المحاولـة الثــامنة والعشــرين

4.1K 254 155
                                    

بقلم بوفارديا_66
أتمنى لكم قراءة ممتعة

* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *

وقفت سوار عند الباب، نظر إليها عيّاش بدهشة، لقد أغلق أبواب السيارة، كان متأكدًا من ذلك، كيف استطاعت الخروج!!.

وإجابة على تساؤله الذي لم ينطقه، رأى سلاح، تمسكه بإحدى يديها، كانت عينيها على فادي، عيونها الخضراء مشتعلة بنيران الإنتقام، عازمة وبشدّة أن تأخذ ثأرها.

امسك الأوراق وعاد يغلقهم مرّة أخرى، سيقرأهم في وقت لاحق، حين يكون وحده، لم يكن الوقت مناسب أن يقرأ أوراق ثبوته وسط المعارك الطاحنة.

سألت فادي وهي تتقدم نحوه.
:- لماذا قتلت أبي؟.

لم يجيب، فعادت تقول ووجهها جامد لا تظهر أي تعابير حزن او الم، فرح او سعادة، ولا حتّى غضب، كأنه صقيع قد اخذها وجمدها.
:- ماذا فعل لك أبي؟، لماذا تكرهون الشيخ جبران؟.

ابتسم رغم الألم، كان يتصبب عرقًا، الدماء اغرقته من معصمه، وبيده الأخرى يضغط مكان الجرح يمنع تدفق الدماء.

:- السبب أنه تزوج ماريّا، لقد تزوج بوالدتكِ.

عقدت حاجبيها.
:- وما شأنك؟.

:- كنتُ أحبها.

حل الصمت عليها ثقيلًا، لم تتكلم بعد كلماته، بينما أكمل هو يتحدث لكن بصعوبة من الألم.
:- عندما عرفت ماريّا أنني كنتُ مشاركًا بقتل الشيخ جبران، جائت للقرية وقتلت عشرة رجال، من بينهم أخي وابن اخي، وعمي.

هزت رأسها غير مستوعبة، فأردت ليزيد من صدماتها.
:- إن الموت متوارث، والثأر لا يموت بين القبيلتين، نحنُ موتى، كلنا نحفر قبورنا قبل أن نحفر قبور أعداءنا، لأننا نعلم أن الثأر قريب، وإن طال سيأتي لا محال.

:- جاءك الموت من ابنة القتيل، غير متوقع!.

لم تتركه يتحدث، لم تحتمل أن يتنفس أكثر من ذلك، لم يكن من حقه أن يعيش لوقت أكثر، وجهت المسدس نحو وجهه، وضغطت الزناد، وبدأت تطلق عليه، واحدة، اثنتين، ثلاثة، خمسة، سبعة، عشرة، وبدأت تضغط مرة أخرى لكن انتهت الرصاصات، وبقهر وألم تضغط وتقول.
:- هيّا هيّا أطلق أطلق أرجوك، أريد أكثر.

وقف عياش، وعند الباب وقفت ميسون تنظر لوالدها وفقط عيونها المغرورقة بالدموع تظهر أنها كانت تشعر، أن قلبها كان يتألم.

وجلست سوار على الأرض تنظر لفادي الغارق بدماءه وفقط دموعها تسيل، مات أبيها، وقاتل أبيها، اخذت ثأر إبيها، لكن نيران الإنتقام ما تزال تتأجأج داخل صدرها ولم تنطفئ، نار تلظى داخل صدرها.

صوت صفارات الشرطة جعلتهم جميعًا ينظرون نحو الباب، ولم يستطع عيّاش أن يتحرك أو يحاول الفِرار، فقط نظر لميسون التي هزت رأسها تبكي، وعرف أنها من أبلغت الشرطة، لقد فعلت ذلك عمدًا، كانت تريد التخلص منه ومن والدها.

محاولات لقتل إمرأة لا تُقتلWaar verhalen tot leven komen. Ontdek het nu