن كلامُه ضِدُه وبيحرضنِي عليه!"
غزل: إيه! الفلتر ضاع؟
"سألتُه لما لقيتُه بيبُصلي بِـإستفهام بعد مَ لَف وِش التليفون ليّا، مردش عليا وأنا مكُنتش شايفة من بعيد بِـسبب الشمس، لما قربت شوية سمعت الـ ringtone بتاعة تليفُوني، وقتها توقعت أي حد إلّا اللِ كان بيرن !"
آدم: ده إيه؟
غزل: اا.. د .. ده دكتور نوح!
آدم: أه مَ أنا بعرف أقرىٰ.
غزل: أقرأ.
آدم: غزل !
غزل: هيَّ فين أمل ؟!
"لما إتعصّب أنا إتخضيت، فَ سألت عنها وبصيت حواليا، كانت بتتكلِم في التليفون وأول لما بصيتلها خلصِت المُكالمة وكانت جايه تجاهنا ..سُبحان اللّٰه واللهِ، وقتها هوَّ سِكت وإدانِي التليفون من غير مَ يتكلِم وغيّرنا الموضُوع."
… … … …
آدم: غزل.
"أحيه هو رجع بدري كده ليه؟ ده أنا قلت هستغِل فُرصة إنُه راح يوصَل أمل.. وأمل بيتها بعيد، فَ لحد مَ يجي هيكُون الوقت إتأخر ونِمت!
دخلت الشات بِـتردُد وقلتلُه.."
غزل: نعم؟
= إخرُجي البلكُونة.
"شهقت وحطيت إيدي على وشي، ينفع أسألُه ليه ولا هيشتمنِي؟"
- الجو برد.
= برد إيه، إحنا في الصِيف!
- الدُنيا حرّ.
"بعد 10 دقايق مِن المُماطله رُوحت أقف في البلكُونة مجبُورة ومرعُوبة وأنا بجهِز ردُود قوية في دماغي استعدادًا لِـ الخناقه اللِ هتحدث بعد دقائق."
- احم.. إزيّك؟
= ....
- مَ أنا هقول لَك.
"سند إيدُه على خدُه وقال لي.."
= آه.
- أصل هوَّ كان عايز .. ثانية كده! هو أنا بقول لَك إيه دلوقتِ؟
= إيه!
- لأ، أقصُد إن إنتَ مسألتش عشان أجاوب أصلًا!
= مَ إنتِ عارفة أنا هسأل لِك على إيه فَ بتجاوبِي لوحدِك.
- أنا؟ مَحصلش، أنا مش عارفة حاجة خالص.
"فَ سأل بِـ جديه تغلفها السُخريه.."
= خالص؟
- خالص.
= طيب أنا بقى اللِ عايز أعرف مُلخص علاقتِك بِـاللِ اسمُه نوح ده!
"رفعت عيني لِـفوق ومتكلِمتش، والحقيقة مش فاهمة ده دليل على إني بفكر في كذبه وكده ولا بتمنىٰ مُعجزة إلاهيَّه تنتشلنِي من المأزق اللِ أنا فِيه ولا بعمِل إيه!
لما سكُوتي طال سأل.."
= إيه اللِ يخليه يتصل بيكِ؟ ومعاه رقمِك ليه أصلًا !
- لإن مَ...
"قبل مَ أتكلِم تليفونُه رن، المُعجزة نزلت!"
- تليفونِك بيرن.
= سامعُه.
- طيب شوفُه.. يمكن حد مُهم!
= مش مُهم.
- هتسييُه يرن كده؟
= يتحرق.
"سكتت والتليفون هو كمان بطّل رن، جيت أتكلِم سمعتُه بيرن تاني."
- بيرن!
"زعق وقال.."
= غزل !
"إتوترت وقلت.."
- أيوه؟
= رُدي على اللِ سألتُه.
"بلعت ريقي وقلتلُه.."
- ماهو أخر مِرة وأنا بديلُه الكيكة لما كان جاي ياخُد أحلام قال لي...
"قاطعنِي وقال.."
= تدِيلُه إيه!
"رَديت بِـبراءة.."
- كيكة!
"راح سألنِي بِـهدُوء خوفنِي.."
= كيكة إيه يَـ حبيبتي؟
- الـ .. الكيكة اللِ أنا كُنت عملاها علشانُه.
= ماشاء اللّٰه! أنتِ كنتِ عامله لُه كيكة؟
- آه.
= ليه يَـ ماما؟
- هو قال لي إن الكيكة بتاعتي عجبتُه.
= قال لِك إمتى؟
- يوم خطُوبتَك!
= أه، وهوَّ كان آكلها فين عشان تعجبُه؟
- عند أحلام يَـ آدم!
= أيوه صح.. طبعًا.
- بس فَ وأنا بديهالُه بقى قال لي إن لو أنا أو ماما إحتاجنا حاجة منترددش نطلُبها منُه، وسجّل رقمُه على تليفوني ورنّ على نفسُه من عندِي عشان بين الوقت والتاني يبقى يطمِن عليا في حالة إني تعبت تاني.
= وإيه كمان؟
"إتكلمت بِـحُسن نيّه وحكيتلُه اللِ حصل بينا الأيام اللِ فاتت فَ هو طبعًا إتعصّب وفِضل يزعق وبتاع وأنا مكُنتش برُد عليه حِفاظًا على سلامتي يعني بدل مَ يحدفنِي بِـعلبة المشابِك اللِ جمبُه، لِحد مَ بقى أهدى نوعًا ما وسألنِي.."
= وأمك عارفة إنُه بيكلمِك وبترُدي عليه عادي؟
"في العادي كنت هسألُه: إيه أمك دي يَـ آدم! بس ولا حالتُه ولا الوضع يسمحُوا، فَ قلتلُه.."
- آه.
= عارفة ومعندهاش مُشكلة ولا بتعترض ولا بتمنعِك؟
"كان قصدُه يسأل ولا إعترضت ولا منعتِك تتلكمِي معاه زي مَ بقت بتعترض على كلامنا وتعامُلنا وعلاقتنا؟"
- لأ، أصل هتعترض ليه؟ هيَّ عارفة نوح مين وأختُه مين ومين أهلُه، وعارفة إنُه شخص مُحترم ومُؤدب.
= وعارفة إنُه متزفِت مُعجب بيكِ؟
"ضحكت وقلتلُه.."
- ده سبب قوي جدًا لِـموافقتها وقبُولها بِـكلامُه معايا.
= يعني إيه؟
- يعني ماما زيها زي أي أم عايزة تفرَح بيا وتشوفُوني عرُوسة.
= يعني إيه بردو ؟!
- يعني أنا أكيد مش هفضل قاعده جمبَك كده يَـ آدم!
= وده من إمتى ده؟
- من شوية.
= وإشمعنا دلوقتِ بِـالذات!
"رَفعت كتفي وأنا بقول.."
- عادي.. بس ياسمين إتخطبِت وشوية وهتتجوِّز، ومُؤمن إتجوِّز وأحلام هتجيب بيبي أهي، وإنتَ كمان ..إنتَ كمان خطبت وكلها كام شهر وتتجوِّزوا إن شاءاللّٰه يعني، فَ طبيعي إني لما أبقى لوحدي هزهق وهحتاج حد يشاركنِي حياتي ..كمان عشان أبطّل مشاكل مع ماما بِـسبب الموضُوع ده وأفرّحها.
= طَب ماهيَّ نفسها في كده من زمان وأنتِ اللِ مكُنتيش بتوافقِي.
"هو ساب كلامي كلُه وسأل سؤال عمّال بيلِف ويدُور حواليه، فَ تنهدت وقلت.."
- أصل هفضل برفُض لِحد إمتى؟ وأرفُض ليه أصلًا مادام شخص كويس ومُناسِب!
= ونوح بقى هوَّ الشخص المُناسِب ده ؟!
- مش شرط، أنا بتكلِم في العمُوم.
"فَ إتعصب تاني وقال.."
= ولما أنتِ بتتكلمِي في العمُوم بتتكلمِي معاه ليه؟
- عادي.
= لأ مش عادي، إيه اللِ يخليكِ تتكلمِي معاه؟ بِـصفتُه إيه يكلِمك وترُدي عليه!
- هو أخو أحلام و...
=أخو أحلام مش أخوكِ إنتِ.
- هو قال إنُه عايز يتقدم ليا وإنُه بيحبنِي وإنـ...
"قاطعنِي لِـ المرة الكام مش عارفة!"
= يعرفِك منين ولا يعرف إيه عنِك عشان يقول إنُه بيحبِك!
"رُوحت رديت بِـعصبية أنا كمان وقلت.."
- وإنتَ كنت تعرف أمل منين ولا تعرف إيه عنّها عشان تقول إنك بتحبّها وتخطُبها؟
= دي غير دي يَـ غزل!
- دي نفس دي يَـ آدم!
"سِكت، وسكتت أنا كمان، تليفونُه رن دخل يرُد عليه وأنا دخلت وقفلت البلكونه."
________________________
جميلة: قولتيلُه كده بجد !
"رَديت بِـملامح خاليه من أي تعبيرات.."
غزل: أيوه.
"إبتسمت بِـشدة وقالتلي.."
جميلة: براڤو، مش عارفة إزاي عرفتِ تقولي الكلام ده بِـثبات كده بس براڤو يَـ غزل!
غزل: أي كلام.
"إبتسامتها إختفت وسألت.."
جميلة: هو إيه ده؟
"تنهدت ورَديت.."
غزل: اللِ قولتُه.. اللِ قولتُه لِـ آدم ده كان أي كلام، أنا فعلًا معرفش إزاي طِلع منِي.. كلام كان نابِع من الإيجُو وكبرياء أنثىٰ حاولت تستعيد كرامتها بعد مَ حبيبها إختار بنت غيرها.
جميلة: يعني إيه، مفيش نوح وغزل؟
غزل: لأ في نُوح وفي غزل ..بس مش مع بعض، من غير مَ يجتمعُوا في جُملة واحدة يَـ جميلة.
جميلة: ليه؟ قوليلي ليه!
غزل: ....
جميلة: إيه العِيب اللِ عندُه يمنعِك تفكري فيه؟
غزل: العيب مش عندُه هوَّ يَـ جميلة ..العِله في قلبي أنا، قلبي اللِ مش عارف يشُوف راجِل تاني غيرُه.
جميلة: طَب وهوَّ؟
غزل: هو مين؟
جميلة: نُوح!
غزل: هوَّ إنسان كويس.. كويس جدًا كمان، بيهتم وبيقدِم من غير مَ يستنىٰ مُقابِل، بيحاول يتعرّف عليا ويفهمنِي .. بيحاول يخلينِي أحِبُه، هوَّ شخص لطيف، صادق في مشاعرُه، جُواه حِلو.. عشان كده يستاهِل واحدة أحسن منِي، واحدة ميكُونش قلبها ساكنُه غيرُه، واحدة تعرف تهتم وتسأل وتقدِملُه الحُب اللِ يليق بِيه.
"تنهدت بِـيأس وقالت.."
جميلة: والحَل؟
غزل: مفيش مُشكلة أصلًا عشان نحتاج نلاقيلها حل! عِلاقتي بِـنُوح عُمرها مَ هتتعدى حدُود الذُوق والمُجاملة والصداقة البريئة البعيدة، مش عارفة إنتِ واصل ليكِ اللِ في دماغي ولا لأ.. بس اللِ عايزة أقولُه إن اللِ يعرف نوح ويتعامِل معاه ميعرفش يكرهُه، ميقدرش يقول إن قربُه شَر أو أذى، بِـالعكس.. وجود نوح في حياة  أي حد حِلو وجميل، وأي بنت هيختارها هتكُون فخُورة بِـوجوده في حياتها وإختيارُه ليها.
جميلة: آااااه ياااني! ولما هو كل ده يبقى لأ ليه؟ هتجنن بِـسببِك واللهِ يَـ غزل!
غزل: طَب وإيه يعني، العاقلين إستفادُوا إيه مثلًا!
جميلة: بيتجوزوا واحد زي نُوح.
"ضحكت ومردتش، دقيقتين وسألتنِي.."
جميلة: وأخرتها يعني؟
غزل: مش عارفة يَـ جميلة واللهِ ..معرفش.
جميلة: خليكِ يَـ عيوني قاعدة ترفُضي في رجالة مفيهُومش غلطة عشان سي آدم ده.. حتى بعد مَ خطب.
غزل: جميلة، أنا لسه بموڤ أون على فكرة.
جميلة: أه مَ أنا واخده بالي، بس يارب لما يجي يتجوِّز متقعديش 5 سنين بتمُوڤي أون من صدمة جوازُه بردو وتنسي نفسِك والعُمر يعدِي والسنين تجري قبل مَ تفرحِي بِـنفسِك وتلاقي حد تتونسِي بيه بدل الذكريات.
"كلامها على قد مَ في شيء من السُخريه، على قد مَ حرّك حاجة جُوايا."
غزل: عارفة ليه أنا مكُنتش بفتح مع آدم حوار الجواز ده ونادرًا لما بنتناقِش فيه أو نلمَّح عنُه؟
جميلة: ليه؟
غزل: لِـسبب بسيط، هو نفس السبب الرئيسي في المشاكِل بين آدم وأمل في الآونه الأخيرة، آدم عندُه Fear of commitment .. بس قبل مَ تستغربي أنا مقصُدش التشخيص المُتعارف عليه اللِ هو الخوف من الإلتزام وتحمُل المسؤوليه والهرُوب من الأعباء والمشاكل والجو ده.
جميلة: هو المُصطلح ده ليه معنى تاني؟
غزل: مفيش حاجة ليها وجه واحد بس، اللِ أقصدُه هِنا إن آدم عندُه مُشكلة مع القيود، مبيعرفش يبقى مُقيّد في علاقة سواء علاقة عمل أو حُب أو صداقة أو أي نُوع من أنواع العلاقات، طول الوقت بيدوَّر على الحُريه وبيسعى لِـتجاوز الحدُود، لو حس لِـ لحظة إن حريتُه مُقيدة بِـ رُوحت فين وجيت منين وعملت إيه ..بيزهق ويبطّل يبقى مرتاح ويحاول يتخلص من القيود دي بِـأي طريقة حتى لو هينهي العلاقة كلها، وهو ده الهرُوب اللِ كنت أقصدُه.
جميلة: عايزة تفهمينِي إنك مكُنتيش بتسأليه أسئلة من النُوع ده يَـ غزل؟
غزل: لأ طبعًا ! هو في بنت مبتسألش الأسئلة دي؟
جميلة: يمكِن الموضوع ليه علاقة أكتر بِـالحُب مش بِـالبنات، حُبي لِـشخص هيخلق جُوايا رغبة مُلحة في الإطمئنان عليه ومُتابعة يومُه وأخبارُه والإهتمام بِيه.
"إبتسمت وقلتلها.."
غزل: إيه ده إيه ده! ده شكل الجيش أثمر ثِماره.
جميلة: إسكُتِ بقى متفكرينيش بدل مَ أعيّط دلوقتِ وأفرّج الناس علينا.
غزل: لأ وعلى إيه، هيبقى أنا وانتِ!
"وكمِلت وأنا بقول لها.."
غزل: هانِت يَـ لُوزة.
جميلة: 9 شهور و13 يوم و11 ساعة، ده أنا لو حامِل كُنت وِلدت يَـ غزل !
غزل: يَـ ميلا معلش، يعني أنتِ إستنيتِ كُل السنين دي وجايه على الـ 9 شهور و14 يوم وتتكلمِي!
جميلة: 13 يوم و11 ساعة لوسمحتِ!
"ضحكت وقلت.."
غزل: شوية وهتحسبيهُم بِـالدقايق! ده ربنا يكُون في عونُه واللهِ.
"طبعًا إنتُوا مش فاهمين حاجة! وأنا ميرضينيش بعد كُل الأجزاء اللِ فاتت والعِشره اللِ بينا دي أسييكُوا مش فاهمين.
اللِ بنتكلم عليه ده ابن عمّ جميلة اللِ بيقضي فترة خدمتُه في الجيش، بيحبُوا بعض من سنين بس من بعيد لِـبعيد كده لكن العيله كُلها عارفة وعاملين نفسهُم مش واخدين بالهُم ولا فاهمين، واليوم اللِ إتخرّج فِيه هو نفس اليُوم اللِ في نهايتُه كان قاعد في بيت جميلة بيطلُب إيدها من باباها، وقتها مثلُوا إنهُم مصدُومين ومتفاجئين وإيه ده بجد إنتَ بتحِب جميلة ! ده إيه الطلب الغير مُتوقع ده؟
وفِضلُوا مطلعين عينهُم شوية يعني لِحد مَ وافقوا الحمدللّٰه وإتفقوا إن الخطُوبة أو كتب الكِتاب - أيهُما أقرب - لما يخلص الجيش ويرجع، والفرح كمان سنة لِحد مَ جميلة تكُون خلصت جامعة هيَّ كمان، فَ مِن وقتها وهيَّ في حُكم الإعدام.. قصدي في حُكم المخطُوبة زي مَ بيقولُوا يعني، بس."
جميلة: لأ هو ربنا يكُون في عونُه بجد بس بعد مَ يرجع، لإني مش عارفة أنكِد عليه لما بينزل أجازة.. بيصعب عليا واللهِ.
غزل: تقريبًا يَـ جميلة حتى لو حبيتِ تنكدي عليه مش هيفرق معاه، لإن مهما كان اللِ هتعمليه مش هيبقى زي اللِ بيشوفُه هِناك.
جميلة: آه الدُنيا هناك صعبه أوي بجد، بس أحسن أهو تعليم وتهذيب وإصلاح.. أصلهُم يستاهلُوا كل خير بردو.
"كام ثانية وكمِلت.."
جميلة: إلَّا هوَّ يعني.
"ضحِكت فَ ضحكت هي كمان على نفسها وكلامها."
غزل: انا بستغرب إحنا إزاي بنتغيّر كده وبتختلف كل أفكارنا ومبادئنا وكلامنا لِـمُجرد إننا حبّينا ؟!
جميلة: أنا كمان كُنت بستغرب، لِحد مَ وقعت وحبيت ..وقتها فهمت إنها حاجة ملهاش تفسير ولا منطق ولا قاعدة زيها زي الحُب بِـالظبط.
غزل: صح.
جميلة: المُهم.. أنتِ ودتينِي وجبتينِي ودخلتينِي في شوارع وطُرق فرعية، ومجاوبتيش على السؤال اللِ وصلنا لِـهنا أصلًا!
غزل: ده أنا نسيت هو كان إيه! أنا كنت بقول إيه؟
جميلة: كنتِ بتقولي إن المشاكل اللِ بتحصل بينهُم بِـسبب إن أمل بتسأل آدم، وكعادتِك كنتِ بتدافعي عنُه وتبرري لُه وتقولي إنُه مبيحبش الأسئلة ومبيحبش يحس إنُه مقيد، فَ أنا سألت حضرتك هل حضرتِك مكُنتيش بتسأليه؟
غزل: أذكُر إني جاوبت عليكِ يَـ فندم وقِلت لِـسيادتك لأ كنت بسأل!
جميلة: أومال فين الإختلاف؟
غزل: الفرق إن دي أنا مش أمل، الفرق إن أنا عارفة إيه الطريقة والصيغة المُناسبة لِـسؤالُه، عارفة إمتى أسأل وإزاي، وعارفة كمان إزاي أخلِّيه هوَّ اللِ يجي لوحدُه يحكيلي بِـنفسُه من قبل مَ أسأل!
جميلة: بيحتاج خِبرة ودراسة الكلام ده؟
غزل: بيحتاج ذكاء.
جميلة: وأمل مش ذكية كفاية؟
غزل: أمل مش عارفة آدم كفاية، الفكرة كلها يَـ جميلة إني حافظه آدم وعارفاه وفهماه، فاهمة دماغُه وطريقة تفكيرُه فَ بقدر أوصلُه وأوصَّلُه اللِ عايزة أقولُه.
جميلة: قصدِك تقولي إن عشان كده مكنش بيحصل مشاكل من النوع ده بينكُوا.
غزل: بِـالظبط، لكن اللِ آدم مش فاهمُه إن المشاكل دي بقى طبيعي جدًا تحصل بينُه وبين أمل، وإن معرفتها بِـ آدم مهما تعدت مش هتوصل لِـمعرفتِي بِيه.
جميلة: مش قادرة أحدِد وجُود مين اللِ في الصُورة غلط، أمل اللِ دخلت على حياتكُوا وشقلِبت الموازيين، ولا وجودِك يَـ غزل اللِ بيجبر آدم يقارن بينِك وبينها ولو بدُون قصد!
غزل: أنا كمان مش عارفة.. حاسه إن وجُودي هو المُشكلة، مع إني طول الوقت كنت بقول لُه إوعى تقارن عِلاقة بِـعلاقة.. ولا معرفة كام شهر بِـعشرة سنين، قولتلُه إنها مُقارنة خسرانة ومش موزُونه!
جميلة: المُقارنة بتصدر عن العقل اللاواعي! مبناخُدش بالنا إننا بنقارن أصلًا غير بعدين أو لما حد ينبِهنا.
غزل: دي المُشكلة، والمُشكلة أكبر إني مش عارفة أبعِد ولا هوَّ حتى سامحلِي أبعِد!
"قلت كده وتنهدت وأنا ببُص على التليفون، شهقت لما شُفت الساعة وقلتها بسرعة.."
غزل: جميلة! شايفة الساعة كام؟
جميلة: إيه ده! محسِتش بِـالوقت خالص.
غزل: ولا أنا، ماما هتقتلنِي.. قلتلها مش هتأخر معاكِ بعد الكورس، والكورس خلصان من 3 ساعات!
جميلة: الوقت معاكِ بيعدِي بسرعة يَـ غزل.
غزل: بيعدي بسرعة والكلام مبيخلصش يَـ جميلة وعُمري مَ بزهق.
"وإحنا خارجين من الكافيه قبل مَ تفترق طُرقنا، سألتنِي.."
جميلة: لسَّه مكلمكيش؟
غزل: هوَّ مين!
جميلة: اللِ بتبُصي على التليفون عشانُه 4 مرات في الدقيقة، تتأكدِي إتصل بيكِ ولا لأ.
"إبتسمت بِـحُزن ورَديت.."
غزل: مش متعوِّده يَـ جميلة، لما كان بيعرف إني نازله كان بيتابعنِي طُول اليُوم، بعد مَ أنزل ووأنا في الطريق وقبل مَ أوصل ولما أرجع.. لِحد مَ يطمِن إني دخلت البيت، مش متعودة إننا منتكلِمش كل الأيام دي ولا أهتم وأطمِن ولا يسأل وياخُد بالُه.
جميلة: الفكرة إني بجد مش لاقيه مُسمى مُناسِب لِـسبب خناقتكُوا من الأول اللِ أدى لِـ قطع الوصل ده دلوقتِ، اللِ هو ليه؟ غيران عليكِ مثلًا!
غزل: مظُنش.
جميلة: أنتِ مش قلتِ إنك بتفهميه وعارفاه؟
غزل: بفهمُه أه، بس مبقتش عارفة أفهم مشاعرُه تجاهي ..من بعد مَ حسيت إني كنت عايشه في وهم وإني كنت غلط في تحليلي وإستنتاجاتِي وأنا كُل حاجة عندي بقت مُشوشه وفاقدة الثقة فيها.
جميلة: دي الـ mixed signals دي طلعت حاجة بشعة حقيقي.
غزل: الـ mixed signals دي كارثة، من أكتر الحاجات المُؤذية في الدُنيا واللهِ.
_______________________
غزل: عمو أمييين، إزيك!
"دخلت السوبر ماركت وقلتلُه كده بِـطريقة مَرحه."
أمين: أهلًا بِـسِت البنات.
"إبتسمت وأنا بقول.."
غزل: محدش بيقول لي سِت البنات دي غيرك يَـ عمو أمين.
أمين: معندهُومش نظر، ده أنا لو كان عندي بنت كنت هسميها على اسمِك عشان أعرف أحِبها وأشُوفها حِلوة زيِّك كده.
"رسمت على وشي تعابير غضب طفُولية وقولتلُه.."
غزل: قصدك تقول إن أنا مش زي بنتَك يعني ولا إيه؟
"ضحك وقال.."
أمين: وأنا أقدر أقول كده بردو! ده ياريت واللهِ.
غزل: شكلَك كده بيقول إن حد مِن الرجالة بتوعَك عامل حاجة ضايقتِك.. ولا إيه؟
أمين: مش عارف أنا كنت مِستعجل على خِلفة الولاد كده ليه! مصدقتهُومش لما قالُوا البنات حِلوين إدعي ربنا يرزقك بِـبنت، ياريتني كنت دعيت بِـبنت زي مَ دعيت بِـالولاد.
غزل: ليه، هُما البنات طلعُوا حِلوين فعلًا؟
أمين: حلوين بس! البنات بيخلُوا الحياة كُلها حِلوة يَـ بنتي.. هُما اللِ بيدُولها طعم ولُون، كُل بنت جُواها أم بِـالفِطرة من وهيَّ لسه طِفلة ..البنات حنيتهُم بتكفِي وتوَفي، كفاية الإبتسامة والحُضن والطبطبه منهُم، البيت اللِ فِيه بنت بيبقى كلُه بهجه؛ دافِي ومُريح وريحُه طيبة على القلب زي الورد، غيابهُم بيسبب جفا وقسىٰ ويخلِّي الحياة ماسخة متتحبِّش.
غزل: قصدِك تقول إن البنات ورد؟
أمين: ووَرد جُوري كمان.
غزل: طَب والولاد!
أمين: صبار.
"ضحكت وبعدين قولتلُه.."
غزل: طَب مَ الصبّار مُفيد بردو يَـ عمو أمين!
أمين: مُفيد بس عنيف، متعرفيش تاخدي منفعه منُه من غير مَ تتإذي، على عكس الوردة اللِ بتشُوفيها وتلمسيها وتشمِيها وتتصوري جمبها كمان من غير مَ تإذيكِ.
غزل: بس هو مش الورد فيه شُوك زي الصبار!
أمين: وهو شوك الورد زي شُوك الصبّار بردو!
"قبل مَ أقولُه إن عندُه حق.. جه شخص يحاسِب على حاجات إشتراها، فَ رُوحت أنا كمان أجيب اللِ كنت داخله علشانه، وقفت قدام مشرُوبي المُفضل وقبل مَ أمد إيدي وأخدُه تليفوني وقع منِي على الأرض.
بعد مَ جيبتُه مسكتُه كويس بِـإيدي وأنا بتفحصُه وبتعرّف على الخدُوش اللِ حلِّت بِيه من أثر الوَقعه والإيد التانية بجيب بيها ميكس الشوكولاته، حسيت بِـملمس غريب.. إتخضيت فَ بصيت لِـ إيدي اللِ ماسكه بيها ميكس الشوكولاته ..بس هو في العادة بيبقى ساقِع! أومال ده يبـ..."
غزل: آدم!
"معرفش إمتى وقف جمبي وإزاي ماخدتش بالي منُه ولا حسيت بِـإيدُه اللِ حطيت إيدي فوقيها بدل ميكس الشوكولاته."
آدم: خُديه.
"نسيت إننا مبنتكلمش وكنت هبتسملُه وأكلِمُه لولا إنُه قال كده بِـطريقة باردة وهوَّ بيدينِي الميكس بعد مَ شِلت إيدي من على إيدُه.. فَ إفتكرت."
غزل: احم.. لأ خلاص إنتَ أخدتُه الأول.
آدم: لأ أنتِ كنتِ واقفه الأول.
غزل: بس إنتَ اللِ سبقتنِي وأخدتُه قبلي.
آدم: وأنتِ اللِ جيتِ قبلي.
غزل: مش مُهم عادي.. خدُه إنتَ.
آدم: لأ مينفعش خُديه.
غزل: لأ مش هينفع ده بقى بتاعَك.
آدم: وأنا اللِ بقول لِك خُديه.
غزل: خلاص مبقتش عايزة.
آدم: لأ أنتِ بتحبِّيه وكنتِ جايه تاخدِيه.
غزل: وإنتَ كمان بتحبُه وجيت تاخدُه فَ مينفعش أخدُه منَك.
آدم: لأ خُديه ينفع، أنتِ بتحبِيه أكتر منِي.
غزل: لأ بردو حتى لو ده مـ...
"قطع كلامي صوت ولد واقف جمبنا طولُه 50 سَم وهوَّ بيقول.."
- على فكرة لو بتاخدُوا بالكُوا هتشوفُوا إن التلاجه قدامكُوا فيها رَفين لِـميكس الشوكولاته بس، يعني لو أنتِ أخدتيه أو هو اللِ أخدُه هيفضل فِيه غيرُه مُمكن تاخدُوه بردو، مش أخر ميكس شوكولاته في العالم !
"ومشي وسابنا وهوَّ بيتأفف مِننا!
غصب عني ضِحكت على طريقتُه وعلى الموقف وعلى إن فعلًا التلاجه مليانة ميكس شوكولاته بس إحنا اللِ بنتلكِك عشان نتكلِم.

"أهرَب مِن قلبِـي أرُوح علىٰ فِيـن!"Место, где живут истории. Откройте их для себя