المحاولة الثانية عشر

43K 1.5K 350
                                    

بقلم بوفارديا_66
أتمنى لكم قراءة ممتعة

* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *

قبل يوم.

كان عثمان في سريره متمدد عليه وهو ما يزال في كامل ملابسه، عينيه تنظر إلى سقف الغرفة المظلم، وانعكاس اضواء الشارع من خلال النافذة، وتلقي بظلالها على السقف، ما يزال وجه جمان أمامه.

:- جمان.

خرج صوته كعذاب خالص وهو يهمسه في وسط هدوء المطبخ، وأنفاس الطفلة الصغيرة المضطربة وهي تتشبث بقميصه ووجهها بين كتفه وعنقه، التفتت إليه جمان، بفستانها الأخضر الذي ينسدل بنعومة ويغطي كامل جسدها، وخصلة غفلت عنها ظهرت من خلال وشاحها الأسود، كسواد عينيها اللامعتين مثل النجوم.

:- وأمر ما ألقاه من ألم الهوى، قرب الحبيب وما إليه وصول، كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ، والماء فوق ظهورها محمولُ.

بهتت ملامحها وهي تنظر إليه بينما يقول ذلك البيت وينظر إليها، ولم يحتاج الأمر لذكاء لتعرف، بل كانت غبية، كم كانت غبية!، ألم تعرف من نظراته!، ألم تلحظ كل مرة التقت عينيها بعينيه عن طريق الخطأ، كيف كان يرتبك ويتصرف بطريقة خرقاء، فكانت تظنه أخرق، واتضح أنها هي الخرقاء.

:- ماذا تقصد؟.

تمتمت وهي تقبض على رضاعة الحليب التي أعدتها للصغيرة، لم يزيح عينيه ككل مرّة، لم يرتبك كما يحدث عادة حين يلتقون صدفة، بل نظر إليها بعيون سوداء واسعة ولها نظرة حادة وعميقة اخذتها على حين غرّة قبل أن يجيبها بصوت عميق ثابت النبرة.
:- أنتِ مقصدي ومبتغاي.

هزّت رأسها بغير تصديق، لا تصدق أن هذا عثمان الذي أكمل وعينيه لا تتركها.
:- حبًا شريفًا طاهرًا ما كان بقلبي، وأرجو من الله أن لا يخيّب أملي في الأمنية الوحيدة التي طلبتُها بإلحاح في كل ليلة قدر مرّت علي.

قالت بتلعثم ولم تزول الصدمة عنها بعد.
:- اليوم هو يوم زواجك، ما الذي تهذي به يا عثمان!!.

:- إنه صوري، اتفقت مع حفصة أن ننهيه بعد عدّة شهور، ونضع الجميع تحت الأمر الواقعي.

سقطت الرضاعة منها عندما تمتم بعيون محمرة.
:- أحبكِ، جمان.

وعادت بخطوات متعثرة للوراء وهي مصدومة، وسرعان ما فرت هاربة من المطبخ كما لو أن وحش يطاردها.

* * * * * * * * *

كان جالس في صالة الجلوس، يمسك كأس الخمر ويشرب منه بلا توقف، وفي قبضته وشاحها، إنها شيخة النساء، صراخها ما يزال يتردد في أذنيه، حينما أمسكها الخشاب وهم في السيّارة، كبّل حركتها وغرزها بحقنة المخدر، ثمّ تركها مخدرة في المقعد الخلفي للسيارة وراح يحدّث عياش الذي يقود السيّارة ويديه قبضتين حول المقود.

محاولات لقتل إمرأة لا تُقتلWhere stories live. Discover now