المحاولـة الثالـثة والعشريـن

6.9K 263 112
                                    

بقلم بوفارديا
اتمنى لكم قراءة ممتعة.

* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *

:- لا أريده، أنا لا أريده، يكفييي الحاح.

بكت وهي ترد بتلك الكلمات التي خرجت من حلقها المتألم، فقالت والدتها بغضب.
:- من تريدين إذًا؟!، هااا، من تريدين إن لم تكوني تريدين أولادكِ وزوجكِ!؟، هل تريدين عثمان الذي تزوجتيه دون علم منّا؟.

وقفت مصدومة والدموع عالقة داخل عينيها المتسعة، والصدمة جمدت ملامحها وهي تسمع تلك الكلمات تخرج من والدتها، فتحدثت حفصة من بين شفتيها المتيبسة.
:- ماذا قلتي؟!!!.

:- ماذا يجب أن أقول!، ما التفسير الآخر الذي يجعلكِ تتركين زوجكِ، زوجكِ يا غبية، الرجل الذي تزوجكِ رغم علمه انكِ من قبيلة بني خالد، الرجل الذي اعطاكِ كل شيء، من اجلكِ هو فعل كل شيء، تقولين الآن لا أريده!!، الرجل منذُ شهر فقط، شهر واحد خرج من الموت، من الموووت.

التفتوا نحو الباب، حين جاء ابا حفصة على الأصوات العالية، وقال وهو ينظر لابنته.
؛ :- ماذا يحدث هنا؟.

زفرت الأم انفاسها المكبوتة بصدرها وهي تنظر لابنتها بعتب وقهر بصدرها وتكاد لا تستوعب الجنون الذي اصاب الفتاة.
:- تريد ابنتك تقديم طلب خلع في المحكمة، بل ومستعدة للتخلي عن اولادها.

ساد صمت مطبق في انحاء الغرفة، اذ لم يكن وقع الكلمات سهل، لكن ابا حفصة قال لزوجته.
:- اخرجي ودعيني مع ابنتي لوحدنا.

تنهدت وهي تنظر لابنتها نظرة أخيرة، قبل ان تستدير وتخرج من الغرفة مغلقة الباب خلفها تاركة الاب وابنته وحدهما، اقترب ابا حفصة وجلس على السرير ودعا ابنته وهو يربت بيده على جانبه وقال.
:- اجلسي.

اقتربت دون ان تنطق بحرف، صامتة وبكائها الصامت لا يتوقف، وجلست بجانب أبيها، اخذ يدها بداخل يده وسألها.
:- هل هناك شيء حدث ونحنُ لا نعرفه؟، هل جواد آذاكِ؟.

هزت رأسها برفض وقالت بصوت متحشرج.
:- لا لم يؤذيني.

:- هل تفضلين ان لا تكشفي عن سبب رفضكِ العودة إليه؟.

اومأت، فقال.
:- كما تريدين، هذهِ حياتكِ أنتِ، ووحدكِ تخوضينها، نحنُ لا نريد إلا رؤيتكِ سعيدة، لكن فكري بما ستتخلين عنه، محمود وماريّا هم أولادكِ.

رفعت رأسها وقالت لوالدها.
:- لو عدتُ إليه، سأبقى طوال العمر في نظره خائنة.

:- أي رجل سيشعر كما يفعل جواد، هل تلومينه؟.

سكتت، فقال لها.
:- اتصل قبل قليل يخبرني أنه يريد احضار ماريا ومحمود من اجلك... للزيارة.

أيضًا لم تقل شيئًا، كانت صامتة، وتركها والدها وخرج من الغرفة، وكأن ضغط والدتها اهون مما يفعله والدها، ان يتركها في عمق الظلام تتخبط، البقاء يؤلمها، والبعد يؤلمها.

محاولات لقتل إمرأة لا تُقتلTahanan ng mga kuwento. Tumuklas ngayon