المحاولة الثـانية والعشريـن

5.2K 235 71
                                    

بقلم بوفارديا
اتمنى لكم قراءة ممتعة.

صلوا على رسول الله ♥️

* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *

لمس وجنتها المحمرة حيثُ حفرت الدموع خديها الناعمين، وجعلت من ملمسهما الطري، شيء من الخشونة، لا تزال اثار الكحل عليه.
:- جماني.

اغمض عينيه، ووضع قبلة على وجنتها وهو يردد.
:- أنا آسف، انني في بالغ الأسف.

لم يغمض جفنيه طوال الليل، المكالمات لم تنته ابدًا وهو يجوب في الغرفة ويتحدث مع شيخ القبيلة، ومع اخيه رضوان الذي بقي في المستشفى يراقب حالة كل من خلدون وجساس.

لقد وقع بينهما قتال عنيف، كل الجال الذين كانوا حاضرين للزفاف لم يستطيعوا أن يفرقوا بينهما، إذ أن جساس يريد معتزمًا أن يطيح بخلدون، فهو اخ مصطفى الذي قتل غسّان، لقد جن جنونه.

وكلاهما اطلق النار على الآخر، فحين عاد جبار وجد الرجال ملتمون حول جساس وخلدون، ونقلوهما إلى المستشفى على الفور، وأخبرهم شيخ القبيلة أن يرسلوا خبر لبني صخر عن آثار المشكلة التي حدثت.

* * *
طلع الصباح، وحين فتحت جمان عينيها لم يكن هناك أحد في الغرفة، كانت خالية، فعرفت أنه لم يأتي إليها أبدًا، إذًا قرر التخلي عنها في ليلة الزفاف، وراح هو وقبيلته وآذوا ابناء عمومتها وربما قتلوا خلدون وعثمان، وهي كالبلهاء ما تزال جليسة دارهم.

خلعت فستان الزفاف في وسط الغرفة، وذهبت للحمام وتركت الماء الساخن يمحو أي أثر قد كان يثبت انها عروس، فلا شيء آخر كان يستحق هذا، إنها مدعاة للسخرية.

إرتدت ثوب واسع، ووضعت وشاح فوق رأسها، فقد علمت أنهم قرروا فتح الباب، ذهبت للأسفل تنظر للأجواء، لقد تم تنظيف المكان بالكامل، المنزل يفوح برائحة النظافة والبخور، ومن أحد الأماكن كان يصدر صوت القرآن لسورة الكهف بصوت احمد العجمي، هل كان اليوم هو الجمعة!!، لم تعد تعرف الأيام.

اطلت من باب المطبخ، كانت خديجة واقفة كعادتها تعد الطعام، قالت جمان.
:- صباح الخير.

استبشر وجه خديجة وارتسمت ضحكة على وجهها الأسمر الفاتن وهي ترد.
:- أهلا بعروستنا، كيف انتِ اليوم؟.

:- الحمدلله، لقد كنتُ اتسائل، أين جبّار؟.

بدى على وجه خديجة الارتباك، وعادت تعد الأكل وهي تجيب دون النظر في عيون جمان المتسائلة.
:- عندما استيقظنا للفجر خرج مع ابي ورضوان ولم يعد معهما عندما عادا من المسجد.

:- هل تحتاجين مساعدة؟.

:- لا، يمكنك ان تجلسي، سأضع لكِ الفطور.

استنكرت جمان وهي تشمر عن ساعديها وتقترب من حوض الغسيل الذي فيه بعض الاواني المتسخة.
:- لا طبعًا، دعينا نتساعد من الآن وصاعدًا، يعني صحيح لا أعرف بالأعمال المنزلية، لكن يمكنني المساعدة.

محاولات لقتل إمرأة لا تُقتلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن