١٤

551 47 114
                                    

.

..

...

أحيَانًا!... عندَ تفكِيريِ فيِ قضيّتيِ الحيّاتيّةِ التيِ لا أعرِفُ أينَ تمضيِ...أو أين سَـ تَحطُ رحالها بيِ،

أجدنيِ كَـ عالَم مبنِي و متوّجٌ بالعَدَمِ، لاَ إتِّجاهَ أرنُو إليهِ! و لاَ هدفَ أحاولُ أن أنشدَهُ...فَإننِي مجرَّدُ تائهٍ فقطْ!

لا أملِكُ ما أعالجُ بهِ ما يجبُ أن يُرمَّمَ داخلِي...فَـ كليِ فرَاغٌ محضْ! و كأنّ وجوديِ على هذهِ الحيَاة خطيِئةٌ ما أو... عبءٌ ربمّا!

و إنَّنيِ كلّما رنوتُ إلى خرابِي الفظيع و دماريِ النّفسيِ و الجسَديِ...أجدُ كلمتَي "الإعراض" و "الصبر" كلمتَينِ ثقيِلتيْن وضِعتَا بكميّاتٍ كبيِرةٍ أخفِّفُ بهمَا وطأةَ الكرُوب، و أطفِئُ بهمَا النيرانَ التيِ تنخرُ و تحُّمُ جدرَان ما تبقىَ من حفَناتِ ضئيلة من حياتيِ البائِسة و منْ ماضيَّ السائغْ بمَرارتِهِ.

مدْركٌ أنا...مُدركٌ أنّنِي سَـأموت حتْما لَـرُبمَا قرِيبٌ أيضًا؛ فَان لم يُنهِيني السيّد ألكسَندر سَيفْعلُ المرَض بِي، فلسْت خَائفًا أن أفنَى! و لسْتُ أنويِ البَقاء أيضًا...و الدّربُ نحْوهمَا مازَال حلُمًا...

لكِـن!
لكنَنِي أخافُ أن أمُوت وجَعا و قهْرًا! أخَاف أنْ أغادرَ بسبَب المرَض، فَـاننِي أريِد مَيتَة هانِئة و طبِيعِية كما يَموت كلّ شَيخٍ طاعِن فِي السّن، لكنّي فَقط جاهلٌ مَن السّابقَ و اللاَحق...أكهُولتِي أم بُنوّة مَرضِي الذِي إنتشَر داخِلي بِعنْف لمْ يَرحَم ضَعفِي.

خربشَاتٌ كانتْ تزاحِمُ أفكَاري السودَاء فَـ تُثقلُ رأسيِ...و تنخرُ جُمجمَتهُ لتزيدَ ألمهُ أضعاَفًا كثيِرة، برغم شُرودِيِ في نَدفَات الثَّلج المتَساقِطةِ خارِجا وسط الرياح شديدة البرودة؛ و هروُبَ وعيِي إلَى ما بعْد نَافذَة غرفَتِي المفْتوحةِ...

إلى حديقة المشفَى التِي تكدّسَ بها لَون الثّلوج الأبْيضِ، سالبًا إخضِرارهَا و مُستعْمرًا إيّاها كاسْتعْمار المَرض رئَتاي العلِيلتَان!

بينمَا قلّة قليِلة من الشبَاب و الأطفال ممَن أغرَاهُم شَكلَه المُتجمِد راحُوا يصْنعوُن رجُل ثلجٍ كبيِر و قَد وضَعوُا حولَهُ وشاحًا بنِّيا رفقَة جَزرَة كأنف كبيرٍ لم أعرفْ من أيْن أتَوا بها، ثم طفقوا يَتراشَقُون بيْنهُم فِي لهوٍ وسَط قَهقَهاتٍ تُطرَب لها الآذَان!...

قهقَهاتٌ وَددْتُ لو أنّها ضلّتْ طَريقَها و حَطّت رِحاَلها علَى شَفتَاي اليابسَتانِ فَـ تَنزَرعُ هَـاهُنا و تُثمِر أكُلهَا فأغدو باسمَ الثغرِ خفيِف الروُحِ...لكن هيهاتِ لكلّ ذلكَ أن يحصُل...

عَـــــائِدٌ إليــــكَ...Dove le storie prendono vita. Scoprilo ora