الفصل الثاني عشر | بعيدًا، وحدنا

9.7K 476 25
                                    

تتسلل أشعة الشمس من نافذة الغرفة،
تعكس بضوءها على شعرها الفحمي.
تفتح عينيها ببطئ، تحاول الإعتياد على الضوء.
اول شيء تراه هو ريكاردو، جالسًا على الأريكة يقوم بعمل شيءٍ ما على الحاسوب اللذي في حضنه.
مجددا، ظنت انها كانت تحلُم وانها ستستيقظ لتجد نفسها في القبو.
لكنها هنا، تشاهد اخيها الأكبر اللذي عكس عليه الضوء جاعلًا مظهره يبدو مشعًّا في عينيها.

وكأن ريكاردو انتبه لمراقبةِ احدٍ له؛
رفع رأسه من حاسوبه ينظر لأخته اللتي وجدها قد استيقظت بالفعل.
لانتْ نظرته وترك حاسوبه جانبًا ونهض يتقدم من سريرها.
جلس على المقعد اللذي قربها وسألها بهدوء:
"صباح الخير. كيف تشعرين؟".
حدَّقت ليتيزيا في وجه اخيها لبعضِ الوقت.
لقد تذكرت حضنه الدافئ اللذي غمرها به امس وكيف تمكن من تهدئتها وبثّ الأمان لها.
توقعت منه أن يعاملها بجفاء او برود بعدها لصراخها في وجهه لكنه لم يفعل؛ بل يتعامل معها بلطفٍ لم ترَ مثله من قبل.
"صباح الخير.
انا بخير، شكرًا لك".
كان صوتها مبحوحًا من كثرة بكائها الليلة الماضية.
"تريدين بعض الماء؟"
سأل وهو يسكب لها القليل بالفعل من على المنضدة الموجودة قرب السرير.
اومأت ونهضتْ من سريرها ببطئ.
اخذتْ كأس الماء منه وبدأت تشرب بينما قام هو بتعديل وضعية الوسادة خلف ظهرها.
ارجعتْ له الكأس بعد ان شكرته بخفوت.

"والدي احتاج ان يقوم بعملٍ ما لذا ذهب؛
سيعود قريبًا رغم ذلك".
اومأت ليتيزيا بتفهم.
اخذتْ لحظة تفكر فيها بما حدث لها أمس.
كل شيء يبدو.. خياليًا.
تمكنها من الهرب من سجنها اللذي اسمتهُ عائلة بعد ستة عشر عامًا،
لقائها برئيس المافيا الإيطالية،
اكتشافها كونها ابنته البيولوجية وتوقيعها عقدًا ينُص على ان تعيش مع عائلتها الجديدة.
لو أخبرها أحدهم قبل شهر؛ لا بل اسبوع انها ستمر بكل هذه الأحداث لنصحته بأن يذهب ويتعالج عند معالجٍ نفسي.
لكنه حقيقي.. وها هي تعيشه الآن.
اخذتْ لمحة خاطفة لريكاردو.
كانت تشعر بالذنب كونها صرختْ في وجهه وفي وجه والده امس،
رغم كونهم اظهروا لها لطفا كثيرا،
عالجوها واطعموها ولم يصرخوا عليها او يضربوها.

"امم..".
نظر ريكاردو لأخته.
كان يبدو عليها انها مترددة بخصوص شيءٍ ما.
"مالأمر؟" قال، يحاول تشجيعها على قول ما تريده دون خوف او ترد.
اخذت ليتيزيا نفسًا وقالت بهدوء وصدق:
"انا آسفة لصراخي في وجهكما امس.
لم اقصد حقا.. انا فقط__".

"لا بأس".
نظرت ليتيزيا لريكاردو.
كان تعبير وجهه طبيعي، اعينه هادئة بل ويلوح طيف ابتسامة صغيرة على شفتيه.
"لقد حدث الأمر بدون قصدٍ منكِ.
شكرا لك على اعتذارك، رغم ذلك.
انتِ فتاة مهذبة".
احمرَّا خدي ليتيزيا بحمرة خفيفة.
هذا ثاني شخص من بعد لويجي يقوم بمدحها والثناء عليها.
انزلتْ رأسها للأسفل وصار شعرها الفحمي ساترًا للحُمرة اللتي اجتاحت خدّيها.
اتسعتْ ابتسامة ريكاردو على منظر اخته اللطيف.
تفاجأ في البداية حين سمِع اعتذارها،
لم تكن مطالبة بالإعتذار اساسًا كون اللذي حدث كان خارج ارادتها وتحكمها بشكلٍ طبيعي.
لكن رؤية مظهر اخته الخجول بالتأكيد شيء لطيف للأعيُن.

أميرة وحش المشرط | Princess of the Scalple's BeastWhere stories live. Discover now