أميرة وحش المشرط | Princess of the Scalple's Beast

الفصل الأول | كوابيسها الكبرى

[حدث خلل واصبحت 'المقدمة' بعد الفصول الأولى، وليست قبل الفصل الأول. يرجى الإنتباه وقراءتها قبل الفصل الأول].

تغطّيها اشعة الشمس كأمٍّ حنون، تبثها دفئها في هذا اليوم الخريفي.
تتسطح ذات الشعر الغُرابي على ارض الحديقة، شعرها مفرودٌ خلفها وبشرتها الحليبية تنعكس عليها خيوط الشمس المبهجة.

لطالما احبَّت الشمس والنور.
لطالما أحبَّت الدفئ والسكينة.
وهذا هو ما تشعر به الآن، والآن فقط للأسف حيث انها لا تشعر بهذا الشعور طوال حياتها.

فتحتْ عينيها الرماديتين المائلتين للزراق، اللاتي تنعكس عليهما أشعة الشمس.
تنهيدة عميقة غادرت ثغرها وهي تعلم أن وقت راحتها الوحيد حان انتهاءه.

نهضتْ بجذعها العلوي متسببةً بجعل شعرها يبدو كالستارة السوداء اللتي تغطي ملامح وجهها الفريدة.
وضعتْ شعرها خلف اذنها وهي تلقي نظرة اخيرة على الحديقة اللتي كانت بها.

كانت حديقة القصر__ او السجن الذي تعيش فيه واسعة خضراء مليئة بالأزهار اللتي زرعتها واعتنتْ بها هي بنفسها.
كانت هذه الحديقة هي ملاذها الوحيد في المكان اللذي كانت تعيش فيه.
صوت نافورة المياه وزقزقة العصافير اللتي على الأشجار هي ما منعها من ان تصبح مجنونة حتى الآن.
كانت تشعر كونها على قيد الحياة وهي هنا.
انها حُرّة.

نهضتْ من على الأرض وهي تمسح فستانها الأزرق البسيط واللذي كان قديما بالفعل.
كانت على صدد المغادرة والتوجه لباب المنزل حين سمعت صوته.

"أين تذهب الفأرة الصغيرة؟".
احكمتْ قبضتيها على قماشة فستانها وهي تحاول الّا تمر بنوبة هلع جراء كونها في مكانٍ واحدٍ معه لوحدهما.

انزلتْ رأسها للأسفل حتى لا تتسبب بإغضابه.
سمعتْ صوت خطواته وهو يقترب منها.
"استديري".
قالها بأمر لا نقاش فيه.
صوته كان لعوبًا منذ قليل، الا انه الآن صار باردًا وقاسيًا.
نفسه الصوت اللذي تسمعه في كوابيسها.

استدارت وهي تترجاه الّا يفعل لها شيئا يتسبب بغرس ذكرى سيئة لها عن مكانها المفضل.
ابقت نظرها للأسفل وهي تطمئن نفسها ان كل شيء سيكون بخير، ان الأمر مهما كان سيئا سيمر في النهاية.

"انظري لي".
اخرجتْ نفسًا عميقًا ورفعت نظرها له.
هناك قابلتها عينيه الخضراوتين الخاليتين من اي شيء سوا الحقد والمكر.

وضعتْ يدها على خدِّها حين التفَّ وجهها للجهة الأخرى. لقد صفعها.
كما العادة.

"من سمح لكِ بالنظر لي يا عاهرة!".
صرخ في وجهها.

تجمعت الدموع في عينيها.
هذه ليست اول مرة يحدث بها هذا الأمر.
لقد أمرها سابقًا بنفس الشيء، وحين لم تنظر له ركلها في بطنها.
تكرر الأمر اكثر من مرة وفي كل مرة يقوم بضربها مهما فعلت.