الفصل السادس والعشرون | ثمينة

11.5K 725 138
                                    

حلَّ الليل وكان الجد وباقي من معه عادوا لمنازلهم قبل موعد العشاء دون رؤية ليتيزيا لهم، فقد التقتْ بدانتيه وحسب وعلمت كونه ابن عمها لكنها لم تسأل احدًا عنه، ارتأت انهم سيخبرونها حين يريدون.. انتهى العشاء اللذي لم يحدث خلاله شيء مميز وذهبتْ ليتيزيا لغرفتها بعد ان تمنت نومًا هنيئًا للجميع.

حين كانت امام مرآة غرفتها تقوم بتسريح شعرها للنوم بعد ان غيّرت ملابسها إلى بيجامة مريحة، عدة طرقات على الباب شدّة انتباهها.
استغربت من هوية الطارق لكنها ظنت انه والدها او ريكاردو اللذيان يأتيان للإطمئنان عليها كما يفعلان بالعادة.
"تفضل".

فُتِح الباب ودخل منه لويجي وريكاردو.
حينها علمت ليتيزيا ان هناك امرًا ما يستدعي وجود الإثنين في غرفتها.
"ليتيزيا، هل يمكننا الحديث معكِ لبرهة؟".
رغم توترها الّا انها اومأت برأسها. اصابها الفضول حول ما يكون الموضوع.

توجه الرجلين وجلسا على سريرها واشارا لها للقدوم والجلوس معهما. استجابتْ للأمر وجلستْ بينهما.
"لا بأس لا تتوتري. لا يوجد شيء كبير".
طمأنها ريكاردو بلطف على قدر ما يستطيع. لقد كان قادرًا على استشعار توترها من أمتار.
اومأت له ليتيزيا معطيةً اياه ابتسامة صغيرة. لقد كانت شاكرة لمحاولته تهدئتها.

"التقيتِ بدانتيه مسبقًا اليوم، صحيح؟"
سأل لويجي وحينها علمت ليتيزيا عمّا يدور الموضوع.
اومأت بإيجاب.
"لم يكن هو الوحيد اللذي اتى اليوم. كان معه جدك وعمك ايضًا، وهو يكون ابن عمك".
اتسعتْ عيني ليتيزيا ببعض الدهشة. هي لديها جد؟
"لدينا عمّين" قال ريكاردو.
"الأكبر هو عمي آلدو، والأصغر هو عمي اليخاندرو وكلٌّ منهما لديه زوجة وأبناء".
همهمتْ ليتيزيا بتفهم، ما تزال تحاول تخيّل عدد أفراد العائلة اللتي تبدو كبيرة.

"لقد تحدثنا معهم عنكِ"
ابتدأ لويجي ما جاء ليخبرها عنه.
"اخبرناهم بكامل القصة منذ التقيتْ بكِ اول مرة وكل التفاصيل. كان يجب علي ان اخبرهم ببعض المعلومات اللتي تخص معاملة المارتينز لكِ حتى اعطيهم سببًا لعدة اشياء، لكني لم اخبرهم بالتفاصيل الدقيقة".
تفهمت ليتيزيا كونهم احتاجوا اخبارهم عن الأمر. صحيحٌ انها كانت تشعر ببعض القلق والإحراج من معرفتهم لهذا الجانب من حياتها، لكن ان يعلموا بتلك الحقائق من البداية افضا من ان يُصدموا بها لاحقًا.
لكنها تساءلت، سببًا لأي اشياء؟

"اوصيناهم بعدم بوح التفاصيل لباقي أفراد العائلة عدا عمي آلدو اللذي لم يكن حاضرًا. لا تقلقي، لن يخبروا احدًا دون موافقتك".
"شكرً لك" ليتيزيا حقًا ممتنة لمعاملتهم رأيها وموافقتها على انها اشياء مهمة. هي تشعر بالإهتمام كما لم تفعل قبلاً.

"ارادوا رؤيتك، لكنني رفضت.
اخبرتهم انني اريد مناقشة الأمر معكِ في البداية".
توترت ليتيزيا من مجرد التفكير برؤية عدد كبير من الأشخاص. ربما لو كانوا غرباء كان ليكون الأمر اسهل عليها. لكنهم أفراد عائلتها، عليها ان تكون الأفضل في نظرهم. ماذا لو خاب املهم بالفتاة الوحيدة لعائلة والدها؟ ماذا لو شعروا انها تتطفل على حياتهم وان لا حاجة لوجودها؟ ماذا لو كان لديهم نفس رد فعل انتونيو؟

أميرة وحش المشرط | Princess of the Scalple's BeastWhere stories live. Discover now