الـمـحـاولـة الـثامــنة والثـلاثـيـن

5.1K 276 170
                                    

بقلم بوفارديا
أتمنى لكم قراءة ممتعة.

الفصل هذا لوجد وعثمان، والفصل الجاي لثنائي آخر.

لا تنسوا التصويت والتعليق بين الفقرات😍❤️

* * * * * * * * * * * * * * * * * *

:- ارجوك لا تفعل!، لا تلمسني.

تصرخ بكلّ قوتها، لكن لا صوت، وكأن أحبالها مقطوعة، تمزّقت الملابس، وتكبّلت يديها، وجثم فوقها ليقتل كلّ محاولاتها في الدفاع عن نفسها، وتقع أسيرة اسفل جسده الضخم، وجهه القريب، عيونه الخضراء، ملامح وجهه الحادّة، وانفاسه المخمورة، غرقت في الظلام أكثر، محاولاتها في النجاة من الموت تلاشت، وبدأ يقتلها بطريقته الخاصة.

:- ارجوك عيّاش، أرجوك لا، أرجوووك.

:- سوار؟ ، سوار؟ ، هل تسمعيني؟!.

فتحت عينيها، رمشت عدّة مرّات، أمام وجه والدتها، وملامحها القلقة.
:- كنتِ تبكين في حلمكِ.

رفعت أصابعها المرتعشة،وتلمّست وجنتيها المبللة بالدموع، ثمّ حاولت التجلس في السرير، وخرج صوتها متحشرج النبرة وهي تقول.
:- كان كابوس مخيف.

:- كنتِ تقولين اسمه، تنادين عيّاش.

ضغطت سوار على شفتيها، ورفعت يديها تبعد شعرها عن وجهها وجانب عنقها، فقد التصق من تعرّقها أثناء خوضها لذلك الكابوس.
:- أمي، لا أريد التحدّث بهذا الموضوع.

اومأت سلطانة بينما تعطي ابنتها كأس ماء.
:- اشربي، واقرأي بعض الأيات وستزول الكوابيس.

هزت سوار رأسها، وبصمت راقبت والدتها تخرج من الغرفة وتتركها وحدها، تحدّق أمامها، باتت الكوابيس أكثر، وكأنها بدأت تتشرّب الصدمة وتدخل لأعماقها أكثر، باتت صدمة الإختطاف، ثمّ التعنيف، الإغتصاب، يدخلوا في خلايا دماغها، ثمّ يتلفوه ببطء.

اصبح الأمر اكثر عمقًا وسوداوية لها، لدرجة أنها لم تعد تميّز الحقيقة من الكابوس، الأمر مؤذي جدًا، ربّما أعراض إنسحاب المخدّر أيضِا لها علاقة بالكوابيس وعمقها.

سحبت سوار هاتفها ونظرت للساعة، ووجدتها ما تزال في منتصف الليل، ورسالة من العقيد جعلتها تتجلس جيّدًا، ثمّ فتحتها.

( عروستي، استعدّي في الصباح الباكر، ستأتي سيّارة لتأخذكِ)

كانت رسالته منذُ ثلاث ساعات، بقي على حفل الزفاف ساعات قليلة، وهذا جعل معدتها تتوتر أكثر، وضيق في أنفاسها، فأغلقت الهاتف تبعده لتنسى.

كيف تستطيع تجاوز هذا اليوم!، يوم من المفترض أن يكون الأسعد لها، كوابيسها لم تتوقف، رعبها من الرجال لم يتوقف، كرهها لقربهم لم يتوقف، كيف ستمضي قدمًا؟!، كيف ستكون حياتها مع رجل مثل عبدالرحمن لا يرضى أو يقبل بالقليل!.

محاولات لقتل إمرأة لا تُقتلWhere stories live. Discover now