٧

485 62 43
                                    

.

.

...

كنتُ قد أنهيت عملي على نصف الحديقة الأمامية منذ مدة قصيرة، و کـ مكافئة صغيرة لذاتي التعبة و لنيل القليل من الراحة قد أخذت حماما دافئا لإزالة ما علق على أديمي من آثار التراب،

كان المنزل شاغرا من قاطنيه فالجميع لايزالون في فترة عملهم إلاّي، أحاطني السيد سيباستيان علما بأن عملي ينتهي بحلول الثالثة عصرا، لذلك رتبت قليل الملابس التي أحضرت في مكانها...
كما خبأت صورة والدتي الباسمة بينها حفظا من تلفها فهي أثمن شيء أمتلك!

و رحت أجهز كوب حليب دافئ، حملته وأخذت درب طريقي أتجول قليلا بالمكان بعد وضعي معطفي حول كتفاي طالبا بعض شرارات الدفء، كان الجوّ غائما مظلما، والسماء ترسل أمارات كهربائية لدلالة بكاءها مرة أخرى، بينما رياح الخريف قد إشتدت أكثر فأصبحت أكثر برودة من المعتاد و طفقت تلعب بخصلاتي الشبه رطبة بكل سلاسة،
إنها بوادر شتاء عاصف كما جرت العادة!...

تجولت قليلا بالمكان ثم جلست على كرسي حجري يواجه البحر وجدته في طريقي بعد أن هاجمتني موجة ألم لكثرة تعبي اليوم. وزعت جل نظراتي حول النوارس المشاغبة بأصواتها الشجية بعيدا عني وشاركتها الأمواج العاتية لحظات فرحها تلك في أبهج صورة قد لمحتها رماديتاي،

عَـــــائِدٌ إليــــكَ...Where stories live. Discover now