الفصل الرابع عشر | معوْنَة

9.4K 511 34
                                    

الستائر البيضاء ترفرف بخفة نسبةً لنسيم الهواء اللذي يدخل من النافذة الكبيرة المفتوحة.
اشعة شمس النهار تنير الغرفة الكبيرة بيضاء اللون،
وتعكس على السرير الكبير نسبيًا الموضوع من جهة الحائط على اليمين في المنتصف، تقابله سجّادة مربّعة كبيرة بيضاء اللون تفرُش الأرض.
كان هناك خزانة كبيرة عاجية اللون في زاوية الغرفة اليسرى مقابل جهة السرير قربها باب عاجي اللون.
ظلَّت عيني ليتيزيا تجول في ارجاء الغرفة بدهشة ونجوم تلمع في عينيها.
انها اجمل بكثير مما تخيلته،
بل انها لم تتخيلها تصل لواحد بالمئة مما هي عليه من شكل.
"لقد قمنا بتحضير الغرفة امس فقط. ما زال ينقصها العديد من الأشياء، لكن سنحضرها مستقبلًا من اختيارك.
الحمام من تلك الجهة هناك".
اشار لويجي في نهاية كلامه للباب اللذي كان قرب الخزانة.
نظرتْ له ليتيزيا بنفس الدهشة، ايقولُ ان هذه الغرفة ما زالت لم تكتمل؟
"هل اعجبتكِ؟" سألها.
هزَّت ليتيزيا رأسها للأسفل عدة مرات بإيجاب وبسرعة.
اومأ لويجي يشعر بالراحة كونها اعجبتها.
"يوجد بعض الثياب لكِ في الخزانة. يمكنكِ فعل ما تشائين، وان قررتي الاستحمام انتبهي على جبيرة يدك واضلعك".
اومأت ليتيزيا تخبره انها قد فهمت كلامه.
"يمكنكِ فعل ما تشائين بعدها. وان احتجتني، فغرفتي هي المجاورة لك على جهة اليسار وغرفة ريكاردو هي المقابلة لكِ".
شعرت ليتيزيا انها عبئ. لقد اخذوها وعالجوها، اطعموها واسكنوها في غرفة خاصة بها.
كيف ستتمكن من رد جميلهم مستقبلًا؟
هذا ما كانت تفكر به.
عندما لم يتلقَ لويجي ردًّا من ابنته، سألها بهدوء:
"ليتيزيا؟ كل شيء بخير؟".
عادت ليتيزيا من جحر أفكارها واومأت برأسها مرة أخرى.
"حسنًا اذن. سأدعكِ ترتاحين".
ومع هذا توجه لمغادرة الغرفة.
"سيدي!"
توقف لويجي في مكانه. التفتَ لليتيزيا برأسه يحثها على الكلام.
"انا.. شكرا لك.."
قالت بتردد تنظر للأسفل.
لانتْ عينيه واستدار يواجهها.
"انتِ تشكريني كثيرًا على امورٍ هي من واجبي،
ليتيزيا".
قال بهدوء. كأنه يعاتبها بلطف على شكرها الدائم له.
ومع هذا، غادر الغرفة غالقًا الباب وراءه بخفوت على الفتاة اللتي كانت مشوّشة من كل شيء يحدث معها.

وقفتْ ليتيزيا تحدق بالباب لثواني ثم استدارت واخذت نظرة أخرى للغرفة اللتي ستسكن بها.
نظرت للسرير النظيف.. لبقع الضوء الذهبية بفعلِ اشعة الشمس..
تقدمتْ من النافذة واخذت نظرة من الخارج.
كانت النافذة تطل على الحديقة وجزء من المسبح.
اغمضتْ عينيها وبدأت تأخذ أنفاس بطيئة عميقة.
لا توجد رائحة دم.. لا توجد رائحة رطوبة ولا رائحة عفن.
كل ما تستطيع حاسة شمّها ان تلتقطه هو رائحة الصيف ورائحة النظافة،
رائحة منعشة.
لمحتْ الخزانة من زاوية نظرها وقررت ان ترى ما فيها.
فتحتها وهنا اندهشت كما اعتادت ان تفعل منذ مجيئها إلى ايطاليا.
امام ناظريها تقبع انواع والوان كثيرة ومختلفة من الملابس.
هناك فساتين، تنانير، قمصان، سُتَر وعدة بنطالات بمختلف الألوان والتصاميم، إضافةً لثياب خاصة بالمنزل.
الخزانة كانت كبيرة للغاية، تحتل اكثر من نصف الحائط بالفعل وكان النصف فقط ممتلئًا الا انه كان كثيرًا للغاية في نظر ليتيزيا.
نظرت لقاع الخزانة حيث وجدت احذية عديدة ايضا تتنوع ما بين الرياضية وغيرها.
تنهدتْ ليتيزيا وهي تنظر للمنظر أمامها.
هذه الثياب ستكفيها للخمس سنوات القادمة من حياتها.
قررت ان تأخذ قميصًا باللون الرمادي الفاتح مع سروال اسود واسع قليلًا، لا تريد أن تضع ضغطًا على جروحها وان تعطيها فرصة جيدة للتعافي كونها فرصتها الأولى.

أميرة وحش المشرط | Princess of the Scalple's BeastWhere stories live. Discover now