٩

508 80 130
                                    


.

.

....

تائهٌ في إحدى أركان مخيلتي الكئيبة عندما وجدتُني وسط مكان قد أكله الظلام الموحش بنهم...مكبل اليدين كنت بينما جسدي المرمي أرضا راح يأن وجعا طالبا الخلاص من حالته هاته،
و لأني أعلم بأنه كابوسٌ حي آخر قد نسجته أفكاري التي لن ترحم قلة حيلتي حاولت تنظيم أنفاسي و لملمة شتاتي المبعثر مني،

جلت بنظراتي المغبشة حولي أبصر الظلام الذي عانق جسدي بكل تملك لم يرح سريرتي، و خوف مستكين داخلي راح يتضاعف فكاد يخنقني لشدة ضغطه على صدري المتهدّج،

صوتُ صريرٍ مزعج لبابٍ ما قد صدر من جهة جهلتها، و قد إنتشر ضوء خالطه ضباب قد تزاحما في معركة طاحنة من منهما سينتشر في الأرجاء أولا، رفعت بصري فلمحت الكثير من الهيئات التي لاتظهر سوى ظلالها المتوازية في الضوء لأشخاص عدة،

يحملون شعلات نارية يحلقون حولي وآخرون منهم قد أحكموا الوثاق على كلاب شرسة قد قابلتني بأنياب مكشّرة و لعابٌ راح يسيلُ لشدّة الجوع الذي كان يتملكها، كان منظرا شديد الرعب راح يدب الخرع بين أوصالي لرؤيته فرحت أزحف خلفا بصعوبة بالغة بسبب يداي المقيدة،

كان صوت ضحكاتهم المستهزئة بي يضربني بسوط من الألم الذي غزى كياني، ودموعي راحت تنزلقُ حارّة تغادر مقلتاي و تُحرّق وجنتاي في صمت شديد يقهرني.

ظهر بعدها رجل من العدم يقف أمامي بملامح غير ظاهرة قد أكلها الظلام بحلكته... بينما يحمل بيده الخشنة سوطا طويلا و رؤية منظره جعلت من ريقي يجف وكأنني وسط صحراء خالية تكاد شمسها تحرق المكان.

ناظرته بحذر و رحت أنكمش على ذاتي كرد فعل على حماية نفسي الضعيفة أمامه، حمايةٌ أعرف ان الفشل نهاية لها، قهقهةٌ طويلة فرّت من فاههِ قبل أن يتفوه بكلماته الخشنة...

"اولم تساعفك ذاكرتك الضعيفة على تذكري أيها الصغير!"

خاطبني بصوت خشن بينما راح يضرب السوط في الأرض بكل قوة، مصدرا صوتا غير محبب لأذناي...و قلبي راحت تتقافز نبضاته تكاد تتعثر فيما بينها، بلعت ريقي بصعوبة بينما تيبست عظام رقبتي فلم أستطع الإيماءة له كاجابة صغيرة على سؤاله المبهم...

"أها! سيء! ،سيء جيد!...كيف تُبيح لنفسك نسيان صديقك القديم؟ لنُنعش ذاكرتك الخاملة مجددا لوكاس الصغير!، و لنحرص على عدم نسيانك لي مجددا!"

تقدم ناحيتي بخطوات بطيئة بينما راح يضرب السوط بقوة كبيرة على الأرض بينما الآخرين ماثلوه فعلا وطفقوا يتقدمون مني بشعلاتهم يضحكون بصخب مزعج وراحت الكلاب الجائعة تنبح محذرة إياي، كان عرضا بطيئا راح يهلك روحي ويسرق مني أنفاسي التي طفقت تسلب مني...

عَـــــائِدٌ إليــــكَ...Where stories live. Discover now