المحاولة التاسـعة عشـر

46.4K 1.5K 272
                                    

بقلم بوفارديا_66
أتمنى لكم قراءة ممتعة

**********************

دخل للمنزل في وقت متأخر، بحث عنها يجول بعينيه، بعدما شغل أضواء المكان، لم تكن موجودة، ترك معطفه وحذائه ثمّ دخل، نظر إلى المطبخ المفتوح على صالة الحلوس، لقد نظفت الطاولة، وأزالت كل الفوضى من منزله.

صعد الدرج، كان متعب لدرجة أنه يريد النوم على أي شيء مسطح، بدأ يفتح أزرار قميصه، ودخل للغرفة، وقف مكانه، كانت نائمة في السرير، البيجاما العريضة التي ترتديها ارتفعت تكشف عن خصرها، وشعرها الطويل يغطي وجهها، وشعر بشيء داخله يريد لمسها، فقط ليعرف إن كانت هذهِ المراة حقيقية أم من وحي الخيال!، يستحيل أن تكون الفتنة والجمال والشراسة مجتمعات بامرأة واحدة، ذلك كثير، كثير للغاية ليستطيع تحمله.

والتفت خارج من الغرفة قبل أن يقدم على شيء قد يندم عليه، نزل للأسفل واتجه لأحد خزائن المطبخ، أخرج زجاجة خمر، وجلس على أحد الأرائك وبدأ يشرب بلا توقف، يشرب دون ارتواء، لا يمكنه لمسها، لا يمكنه أن يفعل هذا، لو فعل لن يكون لديه سبب في البقاء حي.

شرب الخمر حتّى وقع سكران، كل ما كان يراه، أن شيخة النساء تخرجه من ظلمة الحياة التي يعيشها وتسكنه بين ثناياها الفاتنة، وتتركه هناك، يغمض عينيه وينسى عياش، ينسى من هو، ينسى رجل العصابات، خاطف النساء، تاجر الأعضاء، والقاتل بلا رحمة، ليكون هو بلا أي مسمّى، غير مسمّى واحد، وهو الرجل المجهول، الذي وقع عن طريق الخطأ بحب الفتاة التي اختطفها.

اغمض عينيه، ولم يكن يشعر بالدمعتين اللاتي انسابت من عينيه، تأثير الخمر جعله يفكر بهذه الطريقة، الخمر جعله يظن نفسه عاشق للمرأة النائمة في غرفته وعلى سريره، ما هذا الجنون!!، أي حماقة يريد ارتكابها!، عليه أن يتوقف عن شرب الخمر، ويعيد الفتاة لعائلتها ويتخلص منها للأبد، سوف يتخلص من كل شيء، يريد أن يصبح شخص آخر، شخص لا يشبه عياش البتة.

اغمض عينيه بشدّة عندما سمع صوتها، حتّى الصوت بدأ يهيأ له!، إنها المرة الأولى حيثُ يأثر عليه الخمر لهذه الدرجة، في العادة لا يتأثر إلا إذا أخذ حبوب مخدرة، لكن صوتها...

:- عيّاش.

فتح عينيه، وإذ بها تقف أمامه، حتّى شكلها بدأ يراوده، اللعنة، اللعنة عليها، لماذا لا تتركه وشأنه!، لماذا تستمر في ملاحقته!.

:- ابتعدي عني، ابتعدي، لا تلاحقيني، أخرجي من عقلي، أخرجي.

كان يزمجر فيها، أمّا هي فكانت ترتجف، وتتعرق وجسدها يطالبها بجرعة المخدرات، أمسكت يديه وتوسلته قائلة.
:- عيّاش أعطني الجرعة، أرجوك.

لماذا تأتيه!، الآن في هذهِ اللحظة، حيثُ يصارع شياطينه التي تريدها!!، قال بلسان ثقيل.
:- اذهبي بعيدًا قبل أن أؤذيكِ، اذهبي للغرفة واغلقي الباب بالفتاح يا سوار، اتوسل إليكِ الذهاب، ارجوكِ ابتعدي.

محاولات لقتل إمرأة لا تُقتلWhere stories live. Discover now