محاولات لقتل إمرأة لا تُقتل

المحاولة الخامـسة عشر

بقلم بوفارديا_66
أتمنى لكم قراءة ممتعة

* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *

خرجت جمان من الغرفة، ومشت في المكان تنظر حولها، كان هدوء المكان يثير الريبة في داخلها، الغرف في الطابق جميعها فارغة، إلا الغرفة التي سجنها فيها، يحتاج الخصوصية في تعنيفها.

نزلت الدرج، كان يمكنها سماع صوت يأتي من جانب الدرج على الجهة اليسرى، إذ على الجهة اليمنى كان المدخل الواسع للمنزل، لا مجال للهروب، لكن تستطيع أن تنقذ جواد على الأقل، إن لم يكن قد آذاه الأن.

تبعت مصدر الصوت، كان يصدر من المطبخ، ونظرت من عندها، كان هناك راضية وفتاة أخرى في المطبخ يعددن الطعام.

اقتربت جمان ووقفت عند باب المطبخ وقالت بنبرة مستعلية.
:- أين جبّار؟.

اثنين من الوجوه نظروا إليها، قالت فتاة سمراء لها عيون حادّة تشبه عيون ذلك الوحش الذي لا يرحم.
:- أخي خرج من الصباح الباكر، إذا كنتِ تحتاجين لشيء أخبريني.

:- احتاج هاتف، اريد التحدث مع عائلتي.

هزّت الفتاة رأسها بقلّة حيلة، وعادت تقول.
:- أخي لا يسمح لنا بإعطائكِ هاتف، هل أنتِ جائعة؟، لقد حضّرت لكِ طعام الفطور....

:- لا أريد، راضية اريد التحدث معك.

ارتفع حاجب راضية وقالت باستهزاء.
:- حبيبتي من قال لكِ أننا خدم عند حضرتكِ لتتحدثي معنا بهذهِ العنجهية!!.

:- حسنًا، لا تريدين!!.

استدارت جمان وعادت ادراجها من حيثُ أتت لكنها كانت تمشي على الدرج ببطء لأنها تعلم بأن راضية ستلحق بها، سألتها وهي تقفز الدرجات لتصل سريعًا إلى جمان.
:- عمّا تريدين التحدث معي؟!.

:- لم يكن يعجبكِ حديثي قبل قليل!.

:- لا تستغليني، هيا قولي ما عندكِ.

عندما وصلوا لأعلى الدرج، أخبرتها جمان.
:- إذا أعطيتني هاتف لأتحدث مع عائلتي، سوف أخلي الطريق من أجلكِ.

:- لم أفهم.

عادت جمان تقول.
:- انتِ تريدين جبّار؟، سيكون الطريق سالك من أجلكِ.

:- وهل أنا غبية لأورط نفسي مع جبّار!، سينفيني لو علم أنني أعطيتكِ هاتف، ثمّ إن جبار لم يكن لي قبل مجيئكِ، ولن يكون لا الأن ولا بعد ذهابكِ.

:- يمكنني مساعدتكِ،اقسم لكِ.

ضحكت راضية، بل قهقهت بعلو صوتها، وعادت تقول من بين ضحكتها المريرة على حالها.
:- إننا نتحدث عن جبّار، يا حلوة بني صخر، يا من تعيش حياة وردية بقصر الشيخ جبران، أنتِ دخلتي للجحيم بدخولكِ حياة جبّار، لو تعرفين من جبّار، والله الذي رفع سبع سمـٰوات، حتّى النظر لوجهه لن تجرؤي على ذلك.