المحاولـة الثانيـــة والثلاثـيـن

4.9K 316 173
                                    

بقلم بوفارديا
أتمنى لكم قراءة ممتعة.

رح يصير شوي سكب تجنّبًا لعدم تمطيط الأحداث، نعملها مثل السيّارة عند الإشارات، مرّة تبطئ مرّة تسرع، تمام؟ ❤️

* * * * * * * * * * * * * * * * * * *

حين فتحت جمان عينيها، لم تستوعب المكان للحظة، إلّا حين انتبهت ليدها التي تمّ تعليق المغذّي عليها، كانت في المستشفى!!، آخر ما تذكره، جبّار!.

حاولت التجلس جيدًا، فشعرت بالألم، رغم أنها تشعر بتخدّر في أطرافها لكن الألم هو ما أيقظها، لم تعرف ما الذي حصل لها، لماذا هي في المستشفى، كان لا يزال عقلها مشوش ولم تجمّع الأحداث بعقلها إذ منعها الألم من التفكير.

انزلت قدميها عن السرير، واستغربت أنها ترتدي ملابس المستشفى وعارية القدمين!، استقامت ونزعت المغذي من يدها، ثمّ بدأت تبحث عن ملابسها في الغرفة.

فُتح الباب، بينما جمان تخرج الملابس من الخزانة الحديدية في زاوية الغرفة.
:- ما الذي تفعلينه؟!، لماذا خرجتِ من السرير!!؟.

نظرت جمان للطبيبة التي وقفت عند الباب، ترتدي بالطو أبيض وتضع سمّاعات حول رقبتها، وتربط شعرها المجعد.

:- أين عائلتي؟!، ما الذي حصل معي؟.

جائت إليها وأمسكت يدها بينما بيدها الأخرى تسحب الملابس، وتقودها نحو السرير قائلة.
:- غير مسموح أن تخرجي من السرير، لن يتم تخريجكِ حتّى الغد، استريحي في السرير.

:- أين أهلي؟.

أجابت الطبيبة وهي تعيد وضع المغذي في يد جمان وتتأكد أنه يدخل بشكل سليم في عروقها.
:- والدتكِ وأختكِ في الغرفة الأخرى، لقد ذهبوا قبل قليل من هنا.

عادت تسأل.
:- ما الذي حصل معي؟.

:- تعرضتي لتسمم ومات الجنين ببطنك، كان يجب أن نخرجه من داخلكِ على الفور وإلا تسبب ذلك بأذية جسدكِ.

توقفت جمان تنظر نحو الطبيبة بعيون متسعة، لا تستوعب الكلمات، ودون وعي ذهبت يدها نحو بطنها تضع يدها، تحاول أن تستشعر نبض طفلها.

شهقت تضع يدها على فمها وكأن استيعابها يعمل ببطء، عادت تنظر لبطنها وتتلمسه، هل ذهب!، الطفل المستحيل ذهب!، ابن جبّار الذي أرادته أكثر من أي شيء في هذهِ الدنيا قد غادر جسدها أشلاء!!.

لم تكن تشعر أنها كانت تبكي، فقط دموعها تسيل، ما تزال تعيش في صدمة الخبر.

انسحبت الطبيبة من الغرفة، رفعت الهاتف واتصلت عليه.
:- خرجت من غرفة زوجتك للتو.

:- هل استيقظت؟، هل هي بخير؟.

:- عندما أخبرتها عن الطفل إنهارت بالبكاء.

:- إبقي أمام غرفتها، دقيقتين وأكون هناك.

وأغلق الخط قبل أن تتحدث، لديها جدول مزدحم بالمرضى، لكنّها لم تستطع أن تبرح المكان، وبقيت قريبة من الغرفة، وبالفعل لم تمر دقائق حتّى وجدته يقبل من بداية الردهة مقتربًا، قالت بأسف وقد استعطفها رؤية حالة جمان.
:- إنهارت بالبكاء عندما علمت بالخبر ، إذا أردتَ الدخول يجب أن تراعي حالتها، وأيضََا لا تتأخر، هناك جولة تفقدية للمرضى بعد قليل، لن يسمحوا ببقائك معها.

محاولات لقتل إمرأة لا تُقتلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن