٠

1.7K 161 189
                                    


.

.

وإني طوال فترات عمري القصيرة ظننتني صغير البط الأسود المذموم في حكايا الأطفال الصغار،

كنت ولا أزال أشعر بالوحدة القاتمة تغلفني كالهدية البالية فترميني بين أحضان الكآبة المميتة لتستقبلني هذه الاخيرة برحابة صدر فتزيد علتي أضعافا كثيرة،

وجدتني و كأي طفل مشتت التفكير أتمنى أن أكون بين دفء عائلة سعيدة، متحابة يكاد دفئها ينساب جريانا كالغدير الجارف من فرط غزارته،

إلا ان الحياة قد فرطت بي وبأمنيتي واستكثرتها علي فرمتني بقسوة بين أحضان عائلة لاتفقه للدفء معنى ولا للحب فحوى،

عائلة لا تعرف سوى الشجارات الدائمة والتي تجعلني أنكر إنتسابي لها على مر السنين وإن طال أمدها المقيت.

دوامة قاتلة تسحق كياني الهزيل أحاول التعايش معها، كدت أنسى طعم الحياة بين ثناياها الفارغة، لتأتي أنت بكل بساطة وببرودة تشبه برودة ملمحك القاسي وتدخل الى هذه الحياة الكئيبة فتملئها رعبا وتملئني خوفا لن يمحيه الزمن وإن مرّ...

كنت أعتبر حياتي جحيما مستعرا في هذه الحياة الفانية إلى أن إلتقيتك فأذقتني طعما آخر للجحيم! طعما كان كثيرا على شخص مثلي أن يتحمله، فأصبحت أشتم رائحته وأميزها على بعد أمتار بعيدة منك...

كنت ولا زلت مصدر خوفي الدائم، خوفي الأمدي الذي يزرع برودة ديسمبر بين أضلع جسدي البالي، لذلك لا أعلم كيف سنلتقي مرة أخرى بدون هذا الخوف الذي يعتريني؟،
كيف سأضع عيناي بخاصتيك بثبات ودون إهتزاز مقلتاي؟
  

.

.

فقط دعني أخبرك...هنيئا لك فأنت قد وعدت وأوفيت بوعدك لي، فأنا الآن كما أردتني،
لتأتي!... لتأتي وترى صنيع يديك وما حل بي!.
لكن!...تأكد أنني لن أنسى بشاعة ما أشعرتني به.

.

🖤🖤🖤

عَـــــائِدٌ إليــــكَ...Where stories live. Discover now