المحاولة الحادية عشـر

43.7K 1.5K 191
                                    

بقلم بوفارديا_66
أتمنى لكم قراءة ممتعة

* * * * * * * * * * * * * * * * * * *

بعد الولادة المبكرة التي خضعت لها حفصة، كانوا متخوفين على الطفلة الصغيرة حديثة الولادة، فقد تمّ وصعها في قفص زجاجي بداخل حضانة الأطفال في المستشفى لحين اكتمال نموّها، أمّا حفصة، فبعد ولادتها بثلاثة أيام عادت إلى المنزل.

الأجواء في القرية بدأت تصبح خطرة، والنزاعات القبائلية أصبحت جحيمًا لكلا الطرفين، كان الجميع متخوفًا من اشتعال نار لن تنطفئ، فموت ابن جساس اشعل في قبيلة بني خالد النار، وجعلهم يوقدون نار الحرب بداخل قبيلتهم ويتوعدون برد الثأر.

أمّا ابن هشام فقد تخطّى مرحلة الخطر، وبدأت حالته الصحية تتحسن، ومصطفى ابن عمّ معاوية مرّت اصابته على خير، ولم يخسر بتلك المشاجرة إلّا غسان، ابن جساس، الذي مات وترك عائلته خلفه بلوعة وحسرة لن تهدأ مدى الحياة.

:- هل ستذهبين معنا اليوم لنبارك لزوجة جواد بالطفلة؟.

سألت سوار أختها وهما يعودان من الحقل، سوار تمشي وتقود بارق، أمّا جمان فكانت على ظهر الفرس، لكنها تتجاهل عمدًا النظر لسوار التي وجهت لها السؤال، قالت.
:- طبعًا، لما لا أذهب!.

:- سألت سؤالًا فقط.

عادوا إلى المنزل، ذهبت سوار لغرفتها لتستحم، وجمان وقفت عند خيلها، تمسح على رأسه وتنظر إليه، بينما يمرغ وجهه في عنقها، فتبتسم قائلة بحسرة.
:- أنت الوحيد الذي أحببته، ورد لي هذا الحب أضعافًا، لم يحبني أحد بهذا الصدق كما أحببتني.

قبّلت وجهه واحتضنت عنقه الطويل، وكأنها تشكي له عن حالها، عن وجع القلب الذي سكن قلبها، ذهب جواد، لكنه ترك في قلبها جرح عميق لن يبرأ مهما مرّ عليه من الزمن.

* * * * * * * * * *

كان جبّار واقف، يضع يديه خلف ظهره يشبكهم بينما ينظر إلى العمّال وهم يحمّلون بضائع القمح والشعير من موسم الحصاد، ملامحه متصلبة وقاسية لا تلين، كان لجبّار هالة من القوّة تجعل الرجال يترددون حتّى في الحديث معه.

بينما تلك المرأة ابنة جبران، قذفته بكلامها، لقد عايرته بأخته، لم تهتز نظرتها حتّى!، بل وقفت أمامه ونعتته بتلك الأوصاف.

:- لقد انتهينا من التحميل، سوف ننقلهم إلى مخزن القرية، هل ستأتي للمخزن يا جبار؟.

نظر إليه جبّار.
:- لا، عندما تنتهون من وضع البضاعة كلها في المخزن، سلّموا مفتاحه لـ عمر.

خرج جبّار من المكان، وعاد إلى المنزل بعدما أنهى جميع أعماله، رغم كرهه الشديد للمنزل، لكن تعيده المسؤولية إلى هناك، يعيده قلقه على العائلة وحمائيته الشديدة اتجاهها.

عندما أوقف سيارته أمام المنزل، دخل بملابس العمل، حتّى وجهه كان مغبّر وملابسه، فكان يريد فقط أن يدخل لغرفته، على ضوء شعلة من الكاز كانت تجلس اخته خديجة ومعها رقيّة في ساحة المنزل الداخلية.

محاولات لقتل إمرأة لا تُقتلWhere stories live. Discover now