الفصل الخامس عشر | اسوأ من الشبح

9.5K 466 22
                                    

"اولئك اللعينين... لم يتمكنوا من ايجاد فتاة واحدة في السادسة عشرة من عمرها.. ماذا اتوقع من الأمريكان".
تمتمَ ذلك العجوز الهرِم بحنق وهو يقوم بتدوير الشراب في الكأس اللذي في يده.
"سيدي.. لا ترهق تفكيرك"
قالتْ تلك المرأة بفستانها الفاضح وهي تمسح على صدر كارلو بتغنُّج.
شربَ كارلو كل الكأس اللذي في يده دفعة واحدة.
القى نظرة على المرأة اللتي بجانبه، كانت حسناء ذات بشرة قمحية وعيون بنية جميلة وشعر بني طويل.
لكن لا، ما كان يشغل تفكيره هو ذلك الوجه ذو الملامح البريئة، تلك الأعين الرمادية وذلك الشعر الأسود.
شدَّدَ من قبضته نحو الكأس حتى نهض ورماه على الأرض بغضب متسببا بتناثر شظاياه في جميع انحاء أرضية الغرفة.
احمَّرت عينيه من الغضب وصرخ بهستيرية:
"لستُ انا كارلو من تهرب منه فتاة!! لستُ انا من يتم خداعي!! سأجدها ولو كانت تحت سابع ارض وسأُذيقها الويل!!".
خافتْ المرأة من حالته هذه. لم تره مسبقًا بهذه الحالة من الغضب، كارلو كان رجلاً سخيفًا ماكرًا في آن واحد.
متعته الشراب والنساء والقِمار، ولم يكن يعطي بالًا لعمر الفتاة اللتي يضع عينيه عليها.
كان معروفًا كونه من اخَس رجال المافيا في ايطاليا، لكنه كان يقوم بعمله بشكلٍ جيد مما جعله يُفلت بخساسته وافعاله الشنيعة.
طبعًا، لم يكن يظهر تحرشه واغتصابه للقاصرات للعلن والّا كان لويجي قد تصرف معه تصرفًا آخر.
هذا ما كان يكرهه في رئيس المافيا اللتي ينتمي لها،
عنده الأطفال خط أحمر لا يجب تخطّيه.

جاء ذلك الحارس يدخل الغرفة بإسراع من الممر المؤدي للباب الخارجي.
وقفَ امام كارلو بتردد وبخوفٍ ظاهرٍ في عينيه.
نظرَ كارلو له بعينين تشعان من الغضب
"ماذا!! كيف تجرؤ على الدخول بدون استئذان!!".
ازدردَ الحارس ريقه وانزل رأسه بسرعة وقال بتعلثم:
"س_سيدي، لقد_ لقد تمت مهاجمتنا".
وقف كارلو ينظر للحارس اللذي أمامه بدهشة سرعان ما عاد لغضبه اللذي اصبح اشد:
"من اللعين اللذي يجرؤ على فعلها!! ما فائدتكم!!".
"انهم_" اغمض الحارس عينيه، مجرد ذكر اسمهم يجلب له القشعريرة ويجعل قلبه يعتصر بالخوف
"انهم الموريتي!".
تجمَّد كارلو في مكانه واتسعت عينيه بخوف.
بدأ يشعر بالعرق البارد يتجمع على جبهته ويتصبب من يديه.
الموريتي؟ لكن مالذي فعله؟ هل اكتشفوا اخيرًا تحرُّشه بالقاصرات؟
او اسوأ.. هل عرفوا بأمر خيانته؟
بدأت انفاس العجوز تصبح اقصر وهو يتخيل نفسه في 'الصالة' اللتي سمع بها ولم يرغب برؤيتها يومًا.
لقد دقت ساعة وفاته!!
بدأ يمشي بسرعة يجولُ في غرفة الجلوس اللتي كان بها ايابًا وذهابًا يحاول ان يجِد مخرجًا له.

"تؤ تؤ تؤ".
تجمَّد كارلو في مكانه.
هذا هو، لقد انتهى أمره.
استدار ببطئ وحذر، حتى قابله منظر اينزو اللذي كان يتكئ على كتف الحارس الخاص به، واللذي يبدو كأنه سيتبول على نفسه من الخوف.
نظَر اينزو لكارلو وهو يقوم بتدوير المسدس اللذي في يده في الهواء؛ يقف خلفه عدة حرَس من الموريتي.
أمالَ اينزو رأسه للجانب يناظر كارلو من الأعلى للأسفل.
لا يصدق ان اخته كانت ستتزوج من هذا العجوز ذو البطن المنتفخة اللذي يترجف أمامه كمن رأى شبحًا.
ابتسمَ اينزو بسخرية، على من يضحك،
هو اكثر اخافة من الشبح.
عندما رأى كارلو ابتسامة اينزو المريضة، ركع على الأرض مباشرة.
"ار.. ارجوك، ارجوك انا لم افعل شيئًا.. ارجوك ارحمني".
اختفت الإبتسامة من وجه اينزو في لحظة وعاد لوجهه اللامبالي.
أعاد نظره للحارس اللذي كان قد احاط كتفه بيده وقال له:
"ما رأيك؟ هل نرحمه؟".
اغمض الحارس عينيه بقوّة واستمر بالإرتجاف غير دارٍ بماذا يفعل.
"همم.."
وضع اينزو فوهة المسدس على حنكه كأنه يفكر.
ابتسم بعدها ابتسامة مريضة وقال وهو ينظر في صلب عيني كارلو بعينيه الزرقاوتين:
"كلا".




أميرة وحش المشرط | Princess of the Scalple's BeastWhere stories live. Discover now