الفصل التاسع | رمادي داكن

10.5K 544 48
                                    

الف فكرة وفكرة كانت تدور في رأس ليتيزيا في ذلك الوقت.
هي مشوّشة، قلقة، خائفة،
والاسوأ انها لا تعرف مالذي يجري ومالذي سيكون عليه مصيرُها.
لقد عرِفتْ كونهم على علم بالحالة اللتي هي عليها.
يدُها مجبَّرة وترتدي شيئا غريبًا يحيط اضلعها وحقيقة كونها في المشفى تثبت ذلك وحسب.
نظرت للرجل الجالس قربها بسريّة،
حيث كان مشغولًا بالحديث عن شيء ما على هاتفه بالإيطالية اللتي لا تفهمها.

من المؤكد كونه يشهر بالشفقة تجاهها. من المؤكد كونه يراها فتاة ضعيفة بعد ان رأى الحالة اللتي هي عليها.
لكن لماذا ساعدها في المقام الأول؟
ألَم يكن من الأسهل عليه ان يتركها كما هي حتى تستيقظ ويأخذ منها معلوماته اللتي يريدها ثم يجعلها تذهب؟
لماذا يمر بكل هذه المشقّة من اجلها؟
هي لا تستحق.
هي لم تفعل شيئًا واحدًا جيدًا طوال حياتها.
هذا ما كانت تفكر به.

اعطاها الرجل لمحة اثناء استمراره بحديثه على الهاتف، وانزلت ليتيزيا نظرها للأسفل مباشرة.
كل الشجاعة اللتي كانت عليها منذ هروبها وحتى جلوسها امامه في مكتبه تُملي عليه شروطها،
تبخرت.
لقد كانت بفعل الادرينالين وحسب والآن هي وُضِعَت امام الأمر الواقع.
هو رجل مافيا، حبًا في الله.
يمكنه اخذ ما يريده منها من معلومات في غضون دقائق سواء كان الأمر تحت موافقتها ام لا؛
ودون ان يرُفَ له جفن.
لقد كانت غبية.
الأمر انتهى الآن.

أراد لويجي قول شيءٍ ما بعد ان اغلق هاتفه؛
لكن قاطعه فتحُ الباب ودخول ريكاردو والطبيب جيمس منه.
لقد كان ريكاردو قد خرج لتهدئة نفسه من أجل الّا يُخيف ليتيزيا اكثر، ومن اجل مناداة الطبيب جيمس.
حسنًا، لقد كانت المشفى لهم والجناح بأكمله هنا ينتمي لهم وخاص بهم.
زر واحد موجود قرب سرير ليتيزيا ويستدعي رئيس المشفى بأكبره وليس فقط الطبيب جيمس.
لكن ريكاردو ظن ان بعض المشي للطابق الأسفل قد يساعده بتهدئة اعصابه قليلًا.
ولا يمكننا التغاضي عن رد فعل الطبيب جيمس وهو يرى ريكاردو موريتي يبحث عنه بنفسه.
لقول انه كان على وشكِ ان يُغمى عليه سيكون تقليلًا من شأن ما شعر به.

لاحظت ليتيزيا شحوب وجه الطبيب قليلًا،
وكونها ليتيزيا بطبيعتها الطيّبة والنقية،
لم يسعها سوا ان تسأل الطبيب بخفوت:
"هل انت بخير؟".
لقد فاجأ السؤال الموجودين في الغرفة جميعًا على حدٍ سواء.
لويجي وريكاردو كانوا يرون انها في حالة اسوأ بأضعاف من الطبيب وانها يجب عليها القلق على نفسها اولًا. وهنا كانت أولى لحظات ادراكهم؛
ليتيزيا هدف سهل في عالمهم المُظلم.
الطبيب جيمس كان متفاجئًا ايضًا كون هذا السؤال القلِق قد جاء من شخصٍ ينتمي للموريتي.
الموريتي يمكن وصفهم بأي شيء عدا اللطف والقلق على الآخرين.

لانتْ ملامح الطبيب العجوز حينما أدرك كون الجالسة أمامه هي فتاة في السادسة عشرة من العمر فقط وانها لا تنتمي لظلام عالم الموريتي بأي سبيل.
"انا بخير. شكرا لك.
الآن، دعينا نسألكِ هذا السؤال،
كيف تشعرين؟".
قالها بعملية وهو يرى سجل حالتها الموضوع امام السرير.
شعرت ليتيزيا ببعض التوتر.
هي لم تتلقَ علاجًا طبيًا مسبقًا.
في مرة عندما كانت صغيرة، اصابتها حمّى قوية حتى ظنت كونها ستموت.
ومع ذلك لم يقم والدها بإحضار الطبيب لها.
خادمة عجوز طيبة كانت تعطيها بعض الدواء بسريّة، وحينما تعافت ليتيزيا لم ترَ الخادمة مجددًا.

أميرة وحش المشرط | Princess of the Scalple's BeastWhere stories live. Discover now