أميرة وحش المشرط | Princess of the Scalple's Beast

الفصل الرابع | اللقاء الأوّل

يجلس على مقعده كأنه ملك زمانه؛
يسند وجهه على راحة يده، يحدق بالماثل أمامه من غير اهتمام.

كان الرجُل المقيد الجالس على الأرض،
ينظر للذي أمامه بأعين متسعة.
نسي الدم اللذي يجري من أنفه والأسنان المكسورة من فمه،
كل ما حكر اهتمامه وقتها هو..
وحش المشرط.

صحيحٌ انه كان يعمل لديه، لكنه لم يره مسبقًا ولو لمرة.
هكذا كان لويجي، لا يظهر وجهه الا حين يرغب حتى لو لرجاله.

لا يصدق انه وقع بين يديه.
كان متيقنًا من موته الآن.
لن يشفع له شيء أو أحد.

امال لويجي رأسه للجانب، ينظر للخائن اللذي سيلاقي حتفه بعد قليل.
حينما اخبره ابنه البكر؛ ريكاردو، عن وجود خائن بينهم،
لم يشعر بالإستغراب.
لقد شعر بهذا الأمر بالفعل مسبقا.

عملهم في المافيا يحتِّم لهم حلفاء قلائل جدا؛
واعداء وخوَّنة كُثر جدا.
هذا الخائن بالتحديد كان قد عرف لويجي بأمره منذ رآه من بعيد لأول مرة.
كان هناك شيء خاطئ بشأن تحركاته وطريقة كلامه مع غيره.

حسنًا، لن يستطيع احدٌ حقا معرفة ما هو الخاطئ عدا لويجي نفسه.
فهو لم يسبق له ولو مرَّة ان تعرض للإحتيال او الخيانة.
وهذا ما كان يجدر بالرجل المسكين ان يعرفه قبل ان يقدم على فعلته.

"استجوبوه؛ ثم ضعوه في الصالة".
قالها لويجي بصوته البارد اللذي ارسل قشعريرة طوال عمود الرجل الفقري،
حيث جلس يرتجف في مكانه.

الكل يعرف ما هي 'الصالة'.
ولا احد، نهائيًا لا احد،
يرغب ان يلمح شكلها ولو من بعيد.

نهضَ لويجي من مقعده يسير بخطواته الثقيلة اللتي تطالب بالإحترام؛ وهو يستمع لصرخات الرجل المتوَّسلة له.
كل من مرَّ جانبه من رجال مافيا اعتياء،
يخاف الجميع بمجرد رؤيتهم،
كانوا ينحنون احترامًا وخوفًا.
فلويجي لم يصل لمنصبه ولقبه بالتخويف وحسب؛
بل كانت حنكته وذكاءه من اوجبت احترامه بين الجميع ومن اوصلته لما هو عليه من قدر خوف ومهابة الآن.

"ابي".
اثناء سير لويجي للخروج من المستودع،
ظهر له ابنه ريكاردو من إحدى الممرات وهو يعطي لوالده ايماءه خفيفة.
اومأ لويجي لإبنه بالمقابل ووجه نظرة له، يعطيه من اهتمامه.

الوحيد اللذي يستطيع المشي جنبًا إلى جنب مع وحش المشرط دون أن يشعر بالرغبة لتبليل سرواله هو احد ابناءه.
كان ما بينهم اكثر من مجرد علاقة رئيس ومرؤوسه،
كان ما بينهم ثقة، أمان وعلاقة فريدة كعلاقة الأب بإبنه.
كان هذا هو الحال مع جميع أبناء لويجي،
هو رئيس المافيا الإيطالية ومن يرتعش الجميع لذكر اسمه؛
لكنه لهم كان والدهم ايضًا.