المحاولة الثانية

55.5K 1.5K 135
                                    

بقلم بوفارديا_66
اتمنى لكم قراءة ممتعة

* * * * * * * * * * * * * * * * * *

مشى متعباً بعد ثلاثة أيام كان فيها يعمل في تهريب الشحنات ، كان التعب يأخذ مأخذه منه ، بدا خالياً من الشعور ، كان زعيمه ورئيس عمله يكاد يستعبده في حجة أنه أنقذه وأنه هو من ربّاه وانتشله من القمامة وكان يقول تلك الكلمة على سبيل المزاح ، لكن في الحقيقة هو يعلم كما يعلم زعيمه ، أن تلك الكلمة دائماً يقولها ليذكره بأصله وأنه في الأساس (أبن حرام ) أو ابن زنا لا يهم كلها تحت نفس المسمى .

طرق على باب منزل امرأته ، ولم يفتح الباب ، فرفع هاتفه يتصل عليها ، ووقف في مكانه يستمع لرنين الهاتف يصل صوته إليه ، مما جعله يخرج نسخة المفتاح التي أعطتها له ويفتح الباب ثمّ يدخل إلى الداخل ، وقف عند المدخل متصنّماً عندما وجدها في الأرض ميتة ومنحورة العنق ودماءها تغرق المكان ، لم تكن تلك صدمة عيّاش ، بل ما جعله مصدوماً حقّاً ، أن فادي كان يجلس هناك ، بكل هدوء يحدق إلى الجثة مبتسماً .

قال بهدوء وهو ينقل نظره بين عياش وبين المرأة المنحورة العنق .
:- إنها فاتنة ، بصراحة ذوقك بالنساء تُحسد عليه يا عياش .

خرج صوته بعد تلك الصدمة .
:- لماذا قتلتها ؟! .

رفع كتفيه بلا مبالاة وعاد ينظر للجثة متمتماً .
:- خِلتُ أنها نقطة ضعفك الوحيدة ، فأردت أن أجعلك دون نقاط ضعف ، أن تكون لا تحمل إلّا القوّة والقسوة .

عاد يبتسم مردداً .
:- لا تقلق ، سأتصل على صديق لي في مركز الشرطة ، وأجعله يغلق هذهِ الفوضى بالكامل .

بقي عياش ينظر إليه كأنه قنبلة موقوتة على وشك الإنفجار .
:- هل تعني أن هذا تهديد لي يا فادي!! .

:- له له له ، كيف أجرؤ على تهديد معالي الأمير عياش !! ، أنا أعطيك تذكير صغير جداً أنني أستطيع تدميرك إذا فكرت بيوم أن تخون ثقتنا بك .

استدار عياش وخرج من المكان دون ان يتكلم واتجه إلى خمارة تقع على طرف المدينة ، وقد اتصل على احد أصدقاءه ، كان في الخمارة ينتظره هناك ، وذهب صامتاً رغم أن ما فعله فادي معه جعل من عياش يود قتله بطريقة حقيرة دون رحمة ، لكنه هدّأ نفسه وذهب للخمارة مفكراً بطريقة يقضي بها على فادي .

التقى اصدقاءه هناك ، وشرب الخمر حتّى سكر ، كان يشرب ويشرب دون توقف ، حتّى آصبحت عيناه محمرة وجهه متصلب وأوداجه منتفخة ، وضع رأسه على الطاولة التي أمامه بينما يحس بجفناه يرتخيان ، قال صديقه بضحكة .
:- هناك فتاة تقف عند البائع ، أكاد أجزم أنها أكلتك بعيونها .

:- إنني في مزاج للقتل ، ولا شيء آخر .

:- سيفوتك هذا الجمال إذاً .

عندما رفع رأسه ، وجد تلك الفتاة تنظر إليه مبتسمة ، كانت بالفعل شديدة الجمال والفتنة ، لكن عيّاش كان داخله يحترق بالغضب والجنون ، إن جاءت هذهِ الفتاة بين يديه ، لن تخرج على قيد الحياة ، لم يكن رجلاً سوياً والجميع يعرف ذلك ، ربّما مرض نفسي ، ربّما عقدة منذُ الصغر ، لا يهم أي مسمى يكون ، لكن عيّاش هو وريث إبليس بكل ما تعنيه الكلمة من معنى .

محاولات لقتل إمرأة لا تُقتلWhere stories live. Discover now