الفصل الثامن والثلاثون | عشاء عائلي

10.3K 708 275
                                    

نزلتْ ببطئ من على الدرج تتجه إلى المطبخ، صوت خطواتها يكاد يكون معدومًا وهي ترتدي خُفّيها.

دخلتْ إلى المطبخ تنوي عمل حليبٍ ساخن، فالساعة كانت تقارب الثالثة فجرًا واستيقظت من النوم بسبب كابوسٍ آخر، كالعادة.

عندما دخلتْ، رأتْ اخاها الأكبر، ريكاردو جالسًا على إحدى المقاعد اللتي تقابل طاولة الطعام الصغيرة المتموضعة في المطبخ.

كأنه شعر بوجودها، التفتَ اليها. لم يتفاجأ ايٌّ منهما كثيرًا برؤية الآخر في هكذا وقت متأخر، فقد اصبح هذا الأمر شبه عادة لهما من حينٍ لآخر.

ابتسمَ لها ومدَّ ذراعه لها، يحثها على الإقتراب منه.
حالما فعلتْ قام بإحتضانها واجلسها على المقعد المجاور لخاصته.
تنهدتْ ليتيزيا وهي تريح رأسها على كتفه. هذه الكوابيس بدأت ترهقها يومًا تلو الآخر، ولا يكمنها ان تفعل شيئًا حيالها في الوقت الحالي.

"كابوسٌ آخر؟"
سأل برفق، ماسحًا على شعرها بخفّة.
"همم.. وانت؟ أرقٌ آخر؟"
قهقه بخفة مومئًا برأسه بإيجاب.
"يبدو اننا نشبه بعضنا في كثيرٍ من الأشياء.. رغم انني لم أكن لأود منكِ ان تشبهيني في مشكلة النوم تحديدًا".

"ماذا تشرب؟"
سألت، تناظر الكوب المتموضع امامه على الطاولة.
"شاي بالنعناع.. يساعدني احيانًا.
اعدُّ لكِ واحدًا؟".
"كلا شكرًا لك" نفتْ برأسها وقالت:
"سأقوم بإعداد بعض الحليب الساخن".

"سأعدُّهُ لكِ"
نهض من مكانه ووضعها على مقعده، وتوجه لإعداد الحليب. كانت ليتيزيا جد نعِسة لتجادله حتى، فقررت ترك الأمر له هذه المرة.

"الم تفكّري بالأمر؟"
سأل وهو يسخِّن الماء.

تنهدتْ ليتيزيا بخفّة وعادت لذاكرتها لليوم اللذي تلى الهجوم قبل ثلاثة أسابيع.
تم افتتاح موضوع العلاج النفسي معها حينها، وعلمتْ ليتيزيا كونها تحتاج أن تخضع له، وانّ الأمر ليس لها لتقرره حقًا.
لكنها بمكنها تقرير الوقت.. وهذا ما فعلته. اخبرتهم انها ليست مستعدة بعد وبالفعل لم تكُن.

هي ما زالت لم تخبر عائلتها بما كان يجري معها، لم تخبر والدها اللذي تحبه اكثر من اي شيء آخر وتشعر معه بمطلق الأمان. بكلِّ تأكيد، لم تكن لتتمكن من أخبار شخصٍ غريب اي شيء. اساسًا لن تشعر بالراحة كفاية للجلوس معه/معها في الغرفة وحدهما ولو لنصف ساعة.

"لا اشعر انني مستعدة بعد.."
قالتْ بهدوء، تلعب بأصابعها شاردةَ الذهن.

حوّل ريكاردو نظره من زجاجة الحليب اللتي بين يديه إلى هيئة اخته الصغيرة الجالسة على بعدٍ بسيطٍ منه.
"تذكُرين ما قلتيه لنا قبل مجيئنا إلى هنا في المنزل الصيفي؟".

أميرة وحش المشرط | Princess of the Scalple's BeastWhere stories live. Discover now