الفصل العاشر | انهيار وصفحة جديدة

10.6K 505 45
                                    

وضعتْ ليتيزيا الملعقة على الصحن معلنةً انتهاءها من تناول الطعام.
كان كلًّا من لويجي وريكاردو غارقين في افكارهما حول كيف سيُفاتحانها بالموضوع وهم لم يستوعبوه كليًّا بعد اساسًا.
انتبه لويجي للهدوء فجأة واختفاء صوت حركة الملعقة فنظر لليتيزيا.
"هل انتهيتِ؟".
سأل. نظر إلى صحنها جيدا.
لم تأكل سوا بضعة لُقيمات حتى ان الصحن يبدو غير ممسوس بتاتًا.

اومأت ليتيزيا برأسها. وجبة المشفى اللتي تناولتها الآن افضل وجبة قد حصلت عليها منذ وقتٍ طويل. كانت تتساءل ان كان طعام المشفى دائمًا بهذه اللذة؟
"متأكدة؟ بالكاد اكلتي شيئًا"
سأل ريكاردو وهو ينظر لصحن ليتيزيا على أنه حالة نادرة. العيش مع اخوة مثل خاصته جعله يعتاد على منظر الأطباق النظيفة اللتي تم لعقُها، خاصةً انتونيو وفي حالته طبقين وليس واحدًا فقط.
نظرت له ليتيزيا بإرتياب. هل يجب عليها اكل طبقها كلَّه؟
"لا بأس لا تضغطي على نفسكِ ان كنتي قد شبعتي".
تحدث لويجي منقذًا ابنته من شكوكها.
نظرتْ ليتيزيا للويجي بإندهاش. بدأت تشك بقدرته على قراءة الأفكار فالأمر تكرر اكثر من مرة.
شهقت في سرِّها، هل يعقل انها خاصية يتمتع بها رؤساء المافيا الكبرى مثله؟

ابتسم لويجي ابتسامة تكاد لا تُرى. ابنته وافكارُها مثيرة للإهتمام وحقيقةً يشعر بالفضول لمعرفة مالذي يجري داخل رأسها.
"الآن وقتُ الدواء".
قال ريكاردو وهو يضع الدواء وكأس من الماء امام ليتيزيا على صينية المشفى اللتي كانت موضوعة أمامها.
سارعتْ ليتيزيا بأخذ الدواء وهي نوعًا ما مستمتعة بكل ما يحدث لها كونه جديد عليها.
انتهتْ وجلستْ تحدِّق بالرُجلين تنتظر اي تعليمات جديدة.
حمحم لويجي ثم قال:
"ليتيزيا. علينا اخباركِ بأمرٍ ما".
حينها، تذكرتْ ليتيزيا امر الصفقة اللتي كانوا سيناقشوها بعد تناولها الطعام.
كشيء طبيعي، وكعادة ليتيزيا، شعرت بالتوَّتر يعصف بها.
أولت لويجي جميع اهتمامها.

"هل تذكرين عندما اخبرتكِ انني أرغب بإجراء فحص dna لكِ حين استيقاظك؟".
حدَّقت ليتيزيا في وجه لويجي ببلاهة لبضع لحظات.
لقد كانت قد نستْ الأمر تمامًا.
توسعت عينيها حين تذكرت الموضوع.
كان لويجي ينتظرْ ردًا منها، لذا حينما رأته ينتظر سارعت بالإيماء برأسها.
"سأخبركِ السبب الآن. لكني اريدكِ ان تستمعي لي جيدًا والّا تقاطعيني".
اومأت ليتيزيا برأسها له بتفهم. حلقها ناشف من التوتر. لا تعرف ان كانت تتوهم ام لا،
لكن كان لويجي يبدو لها اكثر جدية وبرود الآن وقد بدأ يتحدث معها عن الأمر.
لقد عاد لشخصية رئيس المافيا.
هذا ما ظنَّته ليتيزيا.

ركَّزَ لويجي نظره على نقطة معينة، تحديدًا يد ليتيزيا اللتي كانت تقبض على ملاءة السرير ببعضِ القوة. تحدث كما لو انه يستذكر ذكرى قديمة:
"قبل 26 عامًا، تزوجتُ من امرأة زواجًا تقليديًا نزولًا لرغبة جدينا. لم تكن بيننا مشاعر حب او اعجاب، لكن لم تكن توجد مشاعر كره ايضًا.
مضى الزواج بشكلٍ جيد على أقل تقدير.
انجبنا خمسة أبناء، اكبرهم ريكاردو اللذي هنا.
كان كلُّ شيء يسير بشكلٍ عادي.
حتّى، وقبل ستة عشر عامًا،.."
عدَّل جلسته ووضع قدما على الأخرى.
كان منظرهُ مهيبًا على أقل تقدير وكأنه يقص قصة رعب وليس قصة حياته.
"عدتُ من العمل لتخبرني زوجتي انها تريد الطلاق. حدث الأمر وتطلقنا في نفس اليوم ولم ترد اخذ كفالة ايٍّ من الأولاد".

أميرة وحش المشرط | Princess of the Scalple's BeastWhere stories live. Discover now